الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أخطر مكان على الأرض.. هل يكون "ممر سوالكي" نقطة اندلاع الحرب العالمية الثالثة؟

  • مشاركة :
post-title
موقع ممر سوالكي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أثارت وسائل إعلام بريطانية وأمريكية المخاوف من تهديدات محتملة لانتقال مقاتلي مجموعة" فاجنر" الروسية إلى بيلاروسيا، بموجب اتفاق توسط فيه الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو، بعد التمرد المُسلح قصير المدى، الذي نفذه قائد المجموعة العسكرية يفجيني بريجوجن، ضد القيادات العسكرية الروسية، 24 يونيو الماضي.

وأفادت تقارير، أمس الأحد، بأن مقاتلين تابعين لفاجنر وصلوا بيلاروسيا قادمين من روسيا، بعد يوم من إعلان مينسك أن عناصر المجموعة يتولون تدريب جنودها في معسكر جنوب شرقي العاصمة.

خطورة سيطرة روسيا على ممر سوالكي

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في تقرير لها نشرته اليوم الإثنين، أن روسيا تهدد باستخدام فاجنر في السيطرة على ما وصفته بالحلقة الأضعف لحلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى الشريط الاستراتيجي الممتد على الحدود بين بولندا وليتوانيا.

ونسبت الصحيفة لبرلماني روسي بارز مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، تصريحات قالها للتلفزيون الروسي، وكشف خلالها أن مقاتلي فاجنر يستعدون للزحف إلى المنطقة المطلوبة "في غضون ساعات"، في خطوة قد تؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.

والمنطقة المطلوبة تلك هي ممر "سوالكي" الذي يبلغ طوله 60 ميلًا، ويمتد من شمال غرب بيلاروسيا، إلى الحدود الجنوبية الشرقية من منطقة كالينينجراد الروسية على بحر البلطيق، وله أهمية استراتيجية هائلة لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وكذلك موسكو.

فبالنسبة للغرب، يعد "سوالكي" الرابط البري الوحيد بين دول البلطيق الثلاث - الجمهوريات السوفيتية السابقة - "ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا"، التي يُنظر إليها على أنها عُرضة لخطر المواجهة مع روسيا، إذا تفاقم التوتر الحالي بين الشرق والغرب.

وبالنسبة لروسيا، فإن السيطرة على الممر ستمنح رابطًا بريًا بين كالينينجراد، القاعدة الرئيسية للأسطول الروسي في البلطيق، وبيلاروسيا حليفة الكرملين.

وتجدر الإشارة إلى أن ممر سوالكي الاستراتيجي، قضى فيه الزعيم الألماني هتلر، أكثر من نصف سنوات الحرب العالمية الثانية في قيادة العمليات من مُجمع مخابئ ضخم بالقرب من مدينة كيترزين. وبعد هزيمته، قسم ستالين المنطقة إلى قسمين، وضم مدينة كالينينجراد وقطاعها من ساحل بحر البلطيق إلى الاتحاد السوفيتي.

ويشكل الممر الاستراتيجي مصدر قلق في الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، لأنه في حال تم الاستيلاء عليها، ستعزل دول البلطيق الثلاث عن بقية الناتو، هي "بولندا، ليتونيا، وبيلاروسيا".

وحسب "ديلي ميل"، قال الكولونيل جنرال الاحتياط أندريه كارتابولوف، يرأس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي: "من الواضح أن عناصر فاجنر ذهبوا إلى بيلاروسيا لتدريب القوات المسلحة البيلاروسية. لكن ليس هذا فحسب، وليس كثيرًا، هناك مكان مثل ممر سوالكي".

وأوضح كارتابولوفا: " في حال حدوث أي شيء، روسيا ستحتاج بشدة إلى ممر سوالكي. وقوات فاجنر القوة الضاربة في بيلاروسيا مستعدة للسيطرة على الممر في غضون ساعات".

ولأنه سيكون أول نقطة اتصال في حال اندلاع الحرب العالمية الثالثة، يوصف ممر سوالكي بأنه أخطر مكان على وجه الأرض، وفق "ديلي ميل".

وذكرت الصحيفة البريطانية، أنه من المرجح أن تؤدي خطوة روسية هنا من خلال فاجنر، إلى تفعيل البند الخامس في معاهدة حلف شمال الأطلسي، الذي يضع الناتو في مواجهة روسيا.

ولعل الخوف من هذا السيناريو هو ما دفع بولندا إلى تسليح نفسها بسرعة، وألمانيا نشرت 4 آلاف جندي بشكل دائم في ليتوانيا، بينما يعزز حلف شمال الأطلسي وجوده في دول البلطيق.

أهمية ممر سوالكي

ويفصل الممر بيلاروسيا عن كالينينجراد، المقر الرئيسي لأسطول البلطيق الروسي ومعزول عن روسيا عندما تفكك الاتحاد السوفيتي. ومن المحتمل أن يطالب بوتين بوصول مباشر من بيلاروسيا إلى كالينينجراد، كما اقترح روبرت كاجان من معهد "بروكينجز" في عمود بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، خلال وقت سابق.

وأوضح وقتها "كاجان" أن هذا الأمر قد يفك ارتباط دول البلطيق بحلف شمال الأطلسي، مؤكدًا أن "التهديد الآن أصبح لبولندا"، وأوصى بأن تضع الولايات المتحدة كتيبتين ثقيلتين على الأقل في بولندا "كبداية" والدول المجاورة.

وتكمن أهمية ممر سوالكي في كونه الممر البري الوحيد لدول البلطيق مثل لاتفيا وأستونيا، وأنه في حال استيلاء الروس المحتمل عليه تكون تلك الدول معزولة عن باقي أوروبا، خصوصًا إذا تم ضمه إلى كالينينجراد التي تشكل قاعدة روسية متقدمة وتضم مختلف الأسلحة المتطورة.

وتأتي خطورة السيطرة على ممر سوالكي من حجم القوات التي جمعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في بيلاروسيا، التي بلغت 30 ألف جندي، إضافة إلى أسلحة هجومية ودفاعية وبطاريات صواريخ إس 400، في أكبر تجميع للقوات التقليدية منذ الحرب الباردة، وأنه أقرب حاليًا للسيطرة الروسية، نظرًا للبنية التحتية الضعيفة في المنطقة، واكتفاء دول أوروبا بتحليل ردة فعل بوتين دون اتخاذ خطوات عملية لحماية الممر.