تحت هتافات "لقد حولوا البحر الأبيض المتوسط إلى بحر الموتى"، خرجت احتجاجات حشود غاضبة في العاصمة اليونانية أثينا، إثر وفاة 79 شخصًا على الأقل نتيجة غرق قارب مهاجرين قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز في جنوب غرب اليونان.
ووسط قلق الخبراء من ارتفاع عدد القتلى لا تزال جهود البحث والإنقاذ مستمرة لليوم الثالث على التوالي، الأمر الذي أثار حفيظة مئات المواطنين اليونانيين، وتحول غضبهم إلى مظاهرات عارمة انتشرت في البلاد.
انقلبت السفينة قبل أمس الأربعاء التي كانت تحمل مئات المهاجرين في المياه الدولية على بعد 47 ميلًا بحريا جنوب غرب مدينة نافارين اليونانية (بيلوس)، وكانت فيي طريقها من طبرق في شرق ليبيا إلى إيطاليا.
رفض سياسات الهجرة الأوروبية
تجمع آلاف المتظاهرين في ميدان سينتاجما بالعاصمة اليونانية، احتجاجًا على سياسات الهجرة الخاصة بحلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي، ويتهمونها بالتسبب في تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى بلدهم.
وسار المتظاهرون الذين كان معظمهم من المنظمات اليسارية، بما في ذلك الحزب الشيوعي اليوناني إلى مكتب الاتحاد الأوروبي وهم يهتفون "من أجل مصالح الرأسماليين، لقد حولوا البحر الأبيض المتوسط إلى بحر الموتى " و"الجريمة مستمرة وآلاف الأشخاص ماتوا "، و"المهاجرون غرقوا.. طالبو اللجوء ماتوا، هذه سياسة الاتحاد الأوروبي".
اشتباكات بين الشرطة والمحتجين
ونُظمت احتجاجات في مدن أخرى، مثل باتراس ولاريسا وثيسالونيكي ولاميا، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ردًا على قنابل المولوتوف والحجارة التي جاءت من صفوف المحتجين، وخلال المظاهرات تم اعتقال نحو 26 شخصًا.
زعيم المعارضة: الاتحاد الأوروبي سبب الكارثة
وتحدث أليكسيس تسيبراس، زعيم حزب سيريزا المعارض، إلى المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية يلفا يوهانسون حول الكارثة، قائلًا: "يكشف هذا الحادث بوضوح فشل الاتحاد الأوروبي في تعزيز سياسة منظمة لهجرة اللاجئين تضع حياة الإنسان في المقام الأول".
تصريح الأمم المتحدة بشأن الكارثة
وأدلى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، ببيان مكتوب حول حادثة غرق القارب، واصفًا إياها بأنها "مأساة مروعة".
وصرح "تورك" بأن 78 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم، وأن ما يقرب من 500 اختفوا إثر الكارثة، مشيرًا إلى أنه بينهم أطفال ونساء.
وأعرب تورك عن تعازيه لأقارب المهاجرين الذين لقوا حتفهم، مضيفًا: "يجب علينا أن نتضامن مع الناجين وأسر ضحايا الكارثة".
وأكد أهمية التحقيق مع مهربي البشر الذين يتسببون في مثل تلك الكارثة، وتقديمهم للعدالة ليلقوا جزاءهم.
دعا تورك البلدان إلى فتح المزيد من قنوات الهجرة النظامية وزيادة تقاسم المسؤولية بين البلدان، كما كرر اقتراحه بشأن المراقبة المستقلة ومراجعة السياسات والممارسات المتعلقة بالهجرة.