الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من الطاعون لصراع آلهة الإغريق.. كيف تطورت الألعاب الأولمبية على مر التاريخ؟

  • مشاركة :
post-title
من الطاعون لصراع آلهة الإغريق.. كيف تطورت الألعاب الأولمبية على مر التاريخ؟

القاهرة الإخبارية - محمد سمير

لا يفصلنا عن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، إلا عام واحد فقط، لذا فقد بدأ الشعور بالحماسة تجاه الألعاب الأولمبية الـ33، فلا صوت يعلو داخل الوسط الرياضي فوق صوت الاستعدادات لأولمبياد باريس 2024.

وأُسدل الستار في 8 أغسطس 2021 على الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، في حفل ختام ضم مراسم تسليم العلم الأولمبي من حاكمة مدينة طوكيو، يوريكو كويكي، إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، الذي سلمه بدوره إلى عمدة مدينة باريس، آن هيدالجو.

وستصبح باريس، في 2024، ثاني مدينة في التاريخ تستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية ثلاث مرات، بعد لندن (التي نظمت نسخ 1908 1984، و2012).

يستعرض موقع "القاهرة الإخبارية" تاريخ أول نسخة من دورات الألعاب الأولمبية، والتي أقيمت في أثينا عام 1896، قبل أن تصبح الحدث الأهم والأغلى في العالم، والذي يتابعه الملايين حول العالم، خلال السطور التالية:

الألعاب الأولمبية القديمة:

يعود تاريخ الألعاب الأولمبية إلى عام 776 قبل الميلاد في اليونان، ونظرًا للأساطير الوثنية في اليونان، كان لابد من ربط هذه الألعاب بالديانة الوثنية، فقد كانت الألعاب تقام على شرف عدد من آلهة الإغريق، وتذكر إحدى الأساطير بأن طاعونًا ضرب اليونان، وأشار الرهبان إلى ضرورة القيام بنشاط يرتبط بآلهتهم، وبذلك ظهرت الألعاب الأولمبية.

أول ظهور للألعاب الأولمبية في التاريخ

كان أول ظهور للألعاب الأولمبية على شكل سباق جري لبعض الفتيات، من أجل الحصول على منصب راهبة للإلهة الوثنية هيرا، ومن ثم يقام سباق آخر للفتيات على منصب راهبة الشعائر الدينية في المعبد.

وبهذا كانت الألعاب الأولمبية مرتبطة بـ"هيرا" فقط وذلك في بدايات ظهورها، ولكن رهبان معبد الإله زيوس لم يعجبهم هذا الأمر فصمموا على إقامة ألعاب رياضية منظمة على شرف زيوس نفسه، وكانت البداية في صنع تمثال الإله زيوس، والذي يعد من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.

الأولمبياد ورسالة سلام للعالم

كان يتم تأجيل جميع النزاعات بين دول المدن المشاركة حتى انتهاء الألعاب، وعُرف وقف الأعمال العدائية هذا باسم السلام أو الهدنة الأولمبية، وقد سمحت الهدنة للحجاج الدينيين الذين كانوا يسافرون إلى أولمبيا، بالمرور عبر الأراضي المتحاربة دون مضايقة، لأنهم كانوا محميين من قبل زيوس، إلا أن هذه الفكرة لاقت بعض النقد، حيث اعتبرها البعض ما هي إلا مجرد أسطورة حديثة لا أساس لها من الصحة، لأن اليونانيين لم يعلقوا حروبهم أبدًا.

استمر الاحتفال بالألعاب مع خضوع اليونان للحكم الروماني في القرن الثاني قبل الميلاد، وسُجل آخر احتفال بها في عام 393 ميلاديًا، في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول، لكن الأدلة الأثرية تشير إلى استمرار إقامة بعض الألعاب بعد هذا التاريخ.

إحياء الألعاب الأولمبية في العصر الحديث

بدأ الاهتمام اليوناني بإعادة إحياء الألعاب الأولمبية، بالتزامن مع حرب الاستقلال عن الدولة العثمانية في عام 1821، وأول من اقترح إعادة عقد الألعاب الأولمبية هو الشاعر والمحرر باناجيوتيس سوتسوس، وذلك في قصيدته "حوار الموتى" التي نُشرت عام 1833.

وراسل إيفانجيلوس زابا، وهو يوناني روماني ثري، ملك اليونان أوتو عام 1856، عارضاً عليه تمويل إحياء دائم للألعاب الأولمبية، وساهم زابا وابن عمه كونستانتينوس مع رجل الأعمال جورج افيروف، في تجديد باناثينايك التاريخي، الذي كان شاهدًا على أحداث أول دورة أولمبية في العصر الحديث، كما يعد هو الاستاد الوحيد في العالم المصنوع بالكامل من الرخام ويتسع لـ80 ألف متفرج.

تأسيس اللجنة الأولمبية الدولية

وفي عام 1890، حضر بيير دي كوبرتان دورة الألعاب الأولمبية لجمعية وينلوك الأولمبية، والتي ألهمته بتأسيس اللجنة الأولمبية الدولية، وبنى كوبرتان على أفكار بروكس وزابا التي تهدف إلى إنشاء دورة ألعاب أولمبية دولية تقام كل أربع سنوات. وقدم كوبرتان هذه الأفكار خلال المؤتمر الأولمبي الأول للجنة الأولمبية الدولية المنشأة حديثًا، وعقد هذا الاجتماع في الفترة من 16 إلى 23 يونيو 1894، في جامعة باريس، وفي اليوم الأخير من المؤتمر تقرر أن تُقام أول دورة ألعاب أولمبية تحت رعاية اللجنة الأولمبية الدولية في أثينا في عام 1896، وانتخبت اللجنة الأولمبية الدولية الكاتب اليوناني ديمتريوس فيكيلاس كأول رئيس لها.