مؤتمر المناخ "cop 27" والمقام حاليًا، في مدينة شرم الشيخ المصرية، هو الحدث الأكثر اهتمامًا على الساحة العالمية، إذ تتجه أنظار العالم إلى المؤتمر الذي يعوّل عليه أن يحوّل التعهدات السابقة لمواجهة التغيرات المناخية إلى حقائق على أرض الواقع.
وخلال مؤتمر المناخ بمصر، أعلنت أكثر من 20 دولة، ضخ مليارات، لمواجهة التغيرات المناخية، من خلال مشروعات صديقة للبيئة، وذلك في إطار تحقيق الهدف الخاص بمستوى 1.5 درجة مئوية كهدف حتمي لحماية جميع الدول، من تأثيرات عنيفة للتغيرات المناخية.
8 مليارات دولار من AIM
أعلنت مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي"، التي أطلقتها الإمارات والولايات المتحدة، مضاعفة الاستثمارات، قائلة في بيان: "بدعم من أكثر من 275 شريكًا حكوميًا وغير حكومي، أعلنت AIM عن زيادة الاستثمار بأكثر من 8 مليارات دولار، وذلك مقارنة بـ 4 مليارات دولار في "كوب 26".
كما ساهمت أكثر من 20 دولة بسبعة مليارات دولار من قيمة الاستثمارات المعلنة، ومنها أمريكا والإمارات وبريطانيا والسويد وكندا واليابان وأستراليا إلى جانب المفوضية الأوروبية، وفقًا لبيان "AIM"، بيما وفرت المبالغ المتبقية من أطراف شاركت في مسابقة بمجال الابتكار.
فرنسا: مليار دولار لدعم الطاقة المتجددة في إفريقيا
ومن جانبه أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن استثمار مليار دولار لدعم الطاقة المتجددة في إفريقيا، مضيفا: "علينا أن نقدم أكثر بكثير من 100 مليار دولار للدول الأكثر تضررًا من التغير المناخي، من خلال تخصيص ما بين 20 و30 في المئة من اعتمادات مواجهة التغيرات المناخية لتمويل الدول الفقيرة".
وفي كلمته أمام مؤتمر المناخ، قال "ماكرون" إن الدول الفقيرة تأثرت بالتغيرات المناخية أكثر من نظيرتها الغنية بشكل لا يمكن إنكاره، مؤكدًا أن بلاده ستطالب صندوق النقد والبنك الدوليين بتقديم حلول من أجل دعم الدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية، مطالبًا الدول الغنية بأن تفي بتعهداتها والتزاماتها لإنجاح المساعي نحو طاقة متجددة.
650 مليونًا لمصر وإفريقيا
شهد المؤتمر أيضًا، إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعهد الولايات المتحدة وألمانيا بتقديم 500 مليون دولار لتمويل تحول مصر للطاقة النظيفة، إلى جانب تخصيص 150 مليون دولار لدعم التكيف المناخي في إفريقيا، وتحديدًا في مبادرات تدعم خطة "بريبير" للتكيف في إفريقيا، كدفعة أولية، قائلا إنه تعهد العام الماضي بالعمل مع الكونجرس لزيادة الدعم الأمريكي لـ 4 أضعاف للتمويل المناخي، وتقديم 11 مليار دولار سنويا بحلول عام 2024 بما في ذلك 3 مليارات للتكيف.
وشدد الرئيس الأمريكي، على أن بلاده ستموّل خطة الطوارئ للتكيف والقدرة على الصمود لمساعدة أكثر من نصف مليار في العالم، في البلدان النامية للاستجابة لتغير المناخ، قائلا إنه طلب ملياري دولار لخطة "بريبير" هذا العام، وأنه سيضمن تمويل كل هذه المشاريع بالكامل، بما في ذلك برنامج التكيف في إفريقيا.
350 مليون دولار من CIF
أيضا أعلنت مؤسسة صناديق الاستثمار في المناخ CIF، وهي إحدى أكبر مؤسسات الاستثمار في العمل المناخي على مستوى العالم، بدء تطبيق مبادرتها المتعلقة باستثمارات الطبيعة والمناخ، والتي أُطلقت يونيو الماضي، في مصر وعدد من الدول الناشئة، بقيمة تبلغ نحو 350 مليون دولار، مقدمة من إيطاليا والمملكة المتحدة ودول أخرى، وذلك عقب فوز البرنامج المصري "نُوَفِّي" الذي تقدمت به وزارة التعاون الدولي بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وبنك التنمية الإفريقي، ومجموعة البنك الدولي، بالمركز الأول على مستوى دول منطقة شمال إفريقيا وقارة أوروبا، كما جاء من بين أفضل 10 دول من إجمالي 55 دولة تقدمت بملفاتها للاستفادة من المبادرة، وقامت لجنة من الخبراء المستقلين والمعنيين بتقييم ملفات الدول المؤهلة.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي المصرية ، أن مبادرة صندوق الاستثمار في المناخ CIF، تهدف إلى المساهمة في مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية والتداعيات الناجمة عنها من خلال الحلول الصديقة للبيئة، بما يسهم في جهود التخفيف والتكيف مع تداعيات التغيرات المناخية، وتحسين سُبل العيش وتعزيز الانتقال العادل نحو التحول الأخضر والمستدام.
المكسب الأكبر من كوب 27
ولعل المكسب الأكبر، الذي حققته قمة المناخ في شرم الشيخ، هو إدراج مسألة "الخسائر والأضرار" الناجمة عن تغير المناخ، على جدول الأعمال الرسمي الذي أقر الأحد بالإجماع عند افتتاح المؤتمر، للمرة الأولى.
وتأتي هذه المطالبة، لتقوم الدول الغنية، بتعويض الدول الناشئة والنامية، عن الخسائر والأضرار التي لحقت بها، جراء كوارث ناجمة عن التغير المناخي، الذي لم تكن سببًا فيه، في الوقت الذي لم تف الدول المتقدمة بوعودها برفع مساعداتها إلى 100 مليار دولار سنويا اعتبارًا من 2020 للدول الفقيرة، لمساعدتها في التكيف مع التغيرات المناخية.