على مدار الأعوام القليلة الماضية، بذلت مصر جهودًا كبيرة في مجال تنمية الاقتصاد الأخضر، في قطاعات عدة، تمهيدًا لاستضافتها مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المُناخ، المنعقد خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، في مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار تحقيق هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، الذي ينص على بناء "مدن ومجتمعات محلية مستدامة".
وأسفرت جهود مصر، في هذا المجال، عن تقدم تصنيفها على مؤشرات المناخ والبيئة العالمية، وحصدها جائزتين دوليتين عن أول إصدار سيادي أخضر بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتبلغ قيمته 750 مليون دولار.
ومن الجهود المبذولة، توجه مصر نحو مشروعات البنية التحتية الخضراء، في مجالات النقل والطاقة؛ ما جعلها ضمن أكبر منتجي الطاقة النظيفة في إفريقيا، واعتمدت الدولة المصرية مبدأ "الاقتصاد الدائري"، الذي يُشجع إعادة تدوير المواد، وإدخالها في صناعات جديدة، ومن المستهدف أن تصل تكلفة المشروعات الخضراء في خطة العام المالي (2022-2023)، إلى 336 مليار جنيه مصري، في إطار التوجه نحو "التمويل الأخضر".
وتعمل مصر على تفعيل التحول إلى اقتصاد أخضر مستدام من خلال شراكات دولية، أهمها: الاستراتيجية المصرية القطرية المشتركة مع "البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية"، خلال الفترة (2022-2027) التي تتضمن الاستدامة والتحول الأخضر، وإشراك القطاع الخاص.
وأنشأت مصر "المجلس الوطني لمواجهة التغيرات المناخية" عام (2015)، الذي أطلق "الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ"، وطرح "السندات الخضراء"، ونفذ المبادرة الرئاسية لإحلال المركبات بأخرى تعمل بالغاز الطبيعي.
وتشمل الجهود تحول قناة السويس المصرية إلى "قناة خضراء"، باعتماد الوقود النظيف في مرافقها كافة، والتفاهم حول إنشاء أول مصنع لتحويل 4 ملايين طن من المخلفات، إلى 300 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، باستثمارات تبلغ 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى 15 مذكرة تفاهم، مع شركات عالمية، لإنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر حتى 2029 في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس المصرية.
وأوّلت مصر اهتمامًا كبيرًا لمشروعات توليد الطاقة المتجددة، مثل طاقتي الرياح والشمس، في مشروعات عدة بمنطقة خليج السويس، وأسوان، باستثمارات بلغت 8.2 مليار دولار، خلال الفترة (2010-2020).
وكثّفت الدولة المصرية جهودها في مجال تمكين المرأة المصرية، لتخفيف آثار تغير المناخ، ومنها: توعية وتدريب السيدات على أساليب الزراعة والصناعات الصديقة للبيئة، ومراعاة فرص توظيف المرأة خلال الانتقال البيئي العادل. وتحوّلت شرم الشيخ إلى "مدينة خضراء"، وتدرب أطباء مستشفى المدينة، على مواجهة الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية، وحصل أكثر من 180 فندقًا ومركزًا للغوص على "العلامة الخضراء".