دائمًا ما تستحوذ بطولات كأس العالم على الاهتمام الجماهيري والإعلامي، باعتبارها البطولة الأكبر في كرة القدم على مستوى العالم، ويجمع منتخبات من قارات مختلفة وسط أجواء رائعة.
ومع بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم 2022 بدولة قطر الذي يترقبه عشاق الساحرة المستديرة، خاصة وأنها النسخة الأولى التي ستقام في بلد عربي، تستقل "القاهرة الإخبارية" آلة الزمن لتعود إلى مونديال 1930، أول بطولة كأس عالم في التاريخ، لمعرفة كواليسها وأحداثها البارزة خلال السطور التالية:
لم يكن يعرف العالم شيئًا عن بطولات كأس العالم في كرة القدم قبل مونديال 1930، حيث كانت كرة القدم إحدى رياضات الألعاب الأولمبية الصيفية، حتى استقلت عن الأولمبياد، لتقام بطولة كأس العالم كل أربع سنوات، وكانت أوروجواي أول بلد ينظم هذه البطولة العالمية.
وترجع فكرة إقامة كأس العالم لكرة القدم إلى أول اجتماع للاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1904 في باريس، وبحضور سبع دول هي: سويسرا، بلجيكا، الدانمارك، فرنسا، هولندا، إسبانيا، والسويد، حيث تبنى "فيفا" إقامة بطولة عالمية لكرة القدم، بعد أن استغرق القرار وقتًا طويلًا للاتفاق عليه بسبب عدة صعوبات، كانت أبرز هذه الصعوبات هو رفض اللجنة الأولمبية الدولية لفكرة البطولة خوفاً من تأثيرها على الدورات الأوليمبية العريقة، وكذلك خوفاً من سيطرة الاتحاد الدولي على اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
نهضت الفكرة مرة أخرى عام 1921 على يد المحامي الفرنسي جول ريميه، والذي أصبح لاحقا رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي عمل جاهداً لإطلاق أول بطولة عالمية لكرة القدم، وبعد مرور سبعة أعوام على تعيينه في منصب الرئاسة وافق "فيفا" في اجتماع تاريخي، عُقد في 25 مايو 1928، على إقرار بطولة كأس العالم، وتسميتها ببطولة كأس النصر.
تقدمت الأوروجواي بطلب تنظيم البطولة، وتمت الموافقة نظرا لأنها كانت رائدة المنتخبات في ذلك الوقت وبطلة آخر دورتين أولمبيتين، وقدمت تسهيلات للمنتخبات المشاركة، وتكفل الاتحاد الدولي بدفع مصاريف الفرق وتنقلاتها الصعبة في ذلك الوقت قبل عامين من انطلاق منافسات أول كأس عالم، اشترطت التعليمات وجوب وجود جائزة ثمينة تقدم للمنتخب الفائز بالبطولة العالمية، مما دفعهم إلى إنشاء كأس النصر (كأس جول ريميه)
وانطلقت البطولة لأول مرة عام 1930 و ما زالت مستمرة كل 4 سنوات حتى اليوم، لكن البطولة الأولى لم تكن آنذاك تتسم بالإثارة والندية المعهودتين في وقتنا الحالي، إذ لم يشارك فيها، في ذلك الوقت إلا 13 منتخباً من بينها 7 منتخبات من أمريكا الجنوبية شاركت في هذه البطولة: الأرجنتين، تشيلي، البرازيل، بوليفيا، الأوروجواي، بيرو، الباراجواي، أمريكا، المكسيك، فرنسا، يوغوسلافيا، رومانيا وبلجيكا، أما أفضل المنتخبات الأوروبية، ومن بينها المنتخب الألماني فلم يشارك في بطولة العالم الأولى لكرة القدم، وذلك لأسباب مادية ولوجستية وسياسية.
وأقيمت النسخة الأولى من المونديال في قارة أمريكا الجنوبية، في غياب عدد كبير من أبرز المنتخبات العالمية، وتحديدًا الأوروبية لتنجح أوروجواي البلد المضيف في التتويج بأول مونديال في التاريخ، بعد فوزها على الأرجنتين في النهائي بأربعة أهداف مقابل هدفين.