الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عصفوران بحجر.. ماذا تأمل بولندا من استعراضها الضخم للقوة؟

  • مشاركة :
post-title
العرض العسكري للجيش البولندي في الاحتفال بيوم الجيوش

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

في استعراض ضخم للقوة، نظمت بولندا، اليوم الثلاثاء، أكبر عرض عسكري لها منذ عقود، خلال الاحتفال بيوم الجيوش، في رسالة على ما يبدو تعمدتها وراسو بينما تتصاعد التوترات على الحدود بينها وحليف روسيا الرئيسي بيلاروسيا، بالمقابل وجدها البعض حيلة انتخابية للحكومة لتحقيق مكاسب سياسية مع قرب الانتخابات العامة في البلاد.

أكبر عرض عسكري

وضم العرض العسكري الأضخم منذ الحرب الباردة في بولندا، 200 وحدة من المعدات العسكرية البولندية والأجنبية و92 طائرة، و2000 جندي، وفق ما أفادت وزارة الدفاع البولندية.

تضمن العرض بعضًا من أحدث التقنيات التي تمتلكها بولندا في ترسانتها، بما في ذلك دبابات أبرامز M1A1 الأمريكية الصنع، ودبابات K2 الكورية الجنوبية، ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع K9، وقاذفات صواريخ هيمارس، ومدافع كراب ذاتية الدفع، بالإضافة إلى أنظمة بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع، التي تعد جزءًا من نظام الدفاع الجوي البولندي "WISŁA".

وخلال السنوات الأخيرة، ضخت بولندا المليارات في المعدات العسكرية الجديدة ورفعت من إنفاقها الدفاعي، ما جعلها تبرز كواحدة من القوى العسكرية الرائدة في أوروبا.

استعراض قوة

في تقدير باحثين في المجال الأمني، فإن رسالة وارسو تعد نوعًا من عكس لغة روسيا وبيلاروسيا وكذلك كوريا الشمالية وإيران، في استعراض القوة.

فقال إدوارد أرنولد، زميل باحث في مركز الأبحاث الأمني البريطاني RUSI، لشبكة CNN الأمريكية: "روسيا تفعل ذلك في 8 مايو، والبيلاروسيين وكذلك كوريا الشمالية وإيران. إنه نوع من عكس لغتهم". مضيفًا أن "الدول المعادية" تعتبر "المسيّرات" استعراضًا للقوة، لذا فإن بولندا ستقابلها باستعراض للقوة.

وظهرت بولندا كحليف رئيسي لأوكرانيا، ما يجعلها عرضة للخطر. إذ تصل معظم المعدات العسكرية الغربية والإمدادات الأخرى إلى أوكرانيا عبر بولندا، وتستضيف البلاد 1.6 مليون لاجئ أوكراني، وفقًا للأمم المتحدة.

طمأنة للشعب أم حيلة انتخابية؟

بينما يقام العرض في وقت لا يفصل بولندا عن الانتخابات الرئيسية، سوى شهرين، إذ يأمل حزب القانون والعدالة اليميني الحاكم في الحصول على ولاية ثالثة على التوالي في السلطة، رجح محللون أن تدفع المعارضة بأن ما يجري نوع من الحيلة الانتخابية.

وبصرف النظر عن رغبة بدت جلية لدى بولندا لإظهار قدراتها لروسيا وحلفائها، إلا أن الحكومة تسعى من خلال هذا الاستعراض إلى طمأنة شعبها بأنها ملتزمة بالأمن.

وفي تقدير محللين سياسيين، فإن إظهار كفاءة بولندا في مجال الأمن أمر بالغ الأهمية لإعادة انتخاب الحكومة، ورغم ذلك لم يستبعد البعض أن تدفع المعارضة بأن الحكومة تقدم هذا العرض كنوع من الحيلة الانتخابية، وأنها تستخدم الجيش لصالح مكاسبها السياسية.

وقال الحزب الحاكم، الذي تولى السلطة في 2015، في بيان أورده في وقت سابق قبل الاحتفال بيوم الجيوش، إن العرض سيظهر مدى التطوير الذي شهده الجيش في إطار عملية إعادة بناء بعد أعوام من نقص الاستثمار في عهد الحكومة السابقة. وتعهد بزيادة حجم الجيش إلى مثليه وإنفاق نحو أربعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".

أكبر منفق دفاعي في الناتو

وزادت بولندا بشكل كبير المبلغ الذي تنفقه على الدفاع في السنوات الأخيرة، ليصل 4٪ هذا العام بعد ما كان أقل من 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي في عام 2014، وفقًا لإحصاءات الناتو الرسمية.

وهذا يجعلها أكبر منفق من حيث حصة الناتج المحلي الإجمالي، بما يتجاوز الولايات المتحدة. ويتم تخصيص أكثر من 50٪ من استثمارات بولندا في المعدات الجديدة والبحث والتطوير.

وفي حال استمرت بولندا في هذا المسار ستكون "القوة العسكرية الأوروبية العظمى للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي"، في تقدير محللين.

وازدادت أهمية بولندا في تحالف حلف شمال الأطلسي بشكل كبير، مع عودة الناتو للتركيز على وسط وشرق أوروبا في أعقاب ضم موسكو شبه جزيرة القرم، ومن ثمَّ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

التوترات على الحدود مع بيلاروسيا

وبينما أدخل الآلاف من مقاتلي مجموعة فاجنر العسكرية إلى بيلاروسيا الشهر الماضي كجزء من صفقة لإنهاء تمردها ضد الكرملين، عززت بولندا حدودها بقوة عسكرية قوامها 10 آلاف جندي في مواجهة مخاوف من تسلل فاجنر على أراضيها.

وأعلنت بولندا الأسبوع الماضي عن نشر آلاف القوات الإضافية على حدودها الشرقية مع تزايد القلق بشأن وجود قوات فاجنر في بيلاروسيا.

وطلب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من فاجنر تدريب جيش بلاده، وفي وقت سابق من هذا الشهر أجرت القوتان تدريبات مشتركة بالقرب من الحدود البولندية. وخلال هذه التدريبات، اتهمت وارسو طائرتين مروحيتين بيلاروسيتين بانتهاك المجال الجوي البولندي.

وقال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك للإذاعة العامة، في أعقاب الحادث، إنه سيتم إرسال 10 آلاف جندي إلى الحدود - 4000 سيدعمون بشكل مباشر حرس الحدود والـ6000 المتبقيين سيكونون في الاحتياط.