أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، أن قمة سبتمبر المقبلة ستمثل فرصة لتأكيد أولويات واهتمامات وشواغل القارة الإفريقية تجاه قضية المناخ، موضحًا أن القارة السمراء هي الأكثر تضررًا من تأثيرات تغير المناخ، وانعكاساته المُحتملة على المناطق الساحلية، مع زيادة وتيرة الجفاف، والتصحر، وندرة الموارد المائية، فضلًا عن زيادة ملوحة المياه الجوفية وانتشار الأوبئة والآفات والأمراض.
وأضاف "مدبولي" في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة خلال الاجتماع الافتراضي الذي عُقد اليوم للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بالتغير المناخي الذي ترأسه ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، أن هذه الآثار تقود إلى تفاقم الضغوط على الدول الإفريقية في خضم أزمات الغذاء والطاقة وأسعار الفائدة العالمية الحالية، التي أدت بدورها إلى أعباء خاصة بتراكُم الديون، بشكل يُقوّض التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما فيما يتعلق بالقضاء على الفقر.
وتابع رئيس الوزراء المصري: يُعد تغير المناخ أحد أكثر القضايا حيوية على جدول أعمالنا العالمي، ولقارتنا الإفريقية أيضًا في ضوء طبيعته المُتداخلة، سواء من حيث تأثيره على التنمية وسُبل العيش في بلداننا، أو من حيث تأثيره المباشر على قدرتنا على تعزيز التنمية التي تشتد الحاجة إليها من أجل دولنا وشعوبنا، مُضيفًا أن هذا التقييم لطبيعة المشكلة كان يمثل القوة الدافعة لصياغة رؤية وأولويات قمة المناخ "كوب 27" التي عُقدت في شرم الشيخ نوفمبر 2022.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه بالنسبة لمصر وإفريقيا والدول النامية بشكل عام، تُعد الرؤية واضحة؛ إذ تحتاج تلك البلدان إلى تنفيذ اتفاق باريس 2015، وتبني نقلة نوعية في نموذجها التنموي على النحو المأمول في اتفاقية باريس للمناخ.
وأكد رئيس الوزراء الحاجة إلى ضمان تحقيق العدالة المناخية بشكل خاص للأشخاص والمجتمعات الذين يعانون أكثر من غيرهم من تأثيرات تغير المناخ، لا سيما في إفريقيا، على مستوى أقاليمها الفرعية الخمسة.
وتابع أيضًا: نرحب بعقد القمة الإفريقية للمناخ بالتصور الذي قدمه الرئيس روتو، والرؤية التي طرحها حول مسارات العمل المختلفة، مع التركيز الشامل على التكيف مع التغيرات المناخية، وسهولة الحصول على التمويل، بالإضافة إلى النتائج والتوصيات المرجوة من القمة، بما في ذلك الإعلان السياسي لها.
وقال "مدبولي": في هذا الصدد، "نحن على ثقة تامة بأن العمل من الآن فصاعدًا، حتى انطلاق القمة، سيرتكز على تبادل الخبرات ومشاركة جميع البلدان الإفريقية وأصحاب المصلحة، خاصةً المجموعة الإفريقية للمفاوضين بشأن تغير المناخ، والمؤتمر الوزاري الإفريقي المعني بالبيئة، والمدعومين من مؤسساتنا الإفريقية، ولا سيما مفوضية الاتحاد الأفريقي والبنك الإفريقي للتنمية، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا".
وكرر مدبولي تطلع مصر إلى العمل عن كثب مع كينيا ومعكم جميعًا؛ لضمان عقد القمة بنجاح وتحقيق نتائج مؤثرة.
يذكر أن الاجتماع الافتراضي الذي عُقد اليوم للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بالتغير المناخي يأتي من أجل التحضير للقمة الإفريقية للمناخ، المقرر عقدها في العاصمة الكينية نيروبي من 4-6 سبتمبر المقبل.