شقّ ستيفانوس تيتيباس وكارلوس ألكاراز طريقهما نحو الدور الثالث في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، لكن كل الأنظار تركزت على نوفاك ديوكوفيتش، مع تفاقم الأزمة السياسية التي أحدثها اللاعب الصربي الفائز بلقبين في رولان جاروس، بحسب وكالة "رويترز".
وظل "ديوكوفيتش" الموضوع الساخن، بعدما استمرت تداعيات تصريحه التي أطلقها في وقت سابق هذا الأسبوع بأن "كوسوفو هي قلب صربيا"، وذلك قبل فوزه 7-6 و6-صفر و6-3 في الدور الثاني على المجري مارتون فوتشوفيتش.
لكن عكس ما حدث بعد مباراته الافتتاحية يوم الاثنين الماضي، لم تكن هناك أي رسالة على عدسة الكاميرا التي وقعها اللاعب الصربي، وبدا أن الحائز على 22 بطولة كبرى "يضع حدًا لهذا الجدل".
وقال "ديوكوفيتش"، في مؤتمر صحفي: "أدرك أن الكثير من الناس قد يختلفون، لكن هذا ما حدث، إنه شيء أدافع عنه وهذا كل شيء".
وغاب ديوكوفيتش عن بطولة أستراليا المفتوحة العام الماضي، وتم ترحيله من البلاد بسبب عدم حصوله على لقاح كوفيد-19، وفاز باللقب في ملبورن هذا العام، رغم خلاف اندلع بعدما وقف والده مع مشجعين يحملون الأعلام الروسية وسط الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وعانى "تيتيباس" الذي يطارد أول ألقابه في البطولات الأربع الكبرى قليلًا في مباراته الافتتاحية أمام ييري فيسلي، لكن "المصنف الخامس" سيطر على الأمور وعاد لأفضل مستوياته أمام منافسه الإسباني روبرتو كاربايس باينا، ليحقق انتصارًا سهلًا بنتيجة 6-3 و7-6 و6-2.
واستأنف ألكاراز "المصنف الأول" سعيه لتحقيق ثاني ألقابه في البطولات الأربع الكبرى، بفوزه 6-1 و3-6 و6-1 و6-2 على الياباني تارو دانييل، بعد مباراة عاصفة بعد الظهر، ليضرب موعدًا بالدور الثالث مع الكندي دينيس شابوفالوف "المصنف الـ26".
إجراءات ضد الصربي
لكن ديوكوفيتش ظل محور الحديث في رولان جاروس، وطالبت اللجنة الأولمبية في كوسوفو نظيرتها الدولية باتخاذ إجراءات تأديبية بحق اللاعب.
وقال عصمت كراسنيكي، رئيس اللجنة الأولمبية في كوسوفو، في بيان: "روّج نوفاك ديوكوفيتش مرة أخرى دعاية القوميين الصرب، واستخدم المنصة الرياضية للقيام بذلك".
وأضاف: "التصريحات الإضافية التي صدرت بعد المباراة من شخصية عامة بهذا الحجم، دون أي شعور بالندم، تؤدي بشكل مباشر إلى رفع مستوى التوتر والعنف بين البلدين".
وقالت أميلي أوديا-كاستيرا، وزيرة الرياضة الفرنسية، التي ستستضيف بلادها الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس العام المقبل، إن رسالة ديوكوفيتش "غير لائقة تمامًا" ولا ينبغي تكرارها، على الرغم من أن الاتحاد الدولي للتنس، الذي يدير منافسات الرياضة عالميًا، قال إن المصنف الثالث عالميًا لم ينتهك أي قاعدة.
وتأهل الأسترالي تاناسي كوكيناكيس للدور التالي بعد فوز صعب على السويسري ستانيسلاس فافرينكا "بطل 2015" بنتيجة 3-6 و7-5 و6-3 و6-7 و6-3، كما صعد الروسي أندريه روبليف "المصنف السابع" بعد فوزه 6-4 و6-2 و3-6 و6-3 على الفرنسي كورنتين موتيه.
عودة سفيتولينا
أطاحت إيلينا سفيتولينا، التي بلغت دور الثمانية ثلاث مرات، بمنافستها الأسترالية ستورم هانتر بنتيجة 2-6 و6-3 و6-1.
وبعدها، أدلت اللاعبة بدلوها في الجدل الذي أثاره ديوكوفيتش قائلة إن "للاعب الحق في التعبير عن رأيه".
وقالت سفيتولينا: "أشعر أنه إذا كان لك موقف ورأي في شيء ما، فأنت تعتقد أن هذا هو السبيل للتعبير عنه، وهو أن تفصح عن هذا الرأي".
وأقرت اللاعبة الأوكرانية البالغة من العمر 28 عامًا، والتي دعت إلى منع جميع لاعبي التنس من روسيا وروسيا البيضاء من المشاركة في المسابقات الدولية بسبب اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية عام 2022، بأنها ليست على دراية بسياسات صربيا.
أضافت: "لكن بالعودة لمسألة إقحام السياسة في الرياضة، وكما يقول جميع الأوكرانيين، فإن الأمور باتت مرتبطة كثيرًا ببعضها البعض لأننا بشر".
ولم تصل إيلينا أوستابنكو "بطلة 2017" إلى الأسبوع الثاني في رولان جاروس في آخر خمس مشاركات لها، واستمرت مسيرة لاعبة لاتفيا المخيبة للآمال بعد خسارتها أمام الأمريكية غير المصنفة بيتون ستيرنز بنتيجة 6-3 و1-6 و6-2، في الدور الثاني.
وخروج لاعبة لاتفيا إضافة لهزيمة بطلة 2021 باربورا كريتشيكوفا أمام ليسيا تسورينكو في اليوم السابق، يعني أن حاملة اللقب إيجا شيانتيك هي اللاعبة الوحيدة التي سبق لها الفوز بالبطولة المتبقية في رولان جاروس في قرعة السيدات.
وتقدمت جيسيكا بيجولا "المصنفة الثالثة عالميًا"، التي تأمل في الفوز بأول ألقابها الكبرى على الملاعب الرملية في باريس، للدور الثالث بعد انسحاب منافستها الإيطالية كاميلا جيورجي بسبب المرض، بعد خسارة المجموعة الأولى 6-2.
وواجهت أرينا سبالينكا "المصنفة الثانية عالميًا" القادمة من روسيا البيضاء منافسة قوية من جانب مواطنتها أرينا شيمانوفيتش قبل أن تفوز 7-5 و6-2، بينما باتت آمال الفرنسيين في الاحتفال ببطل محلي في منافسات الفردي في رولان جاروس شبه معدومة، بعدما تغلبت الروسية آنا بلينكوفا 4-6 و6-3 و7-5 على كارولين جارسيا المصنفة الخامسة، وذلك عند النقطة التاسعة لحسم المباراة.
وقدمت الروسية داريا كاساتكينا ضربة رائعة قد تنافس على الأفضل في البطولة في فوزها 6-3 و6-4 على التشيكية ماركيتا فوندروسوفا، الوصيفة السابقة للبطلة.