أعلن أنطون سيلانوف، وزير المالية الروسي، أن اقتصادات دول "تجمع بريكس"، تجاوزت نظيرتها بمجموعة السبع، من حيث معادلة القوة الشرائية، في وقت يشهد فيه التجمع مزيدًا من طلبات الانضمام، في ظل الحديث عن خلق عالم متعدد الأقطاب، تسعى خلاله العديد من الدول للتخلص من هيمنة الدولار، على رأسها العملاق الصيني، وروسيا التي تعاني من العقوبات الغربية.
مع اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، في فبراير من العام الماضي، تعالت الأصوات المطالبة بخلق عالم متعدد الأقطاب، والتخلص من هيمنة الدولار، وعلقت الكثير من الدول آمالها على مجموعة بريكس، التي عقدت أول اجتماع لها في 2009، تحت اسم "بريك"، في روسيا، ووقتها كانت تضم 4 دول فقط، هي روسيا والبرازيل والهند والصين، قبل أن يتحول اسمها إلى "بريكس" في العام التالي بعد انضمام جنوب إفريقيا.
4 دول عربية ترغب بالانضمام
بين أبرز الدول التي تسعى للانضمام إلى "بريكس"، 4 دول عربية، هي مصر والسعودية والجزائر والإمارات، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في تصريحات، نقلتها "روسيا اليوم"، أمس الجمعة، إن انضمام هذه الدول للمجموعة، سيثريها، لما لهذه الدول من إرث حضاري عربي وإسلامي.
تعزيز مبادئ التعددية القطبية
وقال لافروف، إن انضمام هذه الدول، سيعزز مبادئ التعددية القطبية، التي يتم صياغتها بشكل موضوعي، مؤكدًا دعم روسيا لتوسع "بريكس"، وأن عدد الدول الراغبة في الانضمام إلى المجموعة في ازدياد ووصل إلى 20 دولة.
يومًا بعد يوم، تزداد النظرة الإيجابية لمجموعة بريكس، على أنها أمل دول الاقتصادات النامية، في عالم متعدد الأقطاب، وأن عالم القطب الواحد اقتصاديًا لن يستمر إلى الأبد، خاصة بعد أن وصلت مساهمة "بريكس" إلى 31.5% في الاقتصاد العالمي، مقابل 30.7% للقوى السبع الصناعية، بحسب بيانات صدرت في أبريل الماضي.
هيمنة الدولار
يواجه الدولار منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية ضغوطًا كبيرة، في ظل توجه العديد من الدول لإزالة الدولرة العالمية، في وقت تتحد فيه العديد من أكبر الدول اقتصاديًا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، لإطلاق بديل للعملة الأمريكية.
يستهدف تحالف بريكس، الوصول إلى استخدام عملة موحدة أغسطس المقبل، وبالفعل طلبت المجموعة من بنك التنمية الجديد، التابع لها، إرشادات حول كيفية إنشاء عملة مشتركة جديدة، لتسهيل تنمية الاقتصاد العالمي، وحماية أعضاء المجموعة من العقوبات الغربية، وهو ما قال عنه مسؤول سابق في البيت الأبيض إن عملة بريكس قد تهز عرش الدولار.
ونقلت مجلة "فورين بوليسي"، في أبريل الماضي، عن جوزيف دبليو سوليفان، وهو كبير المستشارين في مجموعة "ليندسي"، والخبير الاقتصادي في مجلس البيت الأبيض خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن عملة بريكس تمهد لإزالة الدولرة، مشيرًا إلى أن احتمالية نجاح عملة "بريكس" قائمة، في ظل المقومات الاقتصادية الحالية.
أما الخبير الاقتصادي، ألكسندر نازاروف، استبعد نجاح دول بريكس في خلق عملة موحدة، ولكنه يرى أن اليوان الصيني أمامه مستقبل مشرق، مشددًا على أن عصر الدولار انتهى، بحسب "روسيا اليوم".
ويرى الخبير الاقتصادي، أن دول "بريكس" يمكنها الاعتماد على العملة الصينية في التجارة والتعاملات، لأن إصدار عملة موحدة، أمامه عقبات، أهمها إنشاء مركز لإصدار النقود المشتركة، ولتحقيق ذلك سيتوجب على دول المجموعة التخلي عن جزء من السيادة الاقتصادية، وهو ما يتعارض مع سعي الدول الأعضاء في "بريكس"، لزيادة درجة سيادة سياساتهم، وبالتالي فإن عملة بريكس الموحدة مستحيلة من حيث المبدأ.
في المقابل، يرى أن اليوان يمكن استخدامه لمواجهة هيمنة الدولار، في وقت تتزايد فيه أهمية العملة الصينية، في التجارة الخارجية للدول الأعضاء في بريكس، مشيرًا إلى أن الدول الأخرى في بريكس مثل الهند والصين وروسيا، لن تتخلى عن طموحاتها الخاصة، وستحاول جعل عملاتها إقليمية على الأقل.
بديل للبنك الدولي
كبديل للبنك الدولي وصندوق النقد، أطلقت مجموعة بريكس، "بنك التنمية الجديد"، برأس مال أولي قدره 50 مليار دولار، مع وضع احتياطات نقدية طارئة تدعم الدول التي تعمل على سداد ديونها، وهي خطة قد تزيد نفوذ "بريكس" عالميًا، إذ إن الغرض من البنك هو تمويل مشروعات البنية التحتية والتنمية المستدامة بدول التجمع والبلدان النامية.
وقال وزير المالية الروسي، أول أمس، إن هدف بنك التنمية الجديدة، هو إنشاء بنية تحتية جديدة، وتحسين جودة الحياة في البلدان المساهمة، من خلال إنشاء "مؤسسة ائتمانية" للبلدان النامية، حتى يكون لدى دول المجموعة أداة لدعم التنمية بها.
وتابع وزير المالية الروسي، قائلًا، إن البنك إحدى أدوات تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدان المساهمة، ويجب على البنك أن يولي اهتمامًا خاصًا لمجالات مثل تسهيل نقل التكنولوجيا وتعزيز الابتكار وحل مشاكل أمن الغذاء والطاقة وتطوير البنية التحتية المستدامة وخلق التنمية.