يبدو أن مساعي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، والعودة للبيت الأبيض في 2025، لن تتأثر بالملاحقات القضائية له.
ومن غير المرجح أن تهتز سيطرة ترامب على السباق الجمهوري إلى البيت الأبيض، حتى لو صدرت اتهامات للرئيس السابق في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"التخريب الانتخابي"، وتورطه في جهود إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2020، وفاز بها الرئيس جو بايدن، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ويتصدر ترامب استطلاعات الرأي التي ترجح فوزه بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024، إذ استطاع على مدار سنوات تحطيم ثقة الناخبين في المؤسسات التي تتحدى سلطته.
ووضع المرشح الجمهوري الأوفر حظًا منافسيه الرئيسيين في موقف صعب، إذ يحاولون تحقيق التوازن بين الاستفادة من المخاطر التي يتعرض لها ترامب، دون خسارة مؤيديه المخلصين في الانتخابات التمهيدية.
وذكرت "سي إن إن" أنه إذا فشل منافسي ترامب الجمهوريين في استغلال ملاحقاته القضائية في استمالة الناخبين فإنهم يتجاهلون العامل الذي قد يقوض مرشح حزبهم المحتمل في الانتخابات العامة.
وحتى الآن، لا يوجد مؤشر على أن احتمال محاكمة ترامب من شأنها أن تقنع المصوتين في الانتخابات التمهيدية بالحزب الجمهوري، أن ترشيحه ينطوي على مخاطرة كبيرة.
ولعل مهارة الرئيس السابق في تحويل معركة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري إلى سياسية، قد حرمت منافسيه الطامحين للرئاسة من محاولة حرمانه من الترشيح للمرة الثالثة على التوالي.
ونفى ترامب ارتكاب أي مخالفات في جميع القضايا المتورط فيها، لكن فشل المنافسين مثل حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وحاكم ساوث كارولينا السابق نيكي هيلي، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، في استغلال إمكان إدانة ترامب المحتملة، يثير أيضًا سؤالًا محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لحزبهم. هل يخاطر الحزب الجمهوري بترشيح مرشح محبوب من قبل الملايين من أنصاره، لكن يمكن أن يخيف مرة أخرى الناخبين في الولايات المعتدلة والمتأرجحة، ويسلم النصر للديمقراطيين؟.
وتبرز معضلة مرشحي الحزب الجمهوري بشأن كيفية التعامل مع ترامب، مساء الجمعة المقبل، حين يحضر حفل عشاء للحزب الجمهوري في ولاية أيوا، وهي أول ولاية تصوت في سباق الترشيح، أوائل العام المقبل.
ومع تهديد ترامب بمقاطعة المناظرة الأولى للحزب الجمهوري، الشهر المقبل، قد يكون التجمع فرصة نادرة للمقارنة بين المتصدر وخصومه في نفس الحدث.
وتم تجميد سباق ترشيح الحزب الجمهوري فعليًا منذ الأسبوع الماضي، إذ ينتظر ترامب وخصومه ليروا ما إذا كان المستشار الخاص جاك سميث سيوجه الاتهام إلى الرئيس السابق في تحقيقه الجنائي في جهود لإلغاء انتخابات 2020.
وينتظر ترامب المحاكمة في ثلاث قضايا معروفة إعلاميًا بـ"الوثائق السرية" و"شراء الصمت" و"التخريب الانتخابى"، وتلك الملاحقات القضائية من المفترض أن تبدد آمال أي مرشح تقليدي في سباق الرئاسة الأمريكية.
لكن الأمر يبدو مختلفًا مع ترامب الذي كان أول رئيس يتحدى تقاليد الولايات المتحدة في النقل السلمي للسلطة، ويتمتع بشعبية قوية مثل أي وقت مضى بين الجمهوريين.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي، أن ترامب يواصل هيمنته على الانتخابات التمهيدية للجمهوريين وسيهزم الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات العامة. وإذا تم إجراء الانتخابات التمهيدية الرئاسية للجمهوريين لعام 2024، اليوم، سيفوز ترامب بنسبة 52% من الناخبين.
ووفق الاستطلاع الذي أجرته "هارفارد هاريس"، حصل أقرب منافسي ترامب، حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتيس على 12% فقط من الأصوات.
وبحسب الاستطلاع، سيهزم ترامب الرئيس الحالي بايدن في منافسة وجهًا لوجه بهامش 45 إلى 40% مع وجود 16% من الناخبين لم يقرروا.
وأظهر الاستطلاع استياءً واسعًا من مرشحي الحزبين الرئيسيين، ومع ذلك فإن 70% من الناخبين متعطشون لخيار آخر.
كما أظهر الاستطلاع أن دي سانتيس ما يزال هو المرشح المفضل للحزب الجمهوري إذا قرر ترامب الخروج من السباق.
وتظهر النتائج أيضًا أن 68% من الأمريكيين قالوا إنهم شعروا أن الرئيس بايدن البالغ من العمر 80 عامًا، "أكبر من أن يصبح رئيسًا". وقال 64% ممن شملهم الاستطلاع إنه لا ينبغي أن يرشح نفسه لولاية ثانية.