مع استمرار العدوان الإسرائيلي العسكري على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتل لليوم الثاني، أفادت صحف إسرائيلية بسماع دوي انفجارات في إسرائيل، عقب عملية دهس وطعن مزدوجة وقعت في مكانين قريبين في محيط تل أبيب، وسط أجواء أمنية مُتوترة جدًا تنذر بمزيد من التصعيد.
رد أولي
واعتبرت المقاومة الفلسطينية، عملية الدهس التي تم تنفيذها في تل أبيب، اليوم الثلاثاء، بمثابة "رد أولي" على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية.
وارتقى الشاب الفلسطيني حسن خليلة 23 عامًا من سكان السموع، في مدينة الخليل، بنيران الاحتلال بعد إصابة 7 مستوطنين من بينهم حالة خطيرة وحالتان ما بين المتوسطة والخطيرة، بحسب بيان للشرطة الإسرائيلية.
واتجه يعقوب شبتاي، مفوض الشرطة الإسرائيلية ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" إلى مكان الحادث لتقييم الأوضاع الأمنية لتزويد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي بالمعلومات في القدس المحتلة.
اشتباكات دامية
وبعد بضع ساعات من الصمت النسبي، استؤنف تبادل إطلاق النار في مخيم جنين للاجئين، وبحسب وسائل الإعلام الفلسطينية، فإن مسلحين من مخيم بلاطة في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، يشاركون في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي.
وتجددت الاشتباكات في مدينة جنين بعد دخول تعزيزات عسكرية إسرائيلية إلى المخيم، بالتوازي مع شن جيش الاحتلال عمليات اعتقال واسعة في محيط المخيم، بحسب القناة "السابعة" الإسرائيلية.
وخلال الليل، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية تنفيذ غارات جوية على المخيم بذريعة تدمير أسلحة تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية وتحييد ممرات مسجد في جنين، كان يتحصن بداخله مسلحون فلسطينيون بعد تبادل إطلاق النار.
وتشهد مدينة جنين ومخيمها اشتباكات دامية منذ فجر الاثنين، ضمن عملية عسكرية إسرائيلية أطلق عليها الاحتلال اسم "بيت وحديقة" شارك بها الطيران الحربي الإسرائيلي والوحدات البرية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وأعلن جيش الاحتلال أنه هاجم نحو 20 هدفًا في أنحاء مدينة جنين ومخيمها، وهدم غرف عمليات قتالية كانت تستخدم للاستطلاع ومراقبة القوات الإسرائيلية في مخيم جنين، وورشة لتصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية.
مجازر 2002
ويعيد العدوان الإسرائيلي الهمجي الأذهان إلى مجزرة جنين 2002، حيث شهدت مدينة جنين ومخيمها معارك هي الأسوأ منذ اندلاع الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وخلال العدوان المتواصل على مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة، استهدف الاحتلال على نطاق واسع، البنى التحتية الخدمية من شبكات مياه وكهرباء وطرق في المخيم.
وأسفر استهداف البنى التحتية عن انقطاع المياه عن جميع أنحاء المخيم، نتيجة التخريب الذي طال شبكات الضخ في مدينة جنين ومخيمها، وتأثرت به أحياء المخيم كافة، فيما انقطعت المياه عن بعض أحياء المدينة، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
وبدورها، قالت بلدية جنين في بيان لها: إن جيش الاحتلال تعمد تدمير الخطوط الرئيسية لشبكات المياه والكهرباء في المخيم، ومنع طواقم البلدية من العمل على إصلاحها، في انتهاك صارخ للإنسانية والقانون الدولي.
وبحسب مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، طال القصف شبكات الكهرباء ومحولاتها الرئيسية التي تغذي المخيم بالكهرباء، ما تسبب بانقطاع كامل للتيار الكهربائي، ما نتج عنه انقطاع الإنترنت وخطوط الهواتف.
كما عمدت قوات الاحتلال، إلى تخريب الطرقات الواصلة بين أحياء المخيم، وكذلك الطرقات الرئيسية والمداخل، وذلك عبر إدخال جرافات ثقيلة وجرف الطرقات.