الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سناء شافع.. فيلسوف الفن ومعلمه

  • مشاركة :
post-title
الممثل المصري سناء شافع

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

"فيلسوف الفن".. هكذا لُقّبَ الفنان المصري الراحل سناء شافع، صاحب المواهب المتعددة، والعين الثقابة والمتمرد في أفكاره، ليصنع على مدار أكثر من 5 عقود بصمته الخاصة في الفن.

ما بين الحياة في البيئة الصعيدية والقاهرية والأوروبية، تشكلت شخصية "شافع"، المولود في 25 يناير عام 1943، بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، التي قضى بها 8 سنوات من عمره ثم انتقل مع والده إلى القاهرة، وعاش في أحد أحيائها الشعبية بين منطقتي الجمالية والحسين، فكان شغوفًا بالفن وخطفه سحره منذ الصغر، بينما ساعده حبه للعلم في الحصول على منحة دراسية من ألمانيا، ودبلومة بالإخراج المسرحي منها.

منذ 3 سنوات في مثل هذا اليوم، غاب سناء شافع عن الحياة، بعدما خرج من قلب الصعيد باحثًا عن حلمه الذي طالما راوده في الصغر ليواجه تعنتًا شديدًا من والده الأزهري الذي رفض دخوله مجال الفن، وطرده من المنزل ولكن إصراره ساعده على تحقيق حلمه، وأصبح اسمًا مشهورًا في المجال، ورغم ما وصل إليه لكن الشهرة لم تأخذه من عائلته وأسرته، فكان يحرص على زيارة مسقط رأسه، إذ أكد أن ثمة علاقة قوية تربطه بقريته وأهله، فلم ينقطع نهائيًا عن زيارتها باستمرار، بحسب تصريحات سابقة له.

كان المسرح شاهدًا على موهبته التي بزغت في عمر الصبا، إذ وقف لأول مرة على خشبته في المدرسة قبل أن يتجاوز الثامنة من عمره، ثم عمل في فرق الهواة ومسرح التلفزيون في عام 1962، ثم تبعها بالانضمام للمسرح العالمي، فكان المسرح رفيق دربه حتى الوفاة، وكانت مسرحية "مشهور ومش مشهور" آخر الأعمال التي قدمها لجمهوره عام 2020.

لم يتوقف حبه للمسرح على العمل ممثلًا، ولكنه كان مخرجًا، إذ قدم أول مسرحية من إخراجه وهي "اللي رقصوا على السلم" لفرقة المسرح الكوميدي عام 1972، وعمل مدرسًا أكاديميًا به، فكان أستاذًا بمعهد الفنون المسرحية وتخرج على يديه الكثير من الأجيال، مثل الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية الحالي، وتقلد عددًا من المواقع الإدارية منها تعيينه بالمسرح القومي.

برز سناء شافع كممثل محترف وصاحب مدرسة حقيقية فقدم أكثر من 120 عملاً في مشواره الفني، تنوعت بين التليفزيون والسينما والمسرح، كان للأعمال الدرامية التليفزيونية نصيب الأسد منها، إذ بلغت أكثر من 100 مسلسل، مثل "أنا وأنت وبابا في المشمش، حضرة المتهم أبي"، وامتلك لسانًا عربيًا فصيحًا أهله للبراعة في تجسيد أدوار تاريخية في عدد من الأعمال، مثل: عمر بن عبد العزيز، رسول الإنسانية، الفرسان، ابن عمار، وغيرها.

عاش سناء شافع نحو 77 عامًا، كان للفن والتدريس أكثر من 5 عقود من رحلته، وبعد عطاء طويل رحل بجسده تاركا وراءه مسيرة فنية وأكاديمية تخلد ذكراه.