يبدو أن الحرب الروسية-الأوكرانية ستشهد مرحلة جديدة مع اقترابها من إتمام عامها الثاني، إذ تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية تقديم ذخائر عنقودية إلى كييف، في وقت حرج تحاول فيه أوكرانيا إحراز تقدم في هجومها المضاد ضد روسيا.
وفي تأكيد على الدعم الغربي لأوكرانيا، قال ضابط عسكري أمريكي كبير، أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة تدرس تقديم ذخائر عنقودية لأوكرانيا، بحسب شبكة "سي إن إن".
مخزون أسلحة كبير
وأكد مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، أن الولايات المتحدة تفكر في توفير الذخائر لفترة طويلة، علمًا بأن الجيش الأوكراني لديه مخزون كبير من الأسلحة الغربية التي تدفقت إلى أوكرانيا خلال الأشهر الماضية.
وأضاف "ميلي"، خلال لقاء في نادي الصحافة بواشنطن: "لقد كنّا نفكر في إرسال الذخائر العنقودية منذ فترة طويلة، وقد طلبها الأوكرانيون، وقدمت دول أوروبية أخرى بعضها، وكذلك الروس يستخدمون تلك الذخائر"، مشيرًا إلى أن عملية اتخاذ القرار لا تزال مستمرة حتى الآن.
ومن المتوقع صدور قرار نهائي قريبًا من البيت الأبيض، وفي حالة الموافقة سيتم إدراج الذخائر في حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، خلال الشهر المقبل، بحسب مسؤولون لـ"سي إن إن".
أهداف متعددة في وقت واحد
وعن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأته كييف في مطلع الشهر الماضي، قال "ميلي": "رغم سيره أبطأ مما توقعه الناس، لكن ذلك جزء من طبيعة الحرب"، مؤكدًا أن الهجوم المضاد يتقدم بثبات، وأن أوكرانيا تقاتل من أجل حياتها.
ولفت رئيس أركان الجيش الأمريكي إلى أن القوات الروسية تستخدم القنابل العنقودية في ساحة المعركة بأوكرانيا، حيث تلقت "قنابل عنقودية" من حلفاء آخرين ونشرت الأسلحة".
وفي سياق متصل، أعلنت الدفاع الروسية عن توجيه ضربة ناجحة لمواقع القيادة الأوكرانية العملياتية والتكتيكية لـ"مجموعة دونيتسك" بأسلحة عالية الدقة تمركزها أرضي وبحري، بحسب البيان اليومي لوزارة الدفاع الروسية.
ما هي القنابل العنقودية؟
جدير بالذكر أن القنابل العنقودية تتكون من قنبلة رئيسية يتم إلقاؤها في الهواء، وتطلق ذخائر صغيرة أو تتناثر على مساحة كبيرة لإحداث دمار بأهداف متعددة في وقت واحد.
وتنفجر القنابل العنقودية لحظة الاصطدام بأي جسم، وتقتل الشظايا النارية المتطايرة منها كل ما حولها بشكل عشوائي.
وكانت صحيفة "هيومن رايتس" ذكرت في تقرير سابق لها، أن هناك ضرورة ماسة لجهود عالمية أكبر لضمان تحقق المعاهدة الدولية التي تحظر" الذخائر العنقودية"، وذلك لإنهاء المعاناة والأضرار التي تسببها هذه الأسلحة العشوائية.
وتحظر "اتفاقية الذخائر" استخدام وإنتاج وحيازة ونقل وتخزين الذخائر العنقودية وتتطلب تدمير المخزون، كما تتطلب الأحكام الإنسانية للمعاهدة من الدول تطهير المناطق الملوثة بمخلفات الذخائر العنقودية وتقديم المساعدة للضحايا.
