تسعى الدول الغربية، إلى نصب فخ جديد، للرئيس الروسي، عنوانه جرائمه ضد الأطفال خلال الحرب الروسية الأوكرانية، التي تجاوزت الـ500 يوم، منذ أن دارت رحاها في الرابع والعشرين فبراير من العام الماضي.
وأخذت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، على عاتقها زمام المبادرة، خلال زيارتها الحالية لنيويورك، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين على تأسيس المحكمة الجنائية الدولية، سعيًا إلى تطويق الرئيس الروسي، بالعقوبات الجنائية، معترفة في الوقت نفسه بوجود ثغرة تفلته من المساءلة.
جريمة ضد الأطفال
هجوم شديد اللهجة، طال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على لسان وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارتها للولايات المتحدة، بعد أن طالبت بمحاسبة فورية، على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي تدخل عامها الثاني، والتي وصفتها بـ"الجريمة البدائية" التي لم يسلم منها حتى الأطفال، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
واتهمت وزيرة الخارجية الألمانية، الرئيس الروسي، باختطاف أطفال من أوكرانيا وحرمانهم من هويتهم حتى يكون من الصعب على والديهم إعادتهم، وذلك قبل الحفل بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية.
ثغرة بوتين
وأشارت إلى وجود ثغرة في القانون الدولي، إذ أنه يصعب اتهام رؤساء الدول والحكومات الذين شنوا مثل هذه الحروب، إذا لم تصدق دولهم على نظام روما الأساسي كأساس قانوني للمحكمة الجنائية الدولية.
ودعت وزيرة الخارجية، أوكرانيا إلى التصديق على نظام روما الأساسي كأساس قانوني للمحكمة الجنائية الدولية، قائلة: "أعرف مدى حساسية هذه القضية، ولكن المصادقة تعني أن أوكرانيا تمارس حقها في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة".
رحلات صعبة
وقالت: "إن مهمتها مواصلة تطوير القانون الجنائي الدولي، لأنه لا يمكن لأحد في القرن الحادي والعشرين أن يشن حربًا عدوانية دون عقاب"، مشيدة بمذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد بوتين في مارس التي قيدت حركة الرئيس الروسي، نظرًا لأنه لم يسافر إلى أي دولة صادقت على النظام الأساسي للمحكمة.
سلاح الجوع
من جهة أخرى، طالبت بيربوك، الرئيس الروسي بتمديد اتفاقية الحبوب، قائلة "توقفوا عن استخدام الجوع كسلاح"، في ظل رغبة روسيا الانسحاب من صفقة الحبوب مع أوكرانيا، رافضة إلقاء روسيا باللوم على العقوبات الغربية، مطالبة الاتحاد الأوروبي بتصدير، التمسك بتوسيع هذا المسار البديل.
ونفت وزيرة الخارجية الألمانية المزاعم الروسية بأن العقوبات الغربية هي المسؤولة عن عدم تسليم الحبوب الروسية، نظرًا لأنه تم استثناء صادرات روسيا من الغذاء والدواء من العقوبات.
مذكرة توقيف ضد بوتين
وفي مارس الماضي، أصدرت الدائرة التمهيدية الثانية في المحكمة الجنائية الدولية المدعومة من الأمم المتحدة مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن مزاعم جرائم حرب متعلقة بترحيل أطفال و "نقلهم بصورة غير القانونية" من أوكرانيا، حسبما قال رئيس المحكمة الجنائية الدولية، بيوتر هوفمانسكي.
يشار إلى أن روسيا وأوكرانيا ليستا طرفين في نظام روما الأساسي الذي تم بموجبه إنشاء المحكمة الجنائية الدولية في عام 1998.