الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محاولة لفتح قنوات الاتصال المغلقة.. وزير الخارجية الأمريكي يزور بكين

  • مشاركة :
post-title
اجتماع وزيري خارجية الصين والولايات المتحدة في بكين

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بدأ أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين في بكين، اليوم الأحد، في بداية زيارة عالية المخاطر تهدف إلى إعادة العلاقات إلى مسارها، بعد أشهر من التوترات الملتهبة بين أكبر اقتصادين في العالم، ومحاولة لفتح قنوات الاتصال المغلقة بينهما.

ويعد بلينكن أول وزير خارجية أمريكى يزور الصين في غضون خمس سنوات، وأكبر مسئول أمريكى يقوم بمثل تلك المهمة منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه في أوائل 2021.

لقاء وزيرى خارجية أمريكا والصين

استهل بلينكن نشاطه في بكين بلقاء نظيره الصيني تشين جانج، الذي تولى المنصب قبل ستة أشهر، بعد إنهاء فترة عمله سفيراً لبكين في واشنطن.

وتصافح بلينكن وتشين أمام الصحفيين في دار ضيافة الدولة "دياويوتاى" بعد ظهر يوم الأحد، في أول لقاء شخصي بينهما في منصبيهما الحاليين.

وتبادل المسؤولان المجاملات المقتضبة باللغة الإنجليزية حول رحلة الوفد الأمريكي، قبل أن يتوجها إلى غرفة الاجتماعات ذات الإضاءة الزاهية، مع نوافذ كبيرة تطل على بركة لوتس ورسومات صينية تقليدية كبيرة على الحائط.

ومن بين المسؤولين الأمريكيين المشاركين في الاجتماع، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانييل كريتن برينك، والسفير الأمريكي لدى الصين نيكولاس بيرنز.

على الجانب الآخر، رافق "تشين" مسؤولون آخرون في وزارة الخارجية الصينية، من بينهم مساعد وزير الخارجية هوا تشون ينج، الذى غرّد فور بدء المحادثات: " آمل أن يساعد هذا الاجتماع في توجيه العلاقات الصينية الأمريكية إلى ما اتفق عليه الرئيسان في بالي".

وذكرت شبكة "سى. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أن مسؤولين من الحكومتين الأمريكية والصينية، يشيرون إلى توقعات منخفضة للزيارة، إذ قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنه لا يتوقع "قائمة طويلة من الإنجازات".

وبدلاً من ذلك، يصور المسؤولون الأمريكيون الرحلة على أنها محاولة لاستئناف قنوات الاتصال العادية مع الصين، من أجل تجنب الصراع بين اثنتين من القوى العظمى في العالم.

وقال "بلينكن"، قبل توجهه إلى الصين: "ما نعمل على القيام به في هذه الرحلة هو المضي قدمًا حقًا فيما اتفق عليه الرئيسان بايدن وشي في بالي نهاية العام الماضي، والذي كان يهدف إلى إنشاء خطوط اتصال مستمرة ومنتظمة على المستويات العليا عبر حكوماتنا على وجه التحديد".

وأضاف: "يمكننا التأكد من أننا نتواصل بأكبر قدر ممكن من الوضوح لتجنب -على أفضل وجه ممكن- سوء الفهم وسوء التواصل".

مخاوف أمريكية

وأوضح "بلينكن" أنه يعتزم في اجتماعاته مع كبار المسؤولين الصينيين إثارة "المخاوف الحقيقية بشأن مجموعة من القضايا"، من بينها أزمة الفنتانيل، وقضايا تايوان وعبر المضيق، والحرب في أوكرانيا، واحتجاز الصين لمواطنين أمريكيين، بمن فيهم كاي لي ومارك سويدان وديفيد لين.

وفيما يتعلق بأزمة الفنتانيل، قال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية إن تركيز بلينكين المحدد ينصب على وقف تدفق المواد الكيميائية الأولية من الصين إلى المختبرات في أمريكا الجنوبية، حيث يتم إنتاج المواد الأفيونية القاتلة.

وقال "بلينكين" أيضًا يوم الجمعة، إنه يعتزم "استكشاف إمكانات التعاون بشأن التحديات العابرة للحدود، الاستقرار الاقتصادي العالمي، والعقاقير الاصطناعية غير المشروعة، والمناخ، والصحة العالمية، حيث تتقاطع مصالح بلداننا ويتوقع بقية العالم أن نتعاون".

قنوات اتصال

وقال مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية، إن الهدف الرئيسى لبلينكن هو إعادة إنشاء قنوات اتصال، خاصة الاتصالات العسكرية المباشرة بين البلدين.

من جهته، قال كريتن برينك، الأربعاء الماضى، إن كلاً من الولايات المتحدة والصين توصلا إلى "استنتاج مشترك مفاده أن الآن هو الوقت المناسب للانخراط على هذا المستوى، لكن لن نذهب إلى بكين بقصد التحول بالطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض".

وتأتي زيارة بلينكن إلى بكين، في أعقاب سلسلة من الاجتماعات بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين في الأسابيع الأخيرة.

في مايو، التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي، في فيينا، وأعقب ذلك محادثات بين مسؤولي التجارة بالبلدين في واشنطن، كما وصل السفير الصيني الجديد إلى الولايات المتحدة، متعهدًا بتعزيز العلاقات في وقت "الصعوبات والتحديات الخطيرة".

وقال شين دينجلي، الخبير في السياسة الخارجية للصين في شنغهاي: "أجرت الصين والولايات المتحدة بالفعل اتصالات دبلوماسية متكررة رفيعة المستوى نسبيًا، وكلها تشير إلى أن الجانبين يعودان تدريجيًا إلى المسار الصحيح".

الاتصالات العسكرية

ومع ذلك، لا تزال الاتصالات بين كبار المسؤولين العسكريين في البلدين مجمدة، ويبقى أن نرى ما إذا كانت زيارة بلينكن يمكن أن تؤدي إلى انفراجة على تلك الجبهة.

ورفضت الصين عرضًا لعقد اجتماع رسمي بين وزير الدفاع لويد أوستن ونظيره الصيني لي شانج فو، المستهدف بعقوبات أمريكية، في سنغافورة الشهر الماضي، على الرغم من أن الاثنين تحدثا لفترة وجيزة.

وقال "شين" إنه من المقرر أيضا أن تستضيف الولايات المتحدة قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في نوفمبر، والتي سيحضرها الزعيم الصيني، بغض النظر عن حالة العلاقات الأمريكية الصينية.

وأضاف أن ما إذا كانت رحلة "شي" ستتضمن زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة -وعلى أي مستوى- يعتمد على "ما يمكن أن يفعله الجانبان مسبقًا".

وأشار إلى شيئين تهتم بهما الصين أكثر من غيرهما، هما إدارة الخلافات بشأن قضية تايوان ومنع سلاسل التوريد من الانفصال، خاصة على مستوى منافسة الرقائق المتقدمة.