تخضع النخبة الروسية لاختبار الولاء أمام فلاديمير بوتين، الزعيم الروسي، الذي يواجه تمردًا عسكريًا من قِبل قائد مجموعة "فاجنر" الروسية، في ظل تربص الغرب بالأزمة الداخلية، ارتباطًا بتأثيراتها المحتملة على الموقف العسكري في أوكرانيا.
في أعقاب التمرد المسلح الذي أعلنه يفجيني بريجوجين، قائد قوات "فاجنر" الروسية، اصطف حلفاء فلاديمير بوتين إلى جانبه، لمساندته في التصدي لما وصفته مصادر روسية بأنه محاولات خارجية تهدف إلى تفريق الصفوف الروسية.
انتظار الحرب الأهلية
دعت ماريا زاخاروفا، متحدثة الخارجية الروسية، رجال روسيا للوقوف تحت راية فلاديمير بوتين، القائد العام الأعلى للجيش الروسي، وأكدت لأعداء روسيا أنهم لن يظفروا بتفريق الصف الروسي، بحسب قناة "روسيا اليوم".
وقالت زاخاروفا: "لدينا قائد عام واحد، لا اثنان، ولا ثلاثة، وإنما قائد واحد فقط، أدعو الجميع إلى توحيد صفوفهم، الجميع لديهم رؤاهم، لكن إن لم نترك الرؤى الخاصة جانبًا ونتحد الآن، فسينتهي كل شيء"، مضيفة أن "العدو ينتظر حربنا الأهلية، لكنه لن يظفر بذلك".
وختمت بالقول: "يا رجال روسيا اتحدوا، وراءكم آباؤكم وأمهاتكم وأبناؤكم، أنتم لا تحمون مصالح أفراد بعينهم، بل تدافعون عن مصالحنا جميعا، وتحمون عائلتكم الكبيرة ونؤمن بكم، كما كنا أبدًا".
طعنة في الظهر
وبدوره، دعا دميتري مدفيديف، رئيس مجلس الأمن الروسي إلى الالتفاف حول الرئيس الروسي، لمواجهة أعداء روسيا في الداخل والخارج الذين يحاولون تمزيق البلاد، بحسب قناة "روسيا اليوم".
ودعا زعيما مجلسي البرلمان الروسي، اليوم السبت، إلى دعم الرئيس فلاديمير بوتين في التصدي للمتمردين.
وكتب فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس النواب: "نواب مجلس الدوما، يدعمون توحيد القوات، ويؤكدون دعم القائد العام الرئيس فلاديمير بوتين"
وبدورها، قالت فالنتينا ماتفييكو، رئيسة مجلس الشيوخ: "إن روسيا قوتها في الوحدة، وعدم تسامحها مع الخونة على مر التاريخ".
وفي دعم واضح للكنيسة الروسية، أعرب البطريريك كيريل، رئيس الكنيسة، عن دعمه للرئيس الروسي الذي يواجه تمردًا من قِبل قوات "فاجنر".
وقال بطريرك موسكو وسائر روسيا في بيانه: "أدعو إلى الحفاظ على الوحدة وأدعم جهود رئيس الدولة لمنع الاضطرابات".
مصادر موثوقة
وحثّ سيرجي سوبايانين، عمدة العاصمة الروسية موسكو، سكان المدينة على التزام الهدوء، واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية فقط، مؤكدًا أن تمرد "فاجنر" طعنة في الظهر، وأن السلطات الروسية لن تسمح بانقسام روسيا وستحرص على حماية الشعب.
كما نفى ألكسندر جوسيف، حاكم مقاطعة فورونيج جنوب غربي روسيا، الأنباء عن تحرك قوافل عسكرية بين مناطق المقاطعة،
وقال: "سكان فورونيج لن يصدقوا الاستفزازات الإعلامية من المساعين لزعزعة الاستقرار في البلاد ومقاطعتنا، وأدعو مجددًا لاستقاء المعلومات من المصادر ووسائل الإعلام الرسمية".
دول وسط آسيا تدعم موسكو
وفي خضم التوترات العسكرية في البلاد، أعرب رمضان قديروف، الرئيس الشيشاني، اليوم السبت، استعداد بلاده لمساعدة روسيا في إحباط تمرد مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية.
وأعلن قديروف، أن مقاتلي وزارة الدفاع الروسية في جمهورية الشيشان قد غادروا بالفعل إلى مناطق التوتر.
وبدوره، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات هاتفية مع رؤساء بيلاروس وكازاخستان وأوزبكستان، أطلعهم فيها على الوضع في البلاد، على خلفية العصيان المسلح الذي تشهده الأراضي الروسية.