يواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لائحة طويلة من الاتهامات –بلغت 78 تهمة في 3 قضايا جنائية- بحسب "واشنطن بوست"، في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تقدمه على جميع منافسيه بالحزب الجمهوري.
وتتزايد آمال ترامب يومًا بعد يوم بالعودة إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أنه قريب من الرئيس الحالي جو بايدن، بحسب استطلاع أجرته شركة "يوجوف"، ونشرته مجلة "إيكونوميست"، فإن الرئيس الحالي جو بايدن يتقدم على ترامب بنسبة 44% مقابل 40% فقط.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر قانونية أن الـ78 تهمة التي يواجهها ترامب لن تمنعه من الترشح في الانتخابات أو أن يكون الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، فهل يتمكن "ترامب" من العفو عن نفسه إذا أصبح رئيسًا للولايات المتحدة لإسقاط عقوبات تلك التهم عنه؟
يعتقد العديد من القانونيين أن عفو الرئيس الأمريكي عن نفسه لإسقاط عقوبة السجن سيكون عملًا غير دستوري، لأنه ينتهك مبدأ "أنه لا أحد يمكن أن يكون قاضيًا لنفسه".
اتهامات جنائية
وُجِّهت لائحة اتهامات جنائية لترامب، بسبب مساعيه لإلغاء هزيمته في انتخابات الرئاسة عام 2020، خلال الفترة التي سبقت أعمال الشغب العنيفة التي ارتكبها مؤيدوه في مبنى الكابيتول، مع قيام وزارة العدل بمحاسبته على جهده لمنع التداول السلمي للسلطة الرئاسية، وتهديد الديمقراطية الأمريكية، وذلك ضمن لائحة مكونة من أربعة اتهامات.
انتقال سلمي للسلطة
"أخطر خيانة ارتكبها رئيس سابق تجاه واجباته الدستورية".. هكذا وصفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، محاولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب البقاء في البيت الأبيض، بعد خسارته الانتخابات في 2020، وذلك بالمخالفة للتقليد الأمريكي المتمثل في ضمان الانتقال السلمي للسلطة.
حملة من الأكاذيب
أرّخت لائحة الاتهام لحملة من الأكاذيب حول نتائج الانتخابات استمرت عدة أشهر، أدت إلى تمرد فوضوي في مبنى الكابيتول، وسعى ترامب لاستغلال هذا العنف، كما تضمنت اللائحة التآمر للاحتيال على حكومة الولايات المتحدة.
" غير مذنب"
قال ترامب، للصحفيين في مطار ريجان بواشنطن بعد مثوله أمام المحكمة، إن توجيه لائحة الاتهام الأخيرة له يعد "اضطهادًا سياسيًا"، وأكد انه "غير مذنب"، كما انتقد التهم الأخيرة التي يواجهها، ووصفها بأنها "جزء من محاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2024".
العودة إلى البيت الأبيض
يرى البعض أن هذه الاتهامات قد تضر فرص ترامب في العودة للبيت الأبيض، إلا إن ترامب نفسه يعتقد أنها ستزيد من شعبيته وفرص فوزه في الانتخابات المقبلة، وتضع هذه الاتهامات ترامب وإدارته المحتملة، حال فوزه بالانتخابات، في مواجهة وشيكة مع القانون والدستور الأمريكي، وبخاصة عقب تقديم الاتهام الثالث، فيما يعتقد الرئيس الأمريكي أن الاضطهاد الذي يتعرض له من قبل المؤسسة يعزز الدعم الذي يحظى به من الناخبين المحتملين.
سيناريو محتمل
هل يمكن لسجين أن يتولى منصب الرئاسة الأمريكية أثناء وجوده في السجن؟ الجواب البسيط هو " نعم"، بحسب نصوص الدستور الأمريكي، وأكد ترامب أنه لن يغفل هذه الفرصة، والسيناريو المثير للاهتمام هو أنه حتى لو أدين ترامب في جميع القضايا التي اُتهم فيها، فلا يوجد بند في الدستور الأمريكي يمنعه من العمل رئيسًا، وبحسب كبار القانونيين حتى لو أدين وسجن، فلن تكون هناك سلطة قانونية تمنعه من الاستمرار في حملته الانتخابية أو أداء اليمين الدستورية.
موقف غريب
قد يتمكن ترامب من الترشح في الانتخابات الرئاسية، ولكنه لن يتمكن من التصويت لنفسه، إذ إنه يقيم في فلوريدا، وفي هذه الولاية، معظم المدانين يفقدون حقهم في التصويت، ويعود إليهم فقط بعد تنفيذ العقوبة والوفاء بجميع الغرامات والالتزامات التي فرضتها المحكمة.
وإذا تمت إدانة ترامب قبل يوم الانتخابات وأُرسل إلى السجن أو تعرض لعقوبات أخرى، فليس من المحتمل أن يتمكن من الوفاء بجميع التزاماته بحلول يوم التصويت في 5 نوفمبر 2024.