بعد التقدم في وقت سابق من هذا العام بوتيرة بطيئة أثارت قلق الديمقراطيين، بدأ بايدن في الدفع بإعادة انتخابه إلى مستوى أعلى، بعد ما شرعت حملته الانتخابية في استضافة عدد من جامعي التبرعات، وطرح موظفين جدد ضمن الموافقات الرئاسية.
ونظمت حملة بادين الانتخابية، اليوم السبت، أول تجمع حاشد لانتخابات 2024 بولاية بنسلفانيا، إذ من المرجح أن تؤدي موجة النشاط هذه إلى تهدئة أعصاب بعض الديمقراطيين على الأقل، إذ يبدأ بايدن في إظهار الحمية التي افتقرها أعضاء الحزب الديمقراطي عندما أعلن لأول مرة أنه سيخوض سباق الرئاسة من جديد في أبريل الماضي.
لكن شبه المؤكد أن ذلك لن يرضي الآخرين في الحزب الذين يشعرون بالقلق من أن بايدن لا يزال لا يتحرك في المسار المطلوب لمواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب، أو ربما أي منافس جمهوري أصغر سنًا وأكثر قوة.
أكثر نشاط وجمع تبرعات
أشار روبرت جيبس، الذي شغل منصب السكرتير الصحفي للرئيس السابق باراك أوباما قائلًا: "نرى وتيرة النشاط تتصاعد بشكل ملحوظ، هناك شيئان كبيران أعتقد أنهما يجعلان هذا مهمًا، أحدهما إظهار الرئيس إلى هناك بشكل أكثر نشاطًا في طرح القضايا السياسية، ثانيًا، يستغرق بناء الحملة بعض الوقت لجمع الأموال التي سيحتاجون إليها، ما يشير بصورة ملحة لبدأ الحملة في وقت مبكر".
وقبل 17 شهرًا على الانتخابات، وعدم وجود منافس أساسي جاد يتحدى بايدن، فإن الأولوية الأكبر لحملة إعادة الانتخاب هي جمع الأموال، إذ ينتشر بايدن ونائبته كامالا هاريس والسيدة الأولى جيل بايدن في جميع أنحاء البلاد خلال الأسبوعين المقبلين لغرض واحد ورئيسي هو جمع التبرعات للحملة.
فالسيدة الأولى ستقلع إلى مينيابوليس وناشفيل بولاية تينيسي لجمع التبرعات من أجل الحملة، بينما ستكون هاريس في مدينة نيويورك ودالاس وبوتوماك بولاية ماريلاند.
وتشير التقارير إلى أن أغلى التذاكر لحضور المؤتمرات الانتخابات ستبلغ100 ألف دولار، مع امتيازات تشمل طاولات بلاتينية وخطوط صور واستقبال مسبق لكبار الشخصيات .
تحركات لتجنب مخاوف الحزب
يتم إيقاف جميع المؤتمرات والفاعليات في الأسابيع الأخيرة من شهر يونيو في نهاية ربع جمع التبرعات، إذ سيُطلب من بايدن والمرشحين الرئاسيين الآخرين الكشف عن مقدار الأموال التي جمعوها من التبرعات، إلا أنه من المهم بشكل خاص أن يجري بايدن عددًا كبيرًا من التحركات لتجنب المخاوف داخل الحزب من عدم وجود بصمة له بين الناخبين والمانحين، في حين قال 70% من الأمريكيين، و51% من الديمقراطيين، إن بايدن يجب ألا يترشح لإعادة انتخابه في الأيام التي سبقت إعلانه، وفقًا لاستطلاع أجرته شبكة "إن بي سي" في أبريل.
مشكلة السن
يمكن أن تساعد وتيرة الحملة الأسرع أيضًا في تهدئة بعض الأسئلة حول عمر بايدن، إذ سيبلغ الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، من العمر 86 عامًا في نهاية فترته الثانية إذا أعيد انتخابه، وقد حاول صرف النظر في عدة مواقف عن التعليق المستمر حول كبر سنه من خلال لمسة من الفكاهة.
لكن من المحتمل ألا تبدأ حملة بايدن العمل بكامل قوتها لأشهر، حسبما قال أشخاص مقربون من الحملة الانتخابية لمجلة "بوليتيكو"، في حين أبدى بايدن نفسه، في بعض الأحيان، رغبته في الانتظار حتى الخريف لبدء العمل بكامل قوة حملته، إلا أنه تراجع عندما شدد مساعدوه على الحاجة إلى بدء جمع التبرعات باكرًا.
ترتيب الأوراق
في حين أن جمع الأموال (المهمة الأكثر إلحاحًا) باتت في متناول اليد، إذ بدأت حملة بايدن أيضًا في تكوين فريق الاتصالات الخاص بها، بعد ما اختار بايدن مايكل تايلر، عضو اللجنة الوطنية الديمقراطية والسناتور كوري بوكر ليكونا مديري اتصالاته، في حين سيكون تي جي داكلو، الذي عمل سابقًا مساعدًا لبايدن في البيت الأبيض قبل مغادرته وسط سحابة من الجدل، مستشار الاتصالات الأول للحملة.
وسيختتم بايدن الأسبوع بتجمع مع أعضاء النقابات في فيلادلفيا، إذ سيلقي الرئيس خطابا يركز على إنجازاته الاقتصادية، ويسلط الضوء على الوظائف التي تم إنشاؤها خلال فترة ولايته، ومعدل البطالة المنخفض في البلاد، و"طفرة" التصنيع، وفقًا لما ذكره أحد مساعديه.
حملة الظل
إلى جانب الأحداث السياسية، قضى بايدن الأسبوع الماضي في إدارة نوع من حملة الظل من البيت الأبيض، وفقًا لأربعة أشخاص مطلعين على الاستراتيجية لكنهم غير مخولين لمناقشة المداولات الداخلية، إذ سلط الرئيس الضوء على أولويات الديمقراطيين منذ فترة طويلة مثل قوانين الأسلحة الأكثر صرامة.
فوضى الجمهوريين وتنظيم الديمقراطيين
ويعتقد فريقه أن تلك الفعاليات أظهرت نوعًا من الصيغة الناجحة التي يمكن للديمقراطيين استخدامها وسوف يستخدمونها للمضي قدمًا، إذ يتبعوا نهج "من الرأس إلى أسفل" الذي يتناقض مع استراتيجيات الحزب الجمهوري المليء بالاحتكاكات الداخلية، بعد أن حارب هذا الأسبوع الجمهوريون اليمينيون المتطرفون ضد قيادة حزبهم في قاعة مجلس النواب، وكان مرشح الحزب الجمهوري البارز لعام 2024 دونالد ترامب، داخل محكمة فيدرالية تم استدعاؤه إليها بسبب سوء التعامل مع بعض أكثر أسرار البلاد حساسية.
قال نائب ولاية بنسلفانيا الديمقراطية مالكولم كينياتا، عضو المجلس الاستشاري الوطني لبايدن: "سيكون لديهم كرنفال من الفوضى، سيكون لدينا قيادة جادة ومدروسة وكبيرة وناضجة تلامس القضايا التي يهتم بها الناس بالفعل".
أو كما قال أحد كبار الديمقراطيين المقربين من البيت الأبيض: "كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتحدثون عن ترامب وأقل عنا، كلما كنا أفضل حالًا".