تواصل مسرحية "سيدتي أنا"، نجاحها على خشبة المسرح القومي العريق في مصر، وتستمر عروضها على مدار أيام الأسبوع، وذلك ضمن خطة وزارة الثقافة المصرية.
تدور أحداث المسرحية المأخوذة عن مسرحية الكاتب العالمي الشهير جورج برنارد شو، بعنوان "بجماليون"، في إطار كوميدي استعراضي، إذ تضم مجموعة مميزة من النجوم، داليا البحيري، نضال الشافعي، فريد النقراشي، وإخراج محسن رزق.
"للمسرح القومي رهبة كبيرة لكل من يقدم على خشبته عملًا فنيًا، لأصالته وعراقته".. هكذا يؤكد محسن رزق مخرج العرض المسرحي لموقع "القاهرة الإخبارية"، ويقول: "وقف على خشبة هذا المسرح كبار نجوم الفن وقدموا أعمالًا مسرحية مميزة، لا يزال يذكرها التاريخ، لذلك بذلت مجهودًا عظيمًا في تقديم مسرحية "سيدتي أنا"، حتى تليق بالمسرح القومي".
حلم حياتي
يشير محسن رزق إلى أن مسرحية "سيدتي أنا"، حلم طال انتظاره، ويقول: "كانت أمنية حياتي تقديم مسرحية بجماليون لبرنارد شو بشكل احترافي، فهذا السبب الرئيسي لتحمسي تقديم المسرحية، بالإضافة إلى أنها تندرج تحت إطار المسرح الموسيقي، وهذا الأمر كان مشجعًا لي بشكل كبير للغاية، لا سيما أنني من محبي العروض الموسيقية وقدمتها من قبل من خلال بعض العروض، وحازت على جوائز عديدة".
ويضيف: "أحببت تقديم سيدتي أنا، بشكل مختلف وجديد من خلال استخدام التقنيات الحديثة سواء في الإضاءة، الصوت، الجرافيك، الملابس، الديكور، وغيرها، وكنت حريصًا على تقديم عرض تتوافر فيه عناصر الإبهار للجمهور".
تحديات العرض
رغم أن التجربة كانت مميزة بالنسبة للمخرج المصري محسن رزق، إلا أنه واجه العديد من التحديات والعقوبات حتى خروج العرض إلى النور بشكل يليق بأصالة وعراقة المسرح القومي، ويقول: "التحضير للمسرحية استغرق نحو عامين كتابة وتحضيرًا لعناصر العرض من استعراض، وديكور، وموسيقي".
ويضيف: "التحديات التي واجهتني على خشبة المسرح القومي، تكمن في أن إمكانياته محدودة، إذ لا توجد فيه شاشات للعرض على خشبة المسرح، وبالتالي رؤيتي لتقديم المسرحية اختلفت؛ لأنني كنت أخطط لتقديم الجرافيك من خلال هذه الشاشات، وكان من الصعب المطالبة بوجود شاشات، لكن القائمين على المسرح (خالد جلال وأيمن الشيوي)، بذلا مجهودًا عظيمًا في تيسير الأمور حتى نقدم عرضًا مسرحيًا قيمًا ومتميزًا".
لم تكن التحديات في العمل على خشبة المسرح فقط بالنسبة للمخرج المصري محسن رزق، لكن محتوى المسرحية أيضًا، إذ مثّل له تحديا كبيرًا واجهه، ويقول: "جميع مشاهد المسرحية كانت صعبة بالنسبة لي، إذ تعاملت مع كل مشهد كأنه مسرحية بمفردها، وبدأت أذاكر مع الممثلين من خلال جميع عناصر العرض المسرحي كتابة، وديكورا، ملابس، استعراضات، وموسيقى".
تجربة سيدتي الجميلة
يشير محسن رزق إلى أن مسرحية "سيدتي أنا"، تختلف تمامًا عن مسرحية الراحلين فؤاد المهندس، وشويكار، "سيدتي الجميلة"، عن ذلك يقول: "فكرة سيدتي أنا تعتمد على الموسيقى في المقام الأول باللغة العامية المصرية، لكن الملابس والجرافيكس في بريطانيا، فنحن نقدم النص العالمي بتفاصيله مع إضافة بعض التحديثات للشخصيات لكن بنفس الشخصيات الأصلية و أسمائهم"آدم وليزا".
ويضيف: "حاولت توصيل فكرة أن هذه التجربة بعيدة عن تجربة الراحل فؤاد المهندس التي دارت أحداثها كلها في عصر الخديوي وفي مصر، واعتمدوا على تغيير الأسماء إلى "كمال الطاروطي، صدفة"، وبالفعل أوضحت هذا الاختلاف وظهر ذلك بعد العرض".
ويعد المخرج المسرحي محسن رزق واحدًا من عشاق النجم الراحل فؤاد المهندس، ويقول "لقد أحببت المسرح من خلال الفنان فؤاد المهندس فهو فنان عظيم وقدم الكثير على خشبة المسرح".
كواليس المسرحية:
يؤكد المخرج محسن رزق أن كواليس المسرحية رغم صعوبتها إلا أنها تميزت بالرقي والمتعة في أجوائها، يقول: "تعاملت مع الفنانة داليا البحيري من قبل في عرض مسرحي كان من تأليفي، وبعدها اتفقنا على تقديم عرض مسرحي سويًا، وهي شخصية ملتزمة على المستوى الفني وتحب عملها والتعامل معها في منتهي التواضع والرقي، وينطبق هذا الأمر على الفنان المصري نضال الشافعي، فهو شخص يهتم بالتفاصيل ويحرص على تقديم العمل بأفضل شكل، فهو ممثل مسرحي من الطراز الأول والعمل معه مكسب لأي مخرج".
الوضع المسرحي
يشير المخرج المسرحي محسن رزق إلى أن هناك محاولات شبابية جيدة ساهمت في تطوير المسرح، بالإضافة إلى جهود بعض المخرجين لتقديم عروض مسرحية مميزة بقيادة المخرج خالد جلال، كل ذلك ساهم في انتعاش المسرح بعدما كان يعاني من أزمة كبيرة، متمنيًا أن تقف الدولة وجميع المسرحيين في دعم ومساندة المسرح، لأنه من أهم الفنون التي تساهم في نشر الوعي والثقافة في المجتمع.
ويتمنى المخرج الشاب محسن رزق أن يقدم موضوعات تهم الناس وتؤثر فيهم بشكل كبير للغاية، ويقول: "أتمني تقديم رسالة وفكرة معينة من خلال عروضي، بالإضافة إلى إمتاع الجمهور وتقديم كل ما هو جديد سواء على مستوى الإخراج أو النص أو التقنية".