على الأراضي الألمانية، اعتاد مئات الإريتريين القادمين من بلادهم الواقعة في شرق إفريقيا، إقامة مهرجان سنوي، في مدينة جيسن بولاية هيسن، الأمر الذي حاولت الشرطة عرقلة تنظيمه في أكثر من مناسبة، خشية وقوع أعمال عنف.
ويُقام مهرجان إريتريا على مدار يومين منذ شرارته الأولى في عام 2011، والذي ينظمه المجلس المركزي للإريتريين في ألمانيا، وفي عامي 2020 و2021، تم إيقاف الحدث مؤقتًا؛ بسبب تدابير كورونا، بحسب "دي تسابت".
من الموسيقى للنزاعات السياسية
وتطال المهرجان اتهامات بأن إقامته الهدف منها هو دعم النظام في إريتريا، وجمع تبرعات له، وهو ما تعارضه الحكومة الألمانية، ما أدى إلى وقوع أعمال عنف، وشغب.
ويقول منتقدون إن الحدث مرتبط "بالنظام الاستبدادي الإريتري" في عهد الرئيس أسياس أفورقي، الذي يحكم الدولة الإفريقية منذ استقلالها عن إثيوبيا قبل نحو 30 عامًا.
رفض ألماني
دعا وزير الداخلية في ولاية هيسن، بيتر بوث، الحكومة الفيدرالية إلى استدعاء سفير إريتريا، وحاولت الشرطة منع أكثر من 100 شخص من تسلق سياج يؤدي إلى مهرجان هيسن، وتم استهداف رجال الشرطة بوابل من الأشياء، بما في ذلك الحجارة والزجاجات والقنابل الدخانية.
وقال يجب أن يكون واضحًا للحكومة الإريترية أن النزاعات الإريترية يجب عدم خوضها على الأراضي الألمانية، وضباط شرطتنا ليسوا نقطة توقف عازلة للصراعات في بلدان ثالثة.
اعتقالات وتوقيف وإصابات
في نهاية مهرجان إريتريا المثير للجدل، قامت الشرطة باعتقال 131 شخصًا، وحررت 125 دعوى جنائية، وتسببت الاحتجاجات في إصابة 26 ضابط شرطة.
وأوقفت الشرطة ما مجموعه أكثر من 1800 شخص أو تحديد هوياتهم في أربعة أيام من احتجاجات المهرجان، فيما يتعلق بأحداث الشغب التي وقعت في وسط مدينة جيسن.
80 ألف إريتري في ألمانيا
ويعيش الآن ما يقرب من 80 ألف شخص من أصل إريتري في ألمانيا، وتُعد إريتريا ثاني بلد إفريقي من حيث العدد في ألمانيا بعد المغرب، ويعيش معظم الإريتريين في ولاية هيسن، ونورد راين فيستفالن، وبافاريا.
ضرائب الشتات
وفي عام 1993 فرضت الحكومة الإريترية ما يسمى بضريبة الشتات على الإريتريين الذين يعيشون في الخارج، ومنذ ذلك الحين، كان عليهم دفع 2% من دخلهم للحكومة، بغض النظر عمّا إذا كان يأتي من العمل أو المزايا الاجتماعية.
مُنعت السفارات الإريترية في ألمانيا، من تحصيل ضريبة الشتات منذ عام 2011، لكن وفقًا لأحد الخبراء، تم تحصيل الضريبة منذ ذلك الحين بواسطة شبكات غير رسمية.