اتسعت دائرة تحذيرات الأمم المتحدة للمناطق المهددة بأزمة جوع كارثي، خلال الفترة الماضية، فهناك ملايين الأشخاص يعيشون أزمات مركبة من الجوع والنزوح بسبب التغيرات المناخية، وأيضًا الصراعات والنزاعات، والتي أرجعتها وكالات الأمم المتحدة في تقاريرها إلى أنها نتيجة تزامن أربعة عوامل طاحنة، هي النزاعات والتغيرات المناخية والعواقب الاقتصادية لجائحة "كوفيد-19" وارتفاع الأسعار.
برنامج الغذاء العالمي: الوصول إلى 153 مليون شخص في 2022
وفى محاولة لمواجهة الأزمة، وسّع برنامج الأغذية العالمي من نطاق أهداف المساعدات الغذائية، لتصل إلى رقم قياسي خلال عام 2022 بلغ 153 مليون شخص، وفي منتصف العام أعلن الوصول بالمساعدات إلى 111.2 مليون شخص. وفق تقرير حول أزمة الجوع.
وجّه البرنامج الأممي، في تقريره الأخير حول أزمة الغذاء العالمي، تحذيرًا للعاملين في المجال الإنساني بالمنظمات الدولية، بالتصدي للمجاعة في خمسة دول وهي: أفغانستان وإثيوبيا، والصومال، وجنوب السودان، واليمن. لافتًا إلى أن النزاعات تكون في معظم الأحيان هي العامل الرئيسي الذي يدفع الفئات الأشد ضعفًا نحو المعاناة من الجوع الكارثي، وذلك إلى جانب انقطاع الاتصالات، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، والنزوح.
وقف المساعدات عن مليون شخص في موزمبيق فبراير 2023
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، في تقريره حول الأوضاع في موزمبيق وفقًا لتحذيرات مسؤولي برنامج الأغذية أنهم سيضطرون إلى تعليق مساعداتهم لمليون شخص في ذروة موسم الجوع في فبراير المقبل، ما لم يتم تلقي تمويل إضافي على وجه السرعة. هذا بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بنقص تمويل خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي للمساعدة الإنسانية، التي تديرها نيابة عن المنظمات الإنسانية في معظم المناطق النائية في شمال الكونغو، لافتًا الى أن خدمات النقل الجوي الدولي هي الخدمة الجوية الوحيدة المتاحة لعمال الإغاثة، لمواصلة تقديم المساعدة المنقذة للحياة إلى مليون شخص، ولتقديم الخدمات التي تشتد الحاجة إليها، يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 51 مليون دولار.
ارتفاع تكاليف النقل بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
وفي أوكرانيا، أفاد تقرير الأمم المتحدة الدوري أن النزاع الدائر هناك أدى إلى تعطيل التجارة العالمية، مما تسبب بارتفاع تكاليف النقل والمهلة الزمنية اللازمة للنقل، بينما جعل المزارعين يفتقرون إلى الوصول إلى المدخلات الزراعية التي يحتاجون إليها.
الملايين ينامون جوعى كل ليلة
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقريره عن أزمة الغذاء في 2022، إن هناك نحو 50 مليون شخص في 45 دولة على حافة المجاعة، وهناك نحو 828 مليون شخص ينامون كل ليلة وهم جوعى، وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد من 135 إلى 345 مليونًا، منذ عام 2019.
وأضاف البرنامج الأممي في تقريره: على الرغم من شدة الاحتياجات، فقد وصلت الموارد إلى أدنى مستوياتها. ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من 22 مليار دولار أمريكي للوصول إلى اكثر من 152 مليون شخص في عام 2022، مشيرًا إلى أن التمويل تأثر بشكل كبير بتأثر الاقتصاد العالمي بجائحة كوفيد-19.
عوامل أزمة الجوع العالمية
وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن أزمة الجوع الهائلة نتجت عن تزامن أربعة عوامل طاحنة: أولًا النزاع الذي يعد المحرك الأساسي للجوع، حيث يعيش 60 في المئة من الجياع في العالم في مناطق تعاني من الحرب والعنف، ثانيًا: الصدمات المناخية والتي تتسبب في خسارة في الأرواح وتقضي على ملايين الأفدنة من المحاصيل وسبل العيش، فيما جاء العامل الثالث وهو العواقب الاقتصادية لجائحة كوفيد-19، ورابعًا، ارتفاع الأسعار، التي بلغت أيضًا أعلى مستوياتها على الإطلاق، ووفق تقرير البرنامج الأممي فاقت تكاليف التشغيل الشهرية لبرنامج الأغذية العالمي 73.6 مليون دولار أمريكي فوق متوسطها لعام 2019 بزيادة بلغت 44 في المئة.
ثلثا سكان جنوب السودان يواجهون انعدامًا حادًا للأمن الغذائي
ووفق منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، كشف تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي صدر عن شهر نوفمبر، أنه من المحتمل أن يواجه نحو ثلثي سكان جنوب السودان (7.76 مليون شخص) انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي أثناء موسم الجفاف المتوقع حدوثه خلال الفترة من أبريل إلى يوليو 2023، بينما يتوقع أن يعاني 1.4 مليون طفل من سوء التغذية.