بينما فشل لقاء كان من المنتظر أن يجمع وزيرا دفاع أمريكا والصين في منتدى "شانجري لا" للأمن الإقليمي، أبدت واشنطن أسفها، في الوقت نفسه؛ جمعتها مع بكين مناوشات في مضيق تايوان، اليوم الأحد، الأمر الذي وجده خبراء عسكريون صينيون افتقارًا للمصداقية الأمريكية لحوار حقيقي.
ووقعت مناوشات، حينما تصدت مدمرة صينية لعبور سفينة حربية أمريكية كندية، أمس السبت، في مضيق تايوان، وأجبرتها على تغيير مسارها.
المصداقية الأمريكية
وعلّق خبير عسكري صيني، في تقرير أوردته صحيفة "جلوبال تايمز" عن الحادث الذي وقع اليوم، قائلًا إنه أظهر بشكل قاطع أن الولايات المتحدة لا تمتلك "الصدق على الإطلاق" في التواصل مع الجانب الصيني، مؤكدًا أنه في حال وقوع أي حادث، "ستتحمل الولايات المتحدة اللوم".
واعتبر الخبير العسكري الصيني، الذي لم تذكر اسمه، أن الولايات المتحدة تُقدم على ارتكاب أفعال استفزازية على أعتاب الصين، ومن ثم تعود بالقاء اللوم على بكين في حال تصدت لتلك الأفعال، مستخدمة فزاعتها الإعلامية المسماه بـ "التهديد الصيني".
حادث مشابه
أشارت الصحيفة إلى أن مناورات أمس في مضيق تايوان، تتشابه مع أخرى وقعت قبل نحو أسبوع في 26 مايو المنصرم، بعد ما اعترضت طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية للجيش الصيني من طراز j-16، طائرة استطلاع أمريكية من طراز RC-135، عندما حاولت الأخيرة التجسس على تدريب لمجموعة حاملات طائرات تابعة للجيش الصيني في الجنوب.
وبلغت العلاقات الصينية الأمريكية مستويات بالغة التوتر، أخيرًا، أساسها ما تعتبره بكين تدخلًا في شؤونها الداخلية، ومساس بمبدأ "صين واحدة"، في ظل دعم أمريكي لاستقلال جزيرة تايوان- الصينية المتمعة بحكم ذاتي- ووعود لها بدعم عسكري وسط زيارات مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى للجزيرة ومباحثات مع حكومتها.
فشل لقاء شانجري لا
وأعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن "أسفه" لرفض نظيره الصيني لي شانج فو، الاجتماع به في سنغافورة، حيث يقام منتدى "شانجري لا"، وحذّر خلال زيارة يجريها لطوكيو، في وقت سابق (الخميس الماضي) من أن عمليات الاعتراض التي نفذتها مقاتلات حربية صينية أخيرًا زاد قلقه من احتمال وقوع حادث "قد يخرج سريعًا عن السيطرة".
تقويض الثقة
وعزا تان كه في، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، رفض بكين لـ"مبادئ الحوار" قائلًا إن الحوار لا بد أن تكون له مبادئ، وإن الصعوبات الحالية التي تواجه التبادلات بين جيشي البلدين مصدرها الجانب الأمريكي، الذي يتجاهل مخاوف بكين ويخلق العقبات، ما يقوّض بشكل خطير الثقة المتبادلة، بحسب تعبيره.
تطابق الأقوال بالأفعال
وحذّر وزير الدفاع الوطني الصيني لي شانجفو، في حوار شانجري لا، اليوم الأحد ، من أي محاولات لفصل تايوان عن الصين، داعيًا واشنطن للتصرف بإخلاص وأن "تطابق أقوالها بالأفعال وتتخذ إجراءات ملموسة للعمل مع الصين في نفس الاتجاه لتحقيق الاستقرار في العلاقة بين الجيشين".