الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فايا يونان: حفظت أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب من جلسات السهر مع عائلتي

  • مشاركة :
post-title
فايا يونان

القاهرة الإخبارية - ‏إيمان بسطاوي

- للهجة المصرية نكهة خاصة.. وتحمست لأغنية "طير قلقان" من الوهلة الأولى

- "نفرح برشا" أول عمل تونسي لي.. والإيقاع العثماني سر صعوبته

صوت ملائكي يغرد من الشام ليطوف أرجاء الوطن العربي، يأخذ مسامع الجمهور إلى عالم من السحر والجمال، يُنقِي الأذن ويُصفي الذهن، بهذا التعبير يمكن أن نصف موهبة المطربة السورية فايا يونان، التي لا تقتصر على نبرة صوت مميزة فحسب، بل إحساس عالٍ تتمتع به، وأسلوب فريد، وقدرة على انتقاء الأغاني الصعبة، لتضع نفسها في مصافّ كبار المطربين رغم صغر عمرها، فضلًا عن تمتعها بثقافة عالية، ولهجة عربية صحيحة، ما ساعدها على تقديم ألوان مختلفة من الغناء بالفصحى. 

طير قلقان

 حب فايا يونان لمصر كان دافعًا لتقديم أول أغنية باللهجة المصرية التي تحمل اسم "طير قلقان"، تعاونت فيها مع الملحن شادي مؤنس، والشاعر أسامة عبد الفتاح، وقالت لموقع "القاهرة الإخبارية": تعلقت وأحببت الأغنية منذ الوهلة الأولى لسماعي لها، فهي تشبه الروح المصرية والفن الأصيل الذي نشأنا عليه، فعندما سمعتها لأول مرة شعرت أنني استمع إلى أغنية للراحل سيد درويش أو للشيخ إمام، وزاد من سعادتي تعاوني فيها مع الشاعر أسامة عبد الفتاح وأيضًا الملحن والصديق شادي مؤنس ملحنًا وموزعًا، ورؤية وإشراف حسام عبد الخالق". 

سعادة فايا يونان بالأغنية لا تقتصر فقط لكونها تسجّل أول تعاون لها باللهجة المصرية، ولكن لأنها كانت سببًا في قربها أكثر من الجمهور المصري، لاحتوائها على مصطلحات وتعبيرات مأخوذة من قلب المجتمع المصري.

وأوضحت "يونان": "تحمست للأغنية لأن كلماتها وألحانها وطريقة توزيعها كلاسيكية مصرية، فهي قريبة جدًا من مصر، حتى إن كلمات الأغنية مصرية خالصة، فمثلًا عندما أقول بالأغنية جملة (خرمت ودني مجاش حلقان غير بس زودت جروحي)، فهذا يذكّرني بالمثل المصري المعروف (عشمتني بالحلق خرّمت أنا وداني)، لذا شعرت أنها مصرية بمعنى الكلمة، وكنت سعيدة جدًا بالتجربة". 

نشأة على الفن المصري

نشأت فايا يونان على أصوات كبار المطربين المصريين، وهو ما أثّر في تكوين شخصيتها الفنية وترك بصمته على حياتها، مما يفسّر حبها الشديد لمصر وفنها وحرصها الدائم على الوجود بها والاحتكاك المباشر بجمهورها العريض، لتكشف عن ذلك: "بالتأكيد الفن المصري أثّر بشكل كبير في هويتي الفنية، وأعتقد أن أي شخص كبر وتربى بالبلاد العربية فبالتأكيد يعيش الفن المصري داخل وجدانه، سواء الموسيقى والمسرحيات والسينما، فهي جزء كبير من طفولتنا وشبابنا ومراهقتنا".

ساهمت عائلة فايا يونان في ارتباطها بمصر وفنانيها، إذ كانوا يجتمعون على سهرات الطرب المصري الأصيل مما ساعدها في حفظ أغاني كبار النجوم المصريين منذ الصغر، واستعادت ذكريات طفولتها ودور هذه السهرات في حفظ الأغاني المصرية قائلة: "أتذكر أنني حفظت أغاني أم كلثوم من السهرات قبل أن أحفظها من شريط الكاسيت أو الأسطوانات أو التليفزيون، لأن الأغاني المصرية كانت تتردد في جلسات السمر والسهر مع أهلي، وكنا نغنيها ونرددها، وأتذكر أنني كنت مغرمة بأغنية (أنت عمري)، والتي كانت تُعاد في السهرات ولذلك حفظتها من أول جلسة وذهبت للبيت وبحثت عن شريط كاسيت لأسمعها، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على أغاني المطرب محمد عبد الوهاب وسيد درويش ولا أعتقد أن هناك شخصًا لا يمثل له الفن المصري شيئًا في حياته".

تستغل فايا يونان أي فرصة لتقديم أغانٍ مصرية في حفلاتها، ليكون بمثابة تقليد ثابت تحرص عليه، وتقدمه في كل مرة بمنتهى الشغف، إذ تؤمن أن للهجة المصرية نكهة خاصة تميزها، قائلة: "عندما أغني لمصر أكون سعيدة وأضيف على الريبورتوار أغانٍ مصرية لأنني استمتع بغنائها أكثر، وأينما ذهبت أحب تقديم أغانٍ مصرية، فاللهجة المصرية لها نكهة خاصة".

نفرح برشا

تسعى فايا يونان للوصول للجمهور بلهجاتهم وثقافتهم، وهو ما يفسر غناءها باللهجة التونسية لأول مرة بـ"نفرح برشا" التي حققت نجاحًا كبيرًا ليس فقط في تونس لكن على مستوى الوطن العربي، لما تحمله من بهجة واختلاف.

أعربت فايا يونان عن سعادتها بالنجاح الذي حققته الأغنية: "كان التفاعل مع الأغنية رائعًا وكبيرًا جدًا، ليس في تونس فحسب ولكن على مستوى العالم العربي، وأحببت هذه الأغنية وكنت سعيدة بها وبالتعاون مع الكاتب محمد البسكري والملحن العزيز المايسترو محمد الأسود، وتوزيع محمد بن صالحه".

تشير فايا يونان إلى أن أغنية "نفرح برشا" هي أول أغاني ألبومها الغنائي الذي يحمل اسم "أصواتنا"، والتي تسجّل أيضًا أول تعاون لها باللهجة التونسية، كشفت عن السبب الذي دفعها لتقديمها: "تونس لها مكانة خاصة بقلبي وقلب كل العالم وبكل بلد تعمل بالفن وتقدره، و(نفرح برشا) كانت أول أغنية بألبوم (أصواتنا) وهي أيضًا أول أغنية لي باللهجة التونسية وكنت سعيدة جدًا بغنائها".

تحديات كثيرة واجهت فايا يونان في هذه الأغنية، أوضحتها قائلة: "صعوبة هذه الأغنية ليس فقط بالغناء باللهجة التونسية ولكن الإيقاعات صعبة أيضًا، فكنت أول مرة أغني بإيقاع عثماني، هناك إيقاعات كبرنا عليها ببلاد الشام والمشرق وهي أصعب بالنسبة لنا لأنها جديدة، وشعرت أنها كانت تمثل تحديًا جميلًا".

تاريخ ميلاد خاطئ

أيام قليلة تفصل فايا يونان عن الاحتفال بعيد ميلادها والذي يوافق 20 من شهر يونيو، إذ كشفت عن أجواء احتفالها بهذه المناسبة قائلة: "أود أولًا تصحيح تاريخ عيد ميلادي، إذ إن البعض يعتقد أنه يوم 19 يونيو، في حين أنني مولوده يوم 20، وليس لدي طقوس محددة، ولكنني أقيم احتفالًا بسيطًا مع الأقارب والمحبين ولا أميل لعمل حفل كبير، فيكفي شعوري بالامتنان وأنني أكبر وأعيش دورة جديدة تحت الشمس".