الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد القصف الأخير لزابوريجيا.. "خمسة مبادئ" لحماية أوروبا من كارثة نووية

  • مشاركة :
post-title
محطة زابوريجيا النووية

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، أن هناك خمسة مبادئ يجب على كلا الجانبين الروسي والأوكراني ضمان اتباعها لتجنّب "حادث نووي" في محطة زابوريجيا، والتي يمكن أن تحدث كارثة نووية مدمرة لقارة أوروبا كاملة.

وقال جروسي أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، "اليوم يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية"، مشددًا على الرغم من ذلك على مخاوفه من وقوع "كارثة" نووية، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وأضاف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "الدعم لعملنا الذي تم التعبير عنه اليوم.. بما في ذلك المبادئ الخمسة التي حددتها اليوم، مشجع".

ويجري جروسي وفريق عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أشهر، مفاوضات لضمان حماية هذا الموقع في جنوب شرق أوكرانيا حيث يعتبر الوضع خطيرًا بسبب المعارك.

ومن هذا المنطلق، قدم جروسي إلى مجلس الأمن "المبادئ الأساسية الضرورية لمنع وقوع حادث نووي".

مبادئ صد الكارثة

ووفق تصريحات جروسي فإن المبادئ الأساسية لضمان سلامة وكالة زابوريجيا هي الآتي:

1- عدم شن هجوم من أي نوع على المحطة.

2- عدم استهداف المفاعلات أو الوقود المستهلك أو بنى تحتية أخرى أو الموظفين.

3- عدم استخدام الموقع لتخزين أسلحة ثقيلة أو حشد عسكريين.

4- ألا تفصل المحطة عن شبكة الكهرباء.

5- أن تتم حمايتها من أعمال التخريب.

وأضاف المدير العام: "لقد وُضعت مبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخمسة لتجنب وقوع حادث نووي. وتعتزم الوكالة بدء مراقبة تطبيق هذه المبادئ من خلال بعثتها في الموقع، مع تعزيز تواجد الوكالة في المنشأة.

الخطر النووي

وتقع محطة زابوريجيا، الأكبر في أوروبا، على ضفاف نهر دنيبرو الفاصل بين المعسكرين الروسي والأوكراني في هذه المنطقة.

وتقع المنشأة النووية المكونة من 6 مفاعلات، التي يسيطر عليها الروس منذ مارس 2022، بالقرب من خط المواجهة، وكانت كييف وموسكