الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تجربة إنسانية من الشارع السوري.. كندة علوش: تعلقت بـ"نزوح" منذ الوهلة الأولى والكوميديا السوداء الأنسب للقصة

  • مشاركة :
post-title
كندة علوش

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

خلّفت الحرب في سوريا العديد من القصص الإنسانية، والتي حرصت السينما على أن توثّق جزءًا منها بأفلام لاقت تجاوبًا كبيرًا من جانب الجمهور، واستقبال جيد في المحافل الدولية ليشعر العالم بما تمر به البلد العربي من معاناة، ومن هذا المنطلق كان فيلم "نزوح" الذي كتبته وأخرجته سؤدد كعدان، ولعب بطولته سامر المصري، وكندة علوش، إذ حقق العمل نجاحًا واسعًا في عدد من المهرجانات العالمية كان من بينها مهرجان فينسيا السينمائي إذ فاز هناك بجائزة الجمهور، بالإضافة إلى مشاركته في مهرجان لندن، وعدد من المهرجانات الأخرى، قبل أن يعرض أمس في مصر ضمن فعاليات النسخة السادسة من أيام القاهرة السينمائية، بحضور بطلة العمل كندة علوش، بجانب عدد من النجوم الذين حضروا لمشاهدة التجربة الجديدة مثل الفنانة المصرية منى زكي، والفنانة السعودية فاطمة البنوي، والمخرج السوداني أمجد أبو العلاء. 

 تجسد كندة علوش خلال تجربتها دور سيدة تحاول إقناع زوجها بمحاولة النزوح من وطنهم إلى آخر أكثر أمنًا، بعيدًا عن أصوات الرصاص والقنابل، لكن زوجها المتعلّق بوطنه وبيته يرفض المغادرة محاولًا إقناعها وابنتهما بأن المكان آمن، لكنها في النهاية تقرر الهرب وابنتها ليلحق بهما فيما بعد زوجها.

تؤكد الفنانة السورية كندة علوش أن شخصية "هالة" التي جسدتها خلال أحداث العمل جذبتها منذ الوهلة الأولى، وتعلقت بها خاصة أنها في بعض اللحظات نجد أنها غير واضحة، ولكنها تملك تحديات المرأة مثل اتخاذ القرار دون أن تكون قاسية على زوجها، وهو ما اتضح مع قرارها بالرحيل من منزلها رغم المصير المجهول الذي قد تواجهه وكل ذلك لتنقذ ابنتها ونفسها، إذ ترى أن هذا القرار أفضل من البقاء الذي سيؤدي حتمًا إلى الموت من وجهة نظرها.

كوميديا سوداء

رغم تناول الفيلم لقصص مأساوية حول ما يحدث في سوريا والقصف والدمار الذي تتعرض له، إلا أن مؤلفة العمل سؤدد كعدان قررت أن تناقشه في شكل كوميدي جديد، بعيدًا عن التراچيديا وألا يحمل العمل طابعًا سياسيًا وحول ذلك قالت كندة علوش إن هذه النقطة أكثر ما جذبها للعمل، وهو أنه يدور في إطار من الكوميديا السوداء، وليس تراچيديا بشكل كامل.

تابعت: قررت التعايش مع شخصية "هالة" وليس كمجرد دور أجسده، خاصة أنني وقت الحرب على سوريا كنت متواجدة في مصر، ولكن مع التصوير شعرت وكأنني في الحرب بالفعل وذلك لتعايشي بشكل كامل مع الأحداث.

فيلم يشبه الحياة

مر الفيلم بالعديد من الظروف الصعبة ومنها توقيت تصويره وهذا ما أشارت إليه الفنانة كندة علوش خلال الندوة التي أعقبت عرض الفيلم، حيث قالت: استغرق التصوير ثلاثة أشهر في تركيا لذا اضطررت للسفر مع ابنتي الصغيرة وحماتي التي أوجه لها شكر خاص على تعبها معي خلال هذه الفترة، وتحملها مسؤولية ابنتي خاصة عندما أصبنا بفيروس كورونا وحُجزنا في أحد المستشفيات، لكن على الرغم من جميع الصعوبات التي مررنا بها إلا أنه كان فيلمًا ممتعًا لأنه يشبه الحياة الحقيقية".

لم تتوقف التحديات عند هذا الحد فحسب، ولكن كانت هناك بعض المشاهد الصعبة في انتظار كندة علوش أثناء التصوير حسبما أكدت، ومن بينها مشهد النفق المظلم الذي هربت من خلاله "هالة" وابنتها، لأنها تعاني من فوبيا الأماكن المغلقة، حيث تم تصويره في أحد المغارات بتركيا.

من الحب ما قتل

يرى بعض المشاهدين أن شخصية الزوج التي جسدها الفنان السوري سامر المصري كانت سلبية بعض الشيء ولكن هذا ما نفته كندة علوش، حيث قالت: "الزوج في الفيلم كان طيبًا ومرتبطًا بموطنه للغاية وبالتالي يرفض فكرة النزوح ومن وجهة نظره أنه عندما يبقى في هذا الدمار يحمي عائلته ولكن مثلما يقال "ومن الحب ما قتل" حيث ظل يكبت عائلته حتى تزوجت ابنته الكبرى ولا يعرف مكانها ويريد تكرار نفس الأمر مع الابنة الصغرى، لكن والدتها ترفض الأمر، وكل ذلك في إطار كوميدي".

اختلف الكثير عن موعد ومكان الأحداث التي وقعت في الفيلم ولكن بطلته كندة علوش كشفت أن المؤلفة لم تحدد الأحداث بشكل واضح وذلك للبعد الإنساني، حيث تدور بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥ في دمشق التي تبعد عن البحر بمسافة طويلة وبالتالي عندما قالت "هالة" إنها تريد الهروب عبر البحر كان ذلك غير منطقي لبعده عنها، ولكنها كانت تؤمن أنه بمثابة الأمان الذي سيوصلها للحياة المستقرة.

إشادة منى زكي

حصل الفيلم عقب عرضه على العديد من الإشادات ومنها إشادة الفنانة المصرية منى زكي، التي حرصت على حضور العرض لمؤازرة صديقتها كندة علوش مؤكدة على أدائها المميز في العمل وتعايشها مع الشخصية بشكل مختلف، لترد عليها كندة: "دائما أراكي يا منى فنانة استثنائية ومن أفضل ممثلات الوطن العربي".

ولم يختلف رأي المخرج السوداني أمجد أبو العلا كثيرًا عنها، حيث أثنى على التجربة التي وصفها بالمميزة والتي كان متعايشًا معها من قبل التصوير، كاشفًا عن تأثره بكلمة الزوج "مش هنزح بره بلدي" وهذا ما شعر به الآن من خلال أصدقائه السودانيين الذين أقنعهم بالمجيء إلى مصر بسبب الحرب هناك ولكنهم متمسكون ببلدهم، موضحًا أن الظروف التي تناولها الفيلم واقعية، فالسوريون كانوا لاجئين منذ 10 سنوات في السودان وحاليًا هم من يدعموا السودانيين في الحرب.

شكر واجب

وفي نهاية الأمر وجهت الفنانة كندة علوش الشكر للجمهور الذي شاهد الفيلم وتفاعل معه، ولفريق العمل ومنهم المؤلفة والمخرجة سؤدد كعدان، التي حرصت على عدم مباشرة رسالة الفيلم، فالرجل يحارب بالسلاح أما المرأة تحارب بشكل ناعم لكي تحافظ على أسرتها وتحقيق أحلامها.