استقبلت الصين سفينتين حربيتين روسيتين، من المتوقع أن تشاركا في مناورات مع القوات البحرية الصينية، ما يشير إلى "متانة" التعاون العسكري بين البلدين.
تعهد صيني روسي بتعزيز التعاون العسكري
جاء ذلك، بعد أيام قليلة من زيارة أجراها قائد القوات البحرية الروسية نيكولاي يفمينوف لبكين، حيث بحث مع وزير الدفاع الصيني لي شانج فو، تعزيز التعاون الثنائي في البحرية العسكرية بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال لي شانج فو للأميرال الروسي، إن الصين تأمل في زيادة التبادلات والتدريبات المشتركة وأشكال التعاون الأخرى لتعزيز العلاقات الدفاعية للوصول إلى مستوى جديد، وفقًا لوزارة الدفاع الصينية.
ونقلت الوزارة عن لي قوله إن "البحريتين الصينية والروسية لديهما تبادلات وثيقة وتفاعلات متكررة، ومن المأمول أن يعزز الجانبان الاتصالات على جميع المستويات، وينظمان بانتظام تدريبات مشتركة ودوريات مشتركة ومناورات حربية مشتركة".
ولدى الصين أكبر قوة بحرية في العالم من حيث عدد الهياكل وتتفوق بشكل كبير على البحرية الروسية من حيث الحجم والقدرة التقنية.
ورست الفرقاطتان "جروميكي وسوفيرشيني" في أحد موانئ البحرية الصينية في شنغهاي، المركز المالي للبلاد، أمس الأربعاء، وفق ما أعلن التلفزيون الصيني الرسمي. وتنتمي السفينتان إلى أسطول المحيط الهادئ الروسي، ومقره في فلاديفوستوك.
وخلال زيارة السفينتين الروسيتين المقرر لها أن تستمر 7 أيام، ستجري السفينتان مناورات بحرية مع البحرية الصينية في شنغهاي، وستشمل المناورات تدريبًا على تحركات التشكيلات البحرية، والتواصل وعمليات الإنقاذ البحري.
كانت الفرقاطتان قد أبحرتا في وقت سابق في مضيق تايوان وبالقرب من جزيرة أوكيناوا اليابانية، وهو ما أثار استنفارًا عسكريًا في اليابان وتايوان.
وعبرت الفرقاطتان في المياه القريبة من تايوان في نهاية يونيو الماضي، قبل أن تبحرا بالقرب من جزر أوكيناوا اليابانية.
وأرسلت طوكيو سفنًا حربية لمراقبة السفينتين الروسيتين، فيما نشرت تايوان التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها، مقاتلات وسفنًا حربية لمراقبة الوضع خلال عبور السفينتين في مضيق تايوان.
وقالت وزارة الدفاع اليابانية، إنها رصدت الفرقاطتين لأول مرة على بعد 70 كيلومترًا جنوب غربي جزيرة يوناجوني في أقصى غرب اليابان في أوكيناوا بالقرب من تايوان، صباح الثلاثاء الماضي.
وذكرت أن السفينتين أبحرتا ذهابًا وإيابًا في المياه بين يوناجوني وتايوان، وتحركتا شرقًا وشوهدتا لآخر مرة الجمعة، في المياه بين جزيرتي مياكو وأوكيناوا، مضيفة أن اليابان أرسلت سفينتين لمراقبة السفينتين الروسيتين.
وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، الثلاثاء الماضي، أن سفنًا تابعة للأسطول الروسي في المحيط الهادئ دخلت المناطق الجنوبية من بحر الفلبين لأداء مهام في إطار رحلة مرور بحرية طويلة.
قلق ياباني
وأجرت روسيا والصين في الأشهر الماضية، مناورات بحرية ودوريات جوية مشتركة في المياه القريبة من اليابان. واحتجت اليابان في أبريل الماضي، على مناورات عسكرية روسية قرب جزر متنازع عليها في المحيط الهادئ. وقالت الحكومة اليابانية في يونيو، إن تكرار النشاط العسكري الروسي بالقرب من الأراضي اليابانية، بما يشمل التدريبات المشتركة مع القوات الصينية، يمثل "قلقًا بالغًا" على الأمن القومي الياباني.
وعززت الصين وروسيا علاقاتهما الدبلوماسية والتجارية والعسكرية منذ أكثر من 10 أعوام، ونمت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بعد بدء الحرب في أوكرانيا العام الماضي.
ويثير التعاون العسكري المتزايد بين موسكو وبكين، قلق حلفاء الولايات المتحدة في آسيا والهادئ. ونشرت وزارة الخارجية اليابانية، في أبريل الماضي، بيانها السنوي المعروف باسم "الكتاب الأزرق"، وينص على أن الإجراءات المشتركة للقوات المسلحة الصينية والروسية بالقرب من الحدود اليابانية تشكل مصدر قلق لأمن اليابان. وذكر "الكتاب الأزرق" أيضا أن الحكومة اليابانية تعتبر سياسة الصين الخارجية ونشاطها العسكري أكبر تحدٍ استراتيجي للنظام الدولي في الوقت الحالي.
قلق كوريا الجنوبية
والشهر الماضي، سيّرت الصين وروسيا دورية جوية عسكرية مشتركة فوق بحري اليابان وشرق الصين، ما دفع كوريا الجنوبية إلى نشر طائرات مقاتلة احترازيًا. وأعلن الجيش الكوري الجنوبي إطلاق مقاتلات بعدما دخلت 4 طائرات روسية و4 طائرات صينية منطقة تحديد الدفاع الجوي الخاصة بسول.
وأكد وزير الدفاع الصيني لي شانج فو، خلال زيارته لموسكو في أبريل الماضي، تصميم بلاده على تعزيز التعاون مع الجيش الروسي. وتعهّد الوزير الصيني بتطوير التعاون العسكري والتقني، إضافة إلى التجارة العسكرية بين روسيا والصين، ونقل هذه المجالات إلى مستوى جديد. ومع ذلك، تنفى بكين أن يكون تعاونها العسكري المتزايد مع روسيا، موجهًا ضد أية دولة، وأن يكون يشكل خطرًا على أحد.