يدق العلماء ناقوس الخطر، بسبب التغيرات المناخية، وتأثيراتها التي تتفاقم عامًا تلو الآخر، إذ يحذر العلماء من احتمالية مُتزايدة لأن يكون عام 2023، هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق، وسط تغيرات توصف بأنها "استثنائية ومجنونة ومرعبة"، وهو ما دعا دول العالم للتحرك في محاولة للحد من هذه المخاطر، وبين أكثر العوامل الأساسية لمكافحة التغير المناخي، غابات الأمازون.
رئيسا البرازيل وكولومبيا، اتفقا، السبت، على التنسيق الإقليمي بينهما، لمكافحة إزالة الغابات، وحمالة غابات الأمازون، في اجتماع عُقد في مدينة ليتيسيا الأمازونية بكولومبيا، إذ دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى تنسيق إقليمي وعالمي أفضل، "حكومتي ملتزمة بالقضاء على إزالة الغابات غير المشروعة بحلول 2030"، بحسب "رويترز".
ودعا كل من "دا سيلفا"، والرئيس الكولومبي جوستافو بيترو الدول الغنية إلى تقديم أموال لمساعدة دول أمريكا الجنوبية في الحفاظ على غابات الأمازون، التي تعتبر أساسية لمكافحة تغير المناخ العالمي.
غابات الأمازون.. رئة الأرض
توصف غابات الأمازون، بأنها "الرئة الخضراء للأرض"، إذ إن بها أكبر تنوع بيولوجي في العالم، وهي أكبر غابات مطيرة في العالم، وهي موطن لمخلوقات أكثر من أي نظام بيئي على الأرض، وتوفر غابات الأمازون المطيرة كميات هائلة من المياه، ليس للبرازيل وحدها، وإنما لأمريكا الجنوبية بأكملها، إذ يُمكن لشجرة يبلغ قطرها 10 أمتار، توفير أكثر من 300 لتر من المياه يوميًا، في صورة بخار تطلقه في الهواء الجوي، بحسب أبحاث معهد الأبحاث الحكومي "INPA".
غابات الأمازون والتنوع البيولوجي
بحسب ما نشرته مؤسسة "Amazon Aid"، فإن غابات الأمازون بها ما لا يقل عن 10% من التنوع البيولوجي المعروف في العالم، وبها أكبر عدد من النباتات والحيوانات، إذ يصل عدد أنواع الأشجار بها إلى 16 ألف نوع، وأكثر من 390 مليار شجرة فردية، وهو ما يفوق عدد النجوم بمجرة درب التبانة.
وتستضيف غابات الأمازون، نحو 30% من أنواع الحشرات في العالم، كما تستضيف أنهار الأمازون أنواع أسماك أكثر من أي نظام نهري آخر، على مستوى العالم.
وللتنوع البيولوجي في غابات الأمازون أثره الكبير على مستوى العالم، فمثلًا "الأفعى الاستوائية فير دي لانس"، التي وجدت في غابات الأمازون، ساعد سمها مئات الملايين من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وفي قطعة أرض مساحتها 60 فدانًا، وجد العلماء 1104 أنواع مختلفة من الأشجار، وهو عدد أقل بقليل مما يوجد في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية مجتمعة، ونحو 120 وصفة طبية في جميع أنحاء العالم، مشتقة من نباتات الغابات المطيرة، بحسب "Amazon Aid".
غابات الأمازون وتغير المناخ
تحتوي غابات الأمازون على 90-140 مليار طن من الكربون، أي ما يعادل قرنًا من انبعاثات الكربون البشرية، لذا فهي أحد أفضل دفاعات البشرية ضد التغيرات المناخية، ويؤدي الجفاف وإزالة الأشجار إلى التخفيف من قدرة الأمازون على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وزيادة صافي انبعاثات الكربون.
وتُعد غابات الأمازون، أحد أكبر مستودعات ثاني أكسيد الكربون على الأرض، وإذا ما تواصلت عمليات التجريف للغابات، قد يتسبب الأمازون في المزيد من انبعاثات الكربون، في الغلاف الجوي أكثر مما يمتص.
ويمنع الحفاظ على غابات الأمازون المطيرة، انتشار مسببات الأمراض، كما توفر الغابات الأدوية وغيرها، إذ يستخدم نحو ربع الأدوية الحديثة مركبات نباتية بشكل مباشر، وتحتوي غابات الأمازون على أكثر من 10% من تنوع النباتات في العالم، ما يجعلها خزانة أدوية عالمية.
الأنهار الطائرة
مصطلح الأنهار الطائرة، استخدم لأول مرة، من قبل INPA، لوصف تيارات بخار الماء التي يحملها الهواء من غابات الأمازون باتجاه جبال الأنديز الشرقية، ويقول عالم المناخ البرازيلي، أنتونيو نوبري، إن الأنهار الطائرة تنقل كمية من المياه أكثر من نهر الأمازون.
وتنتج غابات الأمازون، يوميًا ما معدله 20 مليار طن، من البخار، أي أكثر مما يتدفق من نهر الأمازون إلى المحيط الأطلسي والبالغ 17 مليون طن متري.
ويصل معدل الأمطار على منطقة الأمازون إلى 15.400 كيلومتر مكعب من الأمطار، وهو أعلى معدل لتساقط الأمطار في العالم، بعد روسيا التي يصل معدل الأمطار فيها إلى 7800 كيلومتر مكعب في العام.
خسائر غابات الأمازون
أشار تقرير صادر عن منظمة الحياة البرية العالمية، إلى أن منطقة الأمازون فقدت أكثر من 17% من غاباتها خلال الـ50 سنة الأخيرة، بفعل عمليات قطع الأشجار، بهدف توفير مساحات رعي وتربية الماشية.
وفي 2022 وصل معدل قطع الأشجار في حوض نهر الأمازون إلى أعلى مستوى في ست سنوات، حسب وكالة الفضاء الوطنية في البرازيل، إذ تم قطع الأشجار على مساحة 3988 كليومترًا مربعًا في المنطقة بين شهري يناير ويونيو، وفي 2021 دمرت مساحة 3088 كيلومترًا من الغابات الممطرة.
تعهد كوب 26
وفي مؤتمر المناخ كوب 26 الذي عقد في أسكتلندا، تعهدت أكثر من 100 حكومة، بوقف أنشطة اجتثاث الغابات والعمل على التخلص من آثارها بحلول عام 2030.