الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رودس تشتعل.. "الكارثة الأكبر" تؤجج حرائق اليونان

  • مشاركة :
post-title
حرائق جزيرة رودس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تواجه اليونان في الوقت الحالي أزمة حقيقية ومروعة، إذ اجتاحت الحرائق الهائلة البلاد، خاصة جزيرة رودس السياحية؛ لتكشف عن مشكلة أكبر، وهي قصور الإدارة وغياب الاستعداد وأساليب الوقاية لمواجهة مثل هذه الكوارث.

في ظل أزمة البيئة العالمية والتغيرات المناخية الكبيرة، أصبحت الحرائق أكثر شيوعًا وأكثر خطورة، ومع ذلك، يبدو أن اليونان، وخاصة جزيرة رودس، غير مُستعدة للتعامل مع هذه التحديات.

تعرضت جزيرة رودس اليونانية، الموجودة في جنوب شرق بحر إيجه، والتي تعد أحد أكثر البقع السياحية جذبًا للسياح، لحرائق ضخمة، أدت إلى احتراق أكثر من 9 آلاف هكتار في الأيام السبعة الماضية، وإجلاء 19 ألف شخص منها، إذ يُشير أحد المواطنين الإنجليز لصحيفة "التليجراف" البريطانية أنه "في غضون دقائق، تحولت العطلة الهادئة إلى كابوس حقيقي".

كما أشار المواطن البريطاني إلى نقاط الضعف في نظام الوقاية من الحرائق، وقال: "لم يكن هناك حراس غابات، ولا إدارة غابات، ولا حماية من الحرائق على الجزيرة لسنوات، نأمل أن توقظ هذه الكارثة السُلطات وأن يتخذوا التدابير اللازمة!".

في اليونان، أصبحت قضية نقص موارد مكافحة الحرائق وغياب الوقاية في استعداد لموسم الحرائق مثار جدل أخيرًا، في الوقت الذي يعبر فيه رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن عدم قدرته على التنبؤ أو السيطرة على هذه الكوارث التي تسببت فيها التغيرات المناخية، بحسب صحيفة لوموند الفرنسية.

وكانت الحرائق التي اجتاحت الجزيرة قد اندلعت بعد العديد من الصيفيات المأساوية التي شهدت حرائق مماثلة، مثل حرائق ماتي في عام 2018، الذي أسفر عن مقتل 102 شخص.

يقول إفثيميوس ليكاس، أستاذ الجيولوجيا وإدارة الكوارث الطبيعية: "هناك حاجة كبيرة للتخطيط والتحسين في إدارة الكوارث."

وفي الوقت نفسه، تشير العديد من الصحف والمجلات اليونانية إلى أن الأدوات القديمة لإدارة الحرائق، التي لم تتجدد على الرغم من الوعود، تعتبر مشكلة كبيرة.

وتشير مجلة "نافتيمبوريكي" اليونانية إلى أنه "يمكن أن يفسر انهيار المناخ وارتفاع درجات الحرارة العديد من الأمور، ولكنها لا تبرر القصور".

أشارت مجلة "ليفو" أيضًا إلى "تخفيضات في العاملين في خدمة الغابات التي تؤدي إلى طريق مسدود،" مما يجعل من المستحيل الحصول على "نظام فعال لمراقبة الغابات والوقاية من الحرائق."

وأشارت صحيفة "أفجي" المعارضة إلى أن الأدوات القديمة لإدارة الحرائق، التي لم تتجدد على الرغم من الوعود مقلقة، موضحة أن "نحو 85% من العربات أكبر من 10 سنوات من العمر."

أبرزت الصحيفة المعارضة تفضيلات حكومة ميتسوتاكيس المحافظة لتوظيف ضباط الشرطة، بدلًا من رجال الإطفاء أو الأطباء.

وفي يوم الاثنين، عنونت صحيفة "إفسين" اليونانية "الحكومة تترك البلاد تحترق"، موضحة أنه "في أربع سنوات، تحول أكثر من 200 ألف هكتار إلى رماد، مؤكدة أن هذا يُعد "أسوأ سجل للحكومة منذ عام 1981".