تجري الآن معركة بين الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال، وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها "ليست نظيفة"، ومن شأنها أن تحدد مصير تل أبيب الفترة المقبلة، وتعمّق الشرخ الإسرائيلي الذي تسببت فيه أزمة "التعديلات القضائية" التي تم تمريرها أخيرًا.
انفجار وشيك
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن الانفجار المقبل سيكون بين يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، مشيرة إلى أن العلاقات بينهما وصلت إلى حائط مسدود.
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن المعركة التي تدور بين بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، ويوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، ترتقي إلى "حرب رباعية الأبعاد"، موضحة أن الطرفين يلعبان بأساليب ليست نزيهة".
وبسبب الانتقادات المتكررة لأعضاء الائتلاف ضد قدرة المنظومة الأمنية، بما في ذلك هجوم مسؤولي قادة حزب "الليكود" الحاكم على كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية والعسكرية، وبعد ذلك توبيخ نتنياهو رئيس الوزراء لهرتسي هاليفي، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، تزداد فرصة حدوث انفجار بين يوآف جالانت وزير الدفاع، ورئيس الوزراء.
وما زاد الطين بلة، نعت يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، هاليفي بـ"رئيس الأركان الأفشل في تاريخ الجيش الإسرائيلي"، ولم يدين والده ذلك، بحسب القناة الإسرائيلية، بحسب "يديعوت أحرونوت".
توبيخ القيادة العسكرية
وفي وقت سابق من اليوم، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن ضباط إسرائيليين استياءهم من توبيخ نتنياهو لقائدهم هرتسي هاليفي، وإلقاء اللوم عليه بسبب حالة الارتباك الذي يشهدها الجيش الإسرائيلي على وقع "التعديلات القضائية".
ومنذ تمرير القراءة الأولى في مشروع قانون يهدف إلى هيكلة جهاز القضاء، امتنع الآلاف من ضباط وجنود الاحتياط الامتثال لأوامر القيادة وبعضهم امتنع تمامًا عن الخدمة خشية تدمير جهاز القضاء وجعل الغلبة للبرلمان الإسرائيلي الذي يرأسه أحزاب ذات قومية متطرفة.
ومع تصاعد التوتر في شهر رمضان، قرر نتنياهو إقالة وزير دفاع الاحتلال على خلفية تصريحات الأخير التي طالب فيها بوقف الإصلاحات التي تهدف إلى إضعاف جهاز القضاء، التي تسببت في اندلاع احتجاجات ضخمة بتل أبيب، وأجبرته على إرجاء إقالته إلى وقت لم يكشف عنه.
وأوضح مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء أنه "نظرًا لتطورات الوضع الأمني، سينظر نتنياهو في أمر وزير الدفاع فيما بعد".
وفجرت أنباء إقالة جالانت المفاجئة أزمة جديدة في وقت حرج شهدت فيه تل أبيب توترًا غير عاديًا في الضفة الغربية المحتلة.
وحينها، كشفت مصادر سياسية بأن هناك جهود لإنهاء الخلاف بين نتنياهو وجالانت، الذي أثارت إقالته المحتملة مخاوف داخل حزب "الليكود" و"القوات المسلحة" وبين حلفاء إسرائيل الغربيين، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
جهوزية جيش الاحتلال الإسرائيلي
وأصبح أداء جيش الاحتلال الإسرائيلي محل تساؤل في ظل امتناع عدد غير معروف من جنود الاحتياط الإسرائيليين عن الخدمة، اعتراضًا على "التعديلات القضائية" في ظل المخاطر الأمنية التي تحدق بإسرائيل بها من جوانب عدة، لا سيما الجبهة الشمالية.
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، خرجت تقارير عدة تطعن في جهوزية الجيش الإسرائيلي وقدرته على خوض حرب شاملة كما يروّج قادته، إذ ينشغل الجيش والمؤسسة الأمنية في الصرعات الداخلية، وفقًا لموقع "واللا" الإسرائيلي.
وحذّر تومر بار، قائد سلاح الجو الإسرائيلي، في كلمة ألقاها الجمعة الماضي، من تفاقم الأضرار التي لحقت بالجاهزية التشغيلية للقوات الجوية بسبب تغيب المتطوعين عن التدريبات.