الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التغيرات المناخية فى بؤرة الاتهام.. حرائق الغابات تلهب دول "المتوسط"

  • مشاركة :
post-title
حرائق الغابات

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

ضربت حرائق الغابات 7 من دول البحر الأبيض المتوسط، في ظل درجات حرارة قياسية، ما أسفر عن خسائر كبيرة، لتأكل النيران الغطاء النباتي، ما يتسبب في آثار بيئية مدمرة، تهدد التنوع البيولوجي، إلى جانب الخسائر التي تحدث في الأوراح والممتلكات، وتهجير آلاف البشر.

في الجزائر، أسفرت حرائق الغابات العنيفة، عن مقتل 34 شخصًا على الأقل، بينهم 10 عسكريين، بحسب الداخلية الجزائرية، التي أعلنت اليوم الثلاثاء، عن إخماد 80% من حرائق الغابات، فيما تتواصل عمليات الإخماد على مستوى 13 بؤرة حريق، موزعة عبر سبع 7 ولايات، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.

وفي إيطاليا، تواصل فرق الإطفاء، جهودها، لإخماد الحرائق التي اندلعت في "صقلية وباليرمو وبارتينيكو وميسيلميري وبولونيا وسفالو"، في وقت بلغت فيه درجة الحرارة 47.6 درجة مئوية أمس الاثنين، بحسب "يورو نيوز".

حرائق الغابات

أما في تونس، فتجدد حريق بلدة ملولة شمال غرب تونس الذي استمر أيامًا منذ الأسبوع الماضي، بسبب درجات الحرارة الشديدة، وتم إجلاء نحو 300 شخص، إذ وصلت درجت الحرارة إلى 56 درجة مئوية في الشمس.

وفي اليونان أجبرت الحرائق السلطات اليونانية، على إجلاء آلاف السياح، كما أعادت شركات تنظيم الرحلات أكثر من ألفي سائح إلى بلادهم، مع استمرار حرائق الغابات، كما أجبرت الحرائق المستعرة منذ الأربعاء الماضي، السلطات على إجلاء 19 ألف شخص مطلع الأسبوع، كما أسفرت عن تدمير 35 ألف هكتار من الغابات، كما تحطمت قاذفة مياه على متنها شخصين، خلال مكافحتها الحريق بغابة جنوب جزيرة إيفيا اليونانية، بحسب "فرانس برس".

واندلعت حرائق الغابات كذلك في كرواتيا وقبرص وتركيا، ففي قبرص أخمد رجال الإطفاء حريقًا دمر 20 هكتارًا من الغابات، في وقت سجلت درجات الحرارة 40 درجة مئوية، أما في تركيا فاندلعت الحرائق في 3 ولايات، هي "أنطاليا ومانيسا وكهرمان مرعش"، وتم إرسال 24 طائرة و100 مروحية و10 طائرات مسيّرة للمساهمة في جهود الإطفاء.

ما هي حرائق الغابات وما أسبابها؟

إخماد حرائق الغابات

حرائق الغابات، تعرف أيضا باسم حرائق الأدغال أو حرائق البراري، وغيرها من المسميات، وهي حرائق كبيرة وغير منضبطة، وأحيانا تتسبب في تأثيرات مدمرة، ويمكنها الانتشار بسرعة، ويساعد الطقس في انتشارها، فقد تغير الرياح اتجاهها بسرعة، وقد تقفز الجمرات المشتعلة من رقعة إلى أخرى، ما يسهم في انتشارها.

وتنجم حرائق الغابات عن مجموعة من الأسباب بعضها طبيعي مثل "البرق"، والآخر من فعل الإنسان، إلقاء أعقاب السجائر على الأرض مثلًا، وتسهم تضاريس المنطقة والغطاء النباتي، في مسألة انتشارها، وقد تتحول حرائق الغابات من مجرد حريق صغير إلى جحيم مستعر في دقائق معدودة، وذلك بحسب موقع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

تداعياتها على المناخ

تعد حرائق الغابات سببًا رئيسيًا في مقدار كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، إذ تتسبب في ما نحو من 5 إلى 8 في المئة من إجمالي حالات الوفيات المبكرة سنويا الناجمة عن تلوث الهواء والبالغة 3.3 مليون حالة وفاة، بحسب منظمة Carbon Brief الخاصة بالمناخ.

وبحسب "الأمم المتحدة"، تتزايد حرائق الغابات، من حيث تواترها وحجمها، بسبب الاحتباس الحراري، بعد أن كانت تحدث موسميًا فقط، كما أنها تضيف غازات الاحتباس الحراري إلى البيئة، وتدمر الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون.

ولا يقتصر تأثير حرائق الغابات على البيئة فقط، بل يمتد ليسبب مشكلات صحية للأفراد، وفي هذا الإطار يوضح ماثيو آدمز، الأستاذ بجامعة تورنتو ومدير مركز البيئات الحضرية التابع لها، إن الآثار الفورية لاستنشاق دخان حرائق الغابات تشمل ضيق التنفس، وارتفاع النبض، وآلام الصدر، والتهاب العين والأنف والحنجرة، مشيرًا إلى أن دخان حرائق الغابات يرتبط كذلك بمشكلات صحية خطيرة وطويلة الأمد مثل السرطان وأمراض الرئة، خاصة لمن يعيشون في مناطق تتكرر فيها حرائق الغابات، بحسب "بي بي سي".

وأوضح "آدمز"، أن هناك جزئيات صغيرة في ضباب الدخان، تدخل إلى مجرى الدم، أو أجزاء أخرى من الجسم، وتتسبب في طفرات محتملة في الحمض النووية، ومشكلات صحية أخرى، إضافة إلى أن التعرض لدخان الحرائق لفترة طويلة يؤثر على الحوامل وأجنتهن، بحسب بعض الدراسات.