الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سباق مع الزمن.. بداية النهاية لكابوس الناقلة "صافر" قبالة سواحل اليمن

  • مشاركة :
post-title
ناقلة النفط "صافر"

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

اتخذت الأمم المتحدة خطوة هامة لحل أزمة ناقلة النفط العملاقة "صافر"، التي باتت غير قابلة للإصلاح إثر تعليق عمليات الإنتاج والتفريغ والصيانة لها في عام 2015، فضلًا عن توقف الأنظمة اللازمة لضخ الغاز الخامل فيها عن العمل في عام 2017، ما أدى إلى تدهور السلامة الهيكلية بشكل كبير وتعرضها لخطر الانهيار ووقوع انفجار.

وحذرت الأمم المتحدة والحكومات الأخرى خلال السنوات السابقة، من خطر حدوث تسرب نفطي أو انفجار يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الشحن التجاري العالمي عبر طرق باب المندب وقناة السويس، ما يتسبب في أضرار لا توصف للاقتصاد العالمي.

بدء العملية

وانطلقت أمس الثلاثاء عملية سحب حمولة ناقلة النفط العملاقة صافر إلى ناقلة أحضرتها الأمم المتحدة، قبالة ميناء الحُديدة اليمني في البحر الأحمر، في عملية تبلغ تكلفتها 143 مليون دولار.

ومن المتوقع أن يستغرق نقل 1.14 مليون برميل من خام مأرب الخفيف إلى السفينة الجديدة حوالي ثلاثة أسابيع، في عملية تهدف إلى تجنّب كارثة بيئية قد تتسبب بأضرار مادية تبلغ نحو 20 مليار دولار.

بداية حل المشكلة

وفي حديثه من على متن سفينة الإنقاذ "نديفور"، قال المنسق المقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديفيد جريسلي إن: "نقل النفط سيمنع أسوأ سيناريو حدوث تسرب كارثي في البحر الأحمر".

وأشار جريسلي إلى أن نقل النفط إلى الناقلة البديلة ليس نهاية العملية، موضحًا أن الخطوة الحاسمة التالية هي تركيب العوامة (كالم) التي ستربط السفينة البديلة بها بأمان.

سبب تعطلها

وترسو صافر التي صُنعت قبل 47 عامًا وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، على بعد نحو خمسين كيلومترًا من ميناء الحُديدة الاستراتيجي (غرب) الذي يُعد بوابة رئيسية لدخول الشحنات.

ولم تخضع الناقلة "صافر"، التي صُنعت قبل 47 عامًا وتُستخدم بوصفها منصّة تخزين عائمة، لأي صيانة منذ 2015، ما أدّى إلى تآكل هيكل الناقلة وتردّي حالتها.

مخاطر وخيمة

وبسبب موقع السفينة في البحر الأحمر، فإنّ أي تسرّب قد يكلّف أيضًا مليارات الدولارات يوميًا، إذ سيتسبّب باضطرابات في مسارات الشحن بين مضيق باب المندب وقناة السويس، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتحمل السفينة المتداعية أربعة أضعاف كمية النفط التي كانت على متن "إكسون فالديز" والذي تسبب تسرّبه كارثة بيئية عام 1989 قبالة ألاسكا.

ماذا سيحدث إن حدث تسرب نفطي؟

وفق موقع الأمم المتحدة، فإن حدث ما يخشاه العالم أجمع، فتقدر تكلفة التنظيف وحدها بحوالي 20 مليار دولار أمريكي، وسوف يستغرق الأمر 25 عامًا لتعافى الثروة السمكية.

قد يؤدي حدوث تسرب نفطي كبير إلى إغلاق الموانئ القريبة والتي تعتبر ضرورية لجلب المواد الغذائية والوقود والإمدادات الحيوية العديد من البلدان. كما سيكون التأثير البيئي للتسرب الكبير مدمرا على المياه والشعاب المرجانية وأشجار المانجروف على الساحل اليمني وربما عبر البحر الأحمر.

قد يتسبب التسرب النفطي بتعطل الشحن الحيوي عبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس لفترة طويلة، مما يكلف مليارات الدولارات يوميًا.

جهود سابقة

وقادت الأمم المتحدة، بمعونة عدة دول، على رأسها بريطانيا وهولندا، جهودًا، خلال العامين الماضيين، لجمع التمويل المقدَّر بنحو 142 مليون دولار، لصيانة ونقل النفط الخام "صافر" إلى ناقلة جديدة جرى شراؤها مؤخرًا لهذا الغرض.

ترحيبات بالعملية

رحب الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر ببدء العملية قائلًا: "كانت الولايات المتحدة داعمًا رئيسيًا لجهود الأمم المتحدة لمواجهة التهديد الذي تشكله الناقلة صافر على مدار العامين الماضيين"، مضيفًا أن بلاده قدمت عشرة ملايين دولار للعملية وتواصل تقديم الدعم للأمم المتحدة في تنفيذها للمشروع".

وأعربت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الأربعاء، عن ترحيب المملكة ببدء الأمم المتحدة تنفيذ خطتها التشغيلية لحل المشكلة، معبرة عن تطلعها لانتهاء التفريغ قريبًا إلى السفينة "نوتيكا" ومؤكدة على استمرار جهودها بالعمل مع الأمم المتحدة والحكومة اليمنية لإنهاء المشكلة.