وعيت على خشبة المسرح.. وهناك محاولات جيدة لإنعاشه
بصمة مؤثرة في عالم المسرح حققها الفنان المصري صلاح عبد الله خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، اللتين شهدتا بداياته التمثيلية بالوقوف على خشبة المسرح التي حقق من خلالها نجاحات متتالية، وسبق هذه النجاحات تأسيس فرقة مسرحية للهواة خلال التحاقه بكلية التجارة أطلق عليها اسم "تحالف قوى الشعب العامل" قدّم خلالها عددًا من العروض مخرجًا وممثلًا لكبار الكتاب، منها "آه يا بلد" لسعد الدين وهبة، و"عسكر وحرامية" لألفريد فرج.
النجاح المسرحي الذي حققه الفنان المصري قبل أن يبتعد عن "أبو الفنون" كان دافعًا للقائمين على المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض لرد الجميل للفنان القدير بمنحه درع تكريم في حفل افتتاح الدورة الـ16 من المهرجان المزمع انعقادها خلال الفترة من 27 يوليو إلى 12 أغسطس المقبل، تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة بالأعمال المؤثرة سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما.
اعتذار وشكر
يؤكد الفنان صلاح عبد الله لموقع "القاهرة الإخبارية"، أنه قرر فور تلقيه نبأ تكريمه الاعتذار لإدارة المهرجان القومي للمسرح المصري، وأبلغ القائمين عليه بهذا القرار، ويقول: "أصررت على الاعتذار في البداية لأن الجمهور لا يعرف مشواري الحقيقي في المسرح، فالناس تعرفني كممثل تألق في السينما والتلفزيون فقط، لذلك شكرت إدارة المهرجان، واعتذرت عن هذا التكريم".
ويضيف: "فوجئت بعد اعتذاري بإصرار من جانب الفنان محمد رياض رئيس المهرجان القومي للمسرح وكل القائمين على المهرجان، على تكريمي وأقنعوني بأن المهرجان يُكرمني مع نجوم كبار من الوسط الفني، وأن هذا التكريم يأتي تقديرًا على مشواري الفني كله وليس بالمسرح فقط".
حالة عشق
نحو 20 عامًا ابتعد فيها الفنان صلاح عبد الله عن خشبة المسرح، لكنه رغم ذلك لا يزال يحتفظ بحالة عشق للمسرح ويتذكر جيدًا بداياته في التمثيل من خلاله، ويقول: "رغم أنني لم أقدم مسرحًا منذ فترة طويلة، لكن الجزء الأكبر من حياتي هو البدايات، والمسرح كان بداياتي وبيتي وحياتي، فقد وعيت عليه، بداية من مسرح الشارع والقهوة والمدارس والجامعة، حتى احترفت التمثيل وشاركت في عروض مهمة ومؤثرة، فتربطني بالمسرح حالة عشق من نوع خاص".
ويضيف: "هذا التكريم بالتأكيد يسعدني لأنه يذكّرني ببداياتي في المسرح، كما أنه يأتي من جهة رسمية وبالتالي له قيمة مميزة بالنسبة لي ويعني لي الكثير".
الوضع المسرحي
يشير صلاح عبد الله إلى أن الوضع المسرحي حاليًا لم يعد مثل فترة الثمانينيات والتسعينيات، رغم وجود محاولات جيدة تهدف إلى تطوير المسرح وانتعاشه، ويقول: "هناك حركة عكسية بين السينما والمسرح، فعندما يكون هناك حالة ازدهار في السينما يضعف المسرح، وهذا ما يحدث في وقتنا الحالي، ولكن في الوقت نفسه أجد أن هناك محاولات جيدة في القطاعين العام أو الخاص، منها مسرح الفنان محمد صبحي فهو ناجح ويحظى بإقبال رغم بُعد مسافته، وأيضًا محاولات المخرج خالد جلال من خلال مركز الإبداع، وتقديمه لعروض متميزة ورائعة، وهناك محاولات للشباب في الجامعات، بالإضافة إلى محاولات الفنان أشرف عبد الباقي كانت قوية ومؤثرة، وأخيرًا أتمنى أن ينتعش المسرح من جديد لأن المسرح له حالة خاصة سواء بالنسبة للجمهور أو الفنانين".