الأفيال ضد الإنسان.. معركة الغابات في تايلاند

في تايلاند، هناك مُواجهة من نوع خاص، بين الإنسان والفيلة، إذ يراها البعض معركة غير عادلة، إذا تم قياس الخصمين من حيث الوزن وثِقل كل منهما.

على بعد مئات الأمتار تقف "بياوان دونان" السيدة الأربعينية في مقاطعة تشاتشونجساو في تايلاند، تشير إلى الموضع الذي قتلت فيه الفيلة زوجها، نقلًا عن مجلة "دير شبيجل".

تشير "دونان" إلى رحلة زوجها الأخيرة لجني محصول الكاجو، وفي مايو 2022، صرخ زوجها طالبًا المساعدة، وعندما وصلت إلى المكان رأت آثار أقدام حيوان كبير، عشب مجعد، وحذاء زوجها، حتى وجدته ملقى على بطنه جثةً هامدةً.

كان الفيل لا يزال على مرمى البصر من مكان الحادث، بدا، عدوانيًا، كما لو كان في قتال، حاول بعض القرويين دفع الفيل مرة أخرى نحو الغابة.

بين عامي 2017 و2022، قتلت الأفيال أكثر من 135 شخصًا في تايلاند، و15 شخصًا هذا العام، وغالبًا ما تدمر الحيوانات معظم المحاصيل في الحقول، وبسبب الفيلة يواجه المزارعون صعوبات مالية ويتخلون عن وظائفهم.

هذه المعركة بين الإنسان والفيلة في تايلاند، بدأت في القرن الماضي، إذ ترجع أول الحوادث إلى عام 1960، بعد قرار تقليص حجم الغابات في البلاد، وفي بداية القرن العشرين، كان يعيش في تايلاند أكثر من 100 ألف فيل.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان هناك أقل من 3000 على مستوى البلاد.

وما تبقى من الغابات تمت حمايته على عجلٍ كمتنزهات وطنية ومحميات للحياة البرية، إذ يحظر قانون الحفاظ على الحياة البرية وحمايتها، صيد الفيلة، فهي تعتبر مُهددة بالانقراض.