تترقب عيون سكان مخيم جباليا شمالي قطاع غزة محدقة بباب بناية أحد الجيران، حيث شّب حريق ضخم، حوّل حفل اجتمعت من أجله الأسرة احتفاءًا بعودة أحد ابناءها بعد دراسة الطب بالخارج، إلى فاجعة راح ضحيتها أكثر من 21 فردًا منها بينهم أطفال، فيما ترواد المصطفين آمالًا في خروج رجال الانقاذ بناجين.
وأكدت مراسلة "القاهرة الإخبارية" في قطاع غزة، أن أحدًا لم ينج حتى الآن من حريق اليوم الخميس، في إحدى البنايات السكنية بمخيم جباليا شمالي القطاع، حتى أنه ترك إصابات بالغة بين أفراد الحماية المدينة التي عملت بجهد لأكثر من ساعة على إخماده.
احتفال تحول إلى فاجعة
وقالت مراسلتنا من غزة "منى عوكل"، إن عودة ابن العائلة الذي كان يدرس الطب خارج القطاع، واحتفال الأسرة به وسط حضور عدد كبير من أفرادها، كان العنصر الأساسي ليخلف الحريق هذا العدد الكبير من الضحايا، الذين جمعهم مبنى سكنيًا واحدًا محكم الإغلاق، حال دون خروجهم وقت الانفجار وما تبعه من حريق هائل.
لماذا انفجر المبنى ثم اشتعل؟
تشير المعلومات الأولية إلى وجود مادة البنزين مخزنة بكمية كبيرة داخل المنزل الذي شهد الحريق، والذي يعود لعائلة فلسطيني يدعى ماهر أبو ريا، ما أدى إلى وقوع انفجار كبير سبق الحريق، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
فيما نقلت مراسلة القاهرة الإخبارية، عن رجال الإنقاذ، أن تسربًا بإحدى أسطوانات الغاز في العقار السكني، والذي كان مخزنًا به عدد من لترات البنزين ساعد على وقوع انفجار، ومن ثمَّ نشب الحريق.
21 جثة متفحمة.. ولا يزال ضحايا بالداخل
أكدت مراسلتنا من قطاع غزة أن 21 جثة متفحمة وصلت إلى المستشفى الإندونيسي بشمال قطاع غزة، بعد استخراجها من موقع الحريق الذي أُخمد بصعوبة، وأوضحت "عوكل" أن الجثث المستخرجة من البناية المحترقة يصعب التعرف عليها، بينما تشير روايات السكان إلى أن الشقة السكنية كانت تضم في احتفال الأسرة أكثر من 28 شخصًا.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أنه :"لقي 21 مواطنا مصرعهم، وأصيب آخرون، في حريق كبير اندلع بمبنى سكني في مخيم جباليا، بينما تتابع طواقم الدفاع المدني يعاونها أعداد كبيرة من المواطنين بمحيط الحادث، أعمال الإخلاء للوفيات والمصابين، وإخماد الحريق".
الحريق الضخم لم ينتقل لبنايات مجاورة
نقلت "عوكل" عن رجال الحماية المدنية تقديراتهم الأولية حول عدم انتشار الحريق الضخم لبنايات مجاورة، لا سيما وأن مخيم جباليا حيث وقع الحريق، مكتظ ببنايات مجاورة، والتي تقول إن الشقة السكنية التي نشب بها الحريق تقع بالطابق الثالث والأخير بالبناية والذي ساعد على وجود مسافة حالت دون امتداده لبنايات أخرى ملاصقة للمبنى.
فلسطين تعلن الحداد على"الفاجعة الوطنية"
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، غدًا الجمعة، يوم حدادٍ وطني على أرواح الضحايا، تُنكس فيه الأعلام على المؤسسات الرسمية كافة، وواسى ذوي الضحايا وأبناء الشعب الفلسطيني، كما أعرب عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. وفق ما أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، ونقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
ووصف الرئيس الفلسطيني الحريق بـ"الفاجعة الوطنية"، موجهًا الجهات المسؤولة بتوفير كل الإمكانيات من أجل مساعدة عائلات الضحايا والتخفيف عنهم.