قال الكرملين، اليوم الثلاثاء، إن على تركيا ألا تتوهم أنه سيُسمح لها ذات يوم بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي أكدت فيه موسكو رغبتها في وجود علاقات قوية مع أنقرة على الرغم من خلافات يتعلق بعضها بتوسيع نطاق حلف شمال الأطلسي.
كان دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، يرد على سؤال حول تراجع تركيا عن معارضتها انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي عشية قمة الحلف التي تستمر يومين في ليتوانيا، بحسب وكالة أنباء "رويترز".
وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الحفاظ على علاقات طيبة مع كل من موسكو وكييف خلال الحرب الدائرة منذ 16 شهرًا في أوكرانيا، ورفض أردوغان المشاركة في تنفيذ العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب الغزو، ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة تركيا في أغسطس المقبل.
وعرقلت تركيا انضمام السويد، متهمة الدولة الاسكندنافية بالتقاعس عن التصدي لأشخاص تعتبرهم أنقرة إرهابيين، لكن أردوغان تراجع يوم الاثنين عن اعتراضه على أن تصبح السويد العضو الثاني والثلاثين في حلف الأطلسي.
وترى روسيا أن توسع الحلف يمثل تهديدًا لأمنها، لكن بيسكوف قلل من أهمية تلميح أحد المراسلين بأن تركيا تبتعد عن روسيا وتقترب من الغرب.
وقال بيسكوف في إفادة صحفية يومية: "تستطيع تركيا أن تتجه نحو الغرب، فنحن نعلم أنه في تاريخ جمهورية تركيا كانت هناك فترات من التوجه المكثف نحو الغرب، وكانت هناك فترات أقل كثافة".
وتابع: "لكننا نعلم أيضا أن.. لا أحد يريد رؤية تركيا في أوروبا، أعني الأوروبيين، وهنا يجب ألا يضع شركاؤنا الأتراك نظارات وردية أيضًا".
كان بيسكوف يشير إلى مقاومة الاتحاد الأوروبي الطويلة الأمد لقبول تركيا، الدولة الكبيرة التي غالبية سكانها من المسلمين والفقيرة نسبيًا والمجاورة للشرق الأوسط. وتقدمت أنقرة بطلب الانضمام للتكتل لأول مرة في عام 1987.
وقال أردوغان، أمس الاثنين، إن على الاتحاد الأوروبي أن يفسح الطريق أمام استئناف المحادثات المتوقفة بشأن محاولة انضمام تركيا إلى التكتل مقابل موافقة أنقرة على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لكن زعماء أوروبيين قالوا إنهم لا يمكنهم قبول مثل هذا الارتباط.
وقال بيسكوف إن روسيا تتفهم أن تركيا عليها الوفاء بالتزاماتها كعضو في حلف شمال الأطلسي تجاه السويد، لكنه أضاف أن موسكو تريد مواصلة بناء علاقات متبادلة المنفعة مع أنقرة على الرغم من "كل الخلافات".
وتحاول تركيا حاليا إقناع روسيا بتمديد اتفاق ساعدت في التوسط فيه مع الأمم المتحدة الصيف الماضي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وموسكو غاضبة من عدم تنفيذ جوانب معينة من الاتفاق وتقول إنها قد لا تسمح بتمديده إلى ما بعد 17 يوليو.
وساعدت تركيا أيضًا العام الماضي في التوسط في تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، ويقول الكرملين إن بوتين يقدر بشدة جهود أردوغان للتوسط في الحرب.
ويحرص الكرملين أيضًا على بناء مركز جديد في تركيا لتصدير الغاز الروسي في الوقت الذي تغير فيه موسكو مسار صادراتها ردًا على تحركات أوروبية منذ بداية الحرب استهدفت تقليصًا شديدًا للاعتماد على الطاقة الروسية.