جميل جميل المغازي: لا أرجح استخدامه ويؤثر على فقد الكثير لوظائفهم
ياسر سامي: أمر واقع لا بد من تقبله والتدريب عليه
خالد حماد: تحمل مخاطرة كبيرة على الصناعة والعاملين فيها
شادي مؤنس: بحاجة لسن ضوابط وتشريعات لتقنينها
كان الحديث عن الذكاء الاصطناعي قبل أشهر قليلة بمثابة استشراف للمستقبل، غير أن تسارع تطور مثل هذه التقنيات جعلها أمرًا واقعًا، إذ دخلت في العديد من مناحي الحياة، كان من بينها صناعة الفيديو كليب بعد أن سبق توظيفها في مجال الموسيقى، فاقتحم بعض المطربين عالم الذكاء الاصطناعي وإنتاج أولى أغانيهم باستخدامه، وتقديم فيديو كامل مُنتج بهذه الأدوات الجديدة ليحاكي الحقيقة بشكل كبير.
وفاجأ المطرب المصري محمد حماقي جمهوره بطرح أغنية "حبيت المقابلة"، التي اعتمد في الفيديو كليب الخاص بها على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إذ قام بمحاكاة وصنع صورة كاملة للواقع مستخدمًا تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ولم يكن هذا الكليب الأول الذي اعتمد على هذه التقنية، إذ سبقه طرح الفنان المصري محمود العسيلي، فيديو كليب آخر حمل اسم "أوعى"، الذي تعاون فيه مع الملحن عزيز الشافعي والشاعر تامر حسين، مستخدمًا هذه التكنولوجيا الجديدة التي تحاكي الواقع وتستغنى عن العنصر البشري في عمل الفيديو.
لم تكن تجربة توظيف الذكاء الاصطناعي التي قدمها العسيلي وحماقي متطورة كالتي قدمها المخرج الكويتي يعقوب المهنا في تجربته مع المطرب "يوكي"، إذ طرح الثنائي أول فيديو كليب بالوطن العربي مُعتمدًا على الذكاء الاصطناعي وحمل اسم "حياتي دايمًا"، إذ احتاج المُشاهد التدقيق لدقائق ليكتشف أن الفيديو كليب منتج بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، للحرفية المقدم بها خاصة بعد ظهور مطربه "يوكي" وهو يتجول بسيارة داخل عالم مصنوع بالذكاء الاصطناعي.
كان الفيديو كليب "حياتي دايمًا"، بوابة الانطلاق بالنسبة للمطربين العرب في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج فيديو كليب والاستعانة بـ"موديلز" آليين بدلًا من البشر بالكليب.
تأثر العاملين
رفض مخرج الكليبات المصري جميل جميل المغازي، استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفيديو كليب، إذ قال لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، إن استخدام مثل هذه التقنيات في مجال الغناء والفيديو كليب ستؤثر بشكل سلبي على العاملين بهذه الصناعة وعلى المنظومة ككل، منها استغناء العمالة وفقد الوظائف، وجلوس الكثير في منازلهم دون عمل.
وأشار نجل المخرج القدير الراحل جميل المغازي إلى أنه لا يرجح استخدام مثل هذه التقنيات في مجال عمله، قائلًا: "لا أميل إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملي لإنتاج الفيديو كليب أو الغناء، لأنني دائمًا أسعى إلى تقديم صور حية وبشرية وليست اصطناعية، أو توليد صوت فنان باستخدام الآلة".
تقنين استخداماته
طالب "المغازي" بضرورة تقنين استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الفيديو كليب وصناعة الأغنية، مضيفًا أنه يجرى الإعداد في الخارج لتقديم قانون دولي لضبط المشهد بعد التطور الرهيب الذي وصلت له هذه التقنيات، ومراعاة حقوق المطربين والصنّاع والحفاظ على "copy rights" أو حقوق الملكية حتى لا يتعدى أحد على حقوق الغير ويتلاعب بصوته أو صورته، إذ يفتح الذكاء الاصطناعي مجالًا للتزييف.
