قال سامح الناصر، رئيس ديوان الخدمة المدنية الأردني، اليوم الأحد، إنّه لا يمكن تحقيق الإصلاح السياسي أو الاقتصادي دون الإصلاح الإداري كونه حجر الزاوية، لافتًا إلى أن أجهزة الخدمة المدنية شهدت خلال العقود السابقة تراجعًا في كل دول العالم.
وأضاف الناصر لـ"القاهرة الإخبارية"، أنه جرى إضعاف أجهزة الخدمة المدنية في جميع دول العالم خلال السنوات الماضية، بعد ما أدى التطور الفكري والحضاري إلى التركيز على بعض الأعمال وانسحاب الحكومات من الأنشطة، ولم يتم هذا الانسحاب بشكل صحيح، ما أدى إلى إضعاف الأجهزة المركزية.
وتابع، أن انسحاب الحكومات من أي نشاط دون أسس يؤدي إلى حدوث فراغ، وهو ما حدث بالفعل، لافتًا إلى أنّ معهد الإدارة الأردني شهد تراجعًا في أدائه، لكن منذ عام 2019 أعيد ربطه مع رئيس الديوان مرة أخرى، وأصبح يستعيد دوره الطبيعي.
وتابع: "دون المورد البشري لا يمكن تحقيق إصلاح إداري، قد نتعاقد على أحدث الأجهزة ولا نستفيد منها بسبب عدم وجود عناصر بشرية مدربة ومتطورة، وبالتالي، فإن الأجهزة المركزية هي المسؤولة عن تطوير الموظف والارتقاء بأدائه وقدراته ما ينعكس على تطوير القدرات المؤسسية".
كما قال سامح الناصر، رئيس ديوان الخدمة المدنية بالمملكة الأردنية الهاشمية، إنّ جائحة كورونا كان لها انعكاسات نفسية سلبية وفهم الموظف في أداء مهام عمله، مشيرًا إلى أن الانتقال إلى التعليم عن بُعد غيّر مفاهيم كثيرة.
وتابع: "هناك حاجة إلى عمل متكامل بين أجهزة الخدمة المدنية من أجل تطوير الموارد البشرية للتعافي من هذه المرحلة التي استمرت عامين ونصف العام وأثرت في حماس الموظفين لوظائفهم".
وأكد على ضرورة التركيز على الجانب البحثي في التعامل مع الموظفين، وألا يكون الجهاز الحكومي شكلًا من أشكال البطالة المقنعة، وبالتالي، يجب أن تُحدد الأولويات بدقة وماهية الوظائف التي يحتاجها الجهاز الإداري للدولة.
وواصل: "نسعى إلى الاستفادة من تجارب وخبرات الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة المصري، بحيث لا نبدأ العمل من الصفر، لكن نوفر وقتًا وجهدًا ومالًا، فالجهد منظم وليس عشوائيًا، إذ تتسم علاقتنا مع الجهاز بالعمق والواقعية والحاجة الفعلية".
العاصمة الإدارية الجديدة صرح هائل وكبير وإنجاز حضاري
وذكر أنه سيتم إيفاد موظفين من الجهاز المركزي الأردني إلى مصر وخاصة العاصمة الإدارية الجديدة للاستفادة من الخبرة المصرية في الإصلاح الإداري، لافتًا إلى أن العلاقة التي تجمع القاهرة وعمّان تتسم بخصوصية مستمدة من خصوصية العلاقة التي تربط بين الشعبين الشقيقين.
ووصف العاصمة الإدارية الجديدة بـ الصرح الهائل والكبير والإنجاز الحضاري، مشددًا على أنها إنجاز نوعي غير مسبوق في النوعية والحجم الضخم والتطور التكنولوجي الضخم يسجل لمصر.
كما أكد أن: "ما بُذل في العاصمة الإدارية جهد ضخم مُقدر، حيث تمت عملية نقل الموظفين وإعادة هيكلة الجهاز الإداري بما يفي بمتطلبات العاصمة الإدارية الجديدة، وبالتالي، فإنه سيتم التركيز على هذه الجهود من جانبنا بشكل كبير، فقد حضر رئيس الوزراء بدايات إطلاق العاصمة الإدارية الجديدة"، لافتًا إلى أن كل ذلك يتزامن مع عقد اللجنة الفنية الثنائية بين الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وديوان الخدمة المدنية الأردني، بالإضافة إلى انعقاد اللجنة المصرية الأردنية المشتركة رقم 31.