الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الهجوم المضاد في مأزق.. نقص الذخيرة يدفع الجيش الأوكراني للتقشف في إطلاقها

  • مشاركة :
post-title
القوات الأوكرانية على الجبهة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تواجه القوات الأوكرانية أزمة حقيقية في الذخائر، في ظل خوضها غمار الهجوم المضاد ضد القوات الروسية، رغم كل الجهود التي بذلت لتوفير الذخيرة المختلفة منذ بدء الحرب، ما يدفعها إلى التقشف في إطلاقها، وهو بحسب ما نقلته تقارير حديثة نشرتها صحيفة "كييف إندبندنت" الأوكرانية.

وبينما تعمل الحكومة الأوكرانية والشركات المنتجة للذخائر بكامل طاقتها الإنتاجية، وتتلقى القوات الأوكرانية ملايين الطلقات من حلفائها، إلا إن كمية الذخائر المطلوبة لتغطية احتياجات الجيش الأوكراني على الخطوط الأمامية تفوق بكثير ما يتم إنتاجه.

وتواجه القوات الأوكرانية مشكلتين أساسيتين، أولهما عدم التناسق بين الأسلحة مما يتطلب تعديل الذخائر يدويًا قبل الاستخدام، وثانيهما نقص حاد في الذخائر يجبرها على التقشف والاكتفاء بكميات قليلة خلال العمليات الهجومية والدفاعية.

في المقابل، يتمتع الجيش الروسي بإمكانات أكبر لإطلاق النار تفوق أوكرانيا 10 مرات، مما يضع القوات الأوكرانية في موقف صعب لتحقيق نجاحاتها على الرغم من التقدم المحرز في الهجوم المضاد، بحسب نفس الصحيفة.

معضلة التنسيق

تشير التقارير الغربية إلى مشكلتين رئيسيتين يواجههما الجيش الأوكراني، الأولى هي نقص التناسق بين الأسلحة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، إذ يتسبب الحصول على الأسلحة من دول وموردين مختلفين في خلق فوضى في الذخيرة، وتتأثر أداء الجيش، مما يتعين على الجنود أن يجدوا الوقت لقياس الذخائر الواردة، وتعديلها يدويًا لتناسب قاذفاتهم، مما يمكن أن يعيق التحركات العسكرية.

إجراءات تقشفية

المشكلة الثانية هي نقص الذخيرة على الخطوط الأمامية، لذا يلجئون إلى إجراءات تقشفية تستهدف توفير الذخائر أثناء الدفاع أو التجمع لهجوم، وذلك بإعطاء الجنود أقل من المعتاد، حسبما أخبرت مصادر مقربة من القيادة العسكرية في أوكرانيا لصحيفة "كييف إندبندنت" الأوكرانية.

نفاد الذخيرة

لطالما كانت أوكرانيا في خطر نفاد الذخيرة في الحرب، وأشار مايكل كوفمان، أحد المحللين العسكريين بمؤسسة كارنيجي، الذين زاروا الخطوط الأمامية مؤخرًا، بحسب صحيفة واشنطن تايمز، إلى أن التقديرات الأخيرة تشير إلى أن أوكرانيا كانت تحرق ما يصل إلى 8000 طلقة من الذخيرة كل يوم في الهجوم المضاد الذي بدأ في أوائل يونيو الماضي.

من جهته، أشار أولكسندر كاميشين وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني، إلى أن قطاع الدفاع زاد من إنتاج الذخيرة عشرة أضعاف في الأشهر السبعة الأولى من عام 2023 مقارنةً بكامل عام 2022.

تكشف التقارير عن واقع مرير تعيشه القوات المسلحة الأوكرانية في ظل نقص حاد ومستمر في الذخيرة اللازمة لمواجهة الجيش الروسي على طول خطوط المواجهة.

وتستمر كييف في مناشدة الحلفاء الغربيين تسريع وتيرة دعمها بالسلاح والذخيرة بشكل يواكب الاستنزاف الهائل الذي تشهده ساحات القتال، مؤكدة أن الأمر على الجبهة لم يعد يحتمل المماطلة أو التأخير.