التدريب المستمر
لم يكتفِ البعض بالجلوس على مقعد المشاهد، لكنهم استعدوا لدخول مضمار المنافسة، وتدريب أنفسهم على استخدام هذه التقنيات ومواكبة التطور السريع فيها، وكان من بينهم مخرج الكليبات المصري ياسر سامي، الذي أكد أنه يطور نفسه باستمرار في هذا المجال وحصوله على الكثير من الدورات، وهو ما أفاده في مجال عمله وسهّل عليه الكثير، بحسب ما قاله لـ موقع "القاهرة الإخبارية".
وأضاف ياسر سامي أن تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت أمرًا واقعًا وعلينا التكيف عليها وقبولها، خاصة أن الذكاء الاصطناعي ليس جديدًا، إذ بدأ منذ سنوات طويلة، وقد تأخرنا كثيرًا في استخدام هذه الخطوة في الغناء والموسيقى، متوقعًا أن تشهد السنوات المقبلة تطورًا مذهلًا في هذا المجال.
تراجع العمر الافتراضي للمطرب
وأوضح "سامي" أن الإشكالية التي يحملها الذكاء الاصطناعي، هي حقوق الملكية، والتعدي على حق الغير، وأن العمر الافتراضي للفنان سيقل بنسبة 15%، بمعنى أنه من الممكن أن يستغنى عن ظهوره في الفيديو كليب ويكتفي فقط باستخدام صورته وصوته ليولد بها فيديو متحرك بالذكاء الاصطناعي بينما هو جالس في منزله.
ما بين الرفض والقبول عدّد ياسر سامي السلبيات والإيجابيات التي ستلقي بظلالها في مجال الغناء والفيديو كليب مع زيادة توظيف هذه الأدوات، قائلًا: "هناك إيجابيات وسلبيات كثيرة من وراء هذا الأمر، أولها سرعة التنفيذ، وجودة المنتج المقدم والإنجاز بكفاءة، وابتكار أدوات جديدة للعمل، بينما من سلبياته الاستغناء عن العمالة وجلوس الكثير في منازلهم، لذا لا بد للعاملين في هذه الصناعة من مواكبتها وتطوير أنفسهم باستمرار".
مخاطر بعيدة المدى
من جانبه؛ قال الموسيقار خالد حماد، إن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفيديو كليب بعد استخدامها في الموسيقى وتوليد الأصوات، تمثل طفرة جديدة في هذا المجال، لكنها تحمل مُخاطرة كبيرة على الصناعة والعاملين فيها، مُبديًا اعتراضه الشديد على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الغناء، بحسب ما أكده لـ موقع "القاهرة الإخبارية".
وأضاف حماد أن هناك مكاسب قريبة يمكن أن نجنيها من توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الغناء، إلا أن مخاطرها بعيدة وعميقة وستسبب نتائج سلبية على المدى البعيد، التي ستنعكس على توقف جزء كبير من الصناعة، وجلوس الكثير من الأجيال في منازلهم دون عمل، لتحل الآلة وهذه التقنيات المتطورة بدلًا منهم، وهو ما يقضي على صناعة الغناء.
ضوابط دولية
طالب خالد حماد بضرورة وجود قانون دولي ينظم عمل الذكاء الاصطناعي، مع مراعاة وضع علامة مائية تميز بين المحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي وغيره المنتج بالعنصر البشري.
واتفق الموسيقار المصري شادي مؤنس مع "حماد" حول ضرورة وضع سن تشريعات وضوابط جديدة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لما تمثله من خطورة على صناعة الموسيقى والغناء، بعد توظيفها في توليد صورة أشبه بالحقيقة بعد أن سبق استخدامها في توليد الأصوات الغنائية.
تفوق العقل البشري
وأكد شادي مؤنس، لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، أن إمكانات وإبداع الذكاء الاصطناعي سيظل محدودًا ولا يمكن أن يتفوق على العقل البشري، لأن الاعتماد على العنصر البشري يمثل فارقًا كبيرًا في تقديم أفكار جديدة، مُدللًا على ذلك بأن العقل البشري هو مخترع ومبتكر أدوات الذكاء الاصطناعي.