الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة فيلنيوس.. هل يقدم الناتو ضمانات أمنية طويلة المدى لأوكرانيا؟

  • مشاركة :
post-title
زعماء الناتو قبيل القمة

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

منذ أكثر من عام، سارت جهود الغرب لمساعدة أوكرانيا بين مسارين: حرمان روسيا من النصر ، وتجنب الحرب المباشرة بينها وبين الناتو، لكن أوكرانيا تريد المزيد، وتقدمت بطلب للانضمام إلى حلف الناتو في سبتمبر 2022، وبحسب مجلة "إيكونومست" البريطانية، سيتم رفض الطلب الأوكراني في الوقت الحالي، وبدلاً من ذلك، خلال القمة الحالية في فيلنيوس، سيمنح القادة الغربيون أوكرانيا "ضمانات أمنية" دائمة.. لكن هل تُحدث فرقًا؟

عضوية الناتو هي أفضل ضمان أمني

بالنسبة لأوكرانيا، فإن أفضل ضمان أمني هو عضوية الناتو والتزامه باتفاقية الدفاع المشترك، خاصة أن المادة رقم 5 من المعاهدة التأسيسية للمنظمة تنص على أن الهجوم على عضو واحد هو هجوم على الجميع، لكن أمريكا، على وجه الخصوص، قلقة من أن قبول أوكرانيا (في حالة حرب) قد يعني أنه على دول الناتو مقاتلة روسيا، أو إعلان أن المادة رقم 5 لن تطبق في الوقت الحالي، أو أنها لا تغطي دول المواجهة، ما قد يؤدي إلى إبطال التزام الناتو بالدفاع المتبادل.

دعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها حتى إذا فاز ترامب

وبدلاً من ذلك، يناقش الحلفاء الغربيون سُبل مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بنفسها الآن ومستقبلًا، وهدفهم هو تعزيز مصداقية وعد الغرب بدعم أوكرانيا "لأطول فترة ممكنة"، وبالتالي إضعاف أمل روسيا في شن حرب طويلة يمكن أن تقلب الطاولة، والهدف الآخر، هو تأمين المساعدة الغربية لأوكرانيا في حالة فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل.

الضمانات الأمنية المقترحة

ونُشرت نسخة مبكرة من الضمانات الأمنية المقترحة العام الماضي في "اتفاق كييف الأمني"، وهو اقتراح قدمه أندرس فوج راسموسن، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، وأندري يرماك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقد حدد الاتفاق، من بين أمور أخرى، القيام بجهود لعدة عقود من الاستثمار المستمر في القاعدة الصناعية الدفاعية الأوكرانية، ونقل الأسلحة القابلة للتطوير، والدعم الاستخباراتي من الحلفاء، والبعثات التدريبية المكثفة والتدريبات المشتركة تحت علم الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

علاوة على استخدام الجهات الضامنة للاتفاق جميع عناصر قوتها الوطنية والجماعية للرد على أي هجوم، ما ترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية تدخل أصدقاء أوكرانيا بشكل مباشر أكثر مما كان عليه الحال سابقًا.

"التأكيدات" لا قيمة لها

من جانبها، تخشى أمريكا أن أن تكون الضمانات قوية للغاية، ما يعني التزامًا بالدفاع عن أوكرانيا بشكل مباشر، في المقابل تعتبر أوكرانيا أن أحد البدائل، وهو "التأكيدات" بالتزام الحلفاء بمساعدة أوكرانيا، ضعيفً للغاية، وكان مصطلح "التأكيدات" قد تم ذكره في مذكرة بودابست لعام 1994، بعد ما تعهدت أمريكا وبريطانيا وروسيا بأن أوكرانيا ستكون في مأمن من أي هجوم مقابل الموافقة على إزالة الأسلحة النووية السوفيتية من أراضيها، وثبت أن تلك "التأكيدات" لا قيمة لها.

تسليح أوكرانيا على غرار تايوان

اقترح إريك سياراميلا، المسؤول الأمريكي عن ملف سياسات أوكرانيا، في البيت الأبيض، الذي عمل في ظل إدارات ديمقراطية وجمهورية، كلمات أكثر حيادية مثل "الترتيبات" أو "الالتزامات" في ورقة بحثية حديثة لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، ويعتقد سياراميلا أن اتفاق كييف الأمني ​​يجب أن يكون أكثر إلزامًا، من خلال "تدوين سياسي وقانوني قوي، بالإضافة إلى آليات للمشاورات السياسية وتبادل المعلومات والتنسيق، وارتباط واضح بعملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وإعادة الإعمار بعد الحرب، وذلك بتطبيق مبدأ تسليح أمريكا لبعض الدول مثل تايوان، على الرغم من أن وضع أوكرانيا مختلف.

وتابعت المجلة البريطانية، أنه من غير المرجح أن تتحقق الوعود التي قُطعت لأوكرانيا مباشرة من الناتو، لكنها ربما تتحقق من مجموعة السبع ولكن على الأرجح ستأتي من "رباعية" أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وبالنسبة لأوكرانيا وأصدقائها، سيتم الحكم على قيمة هذه الالتزامات على أساس عنصرين، الأول هو تعزيز قدرة أوكرانيا على توجيه ضربة حاسمة بعد أن أصبحت القوات الروسية في حالة فوضى نسبية، على حد تعبير المجلة، بعد تمرد مجموعة فاجنر، والثاني هو مدى اقتراب أوكرانيا من عضوية الحلف بدلاً من القيام بأي إجراء آخر بديل للعضوية.

وسوم :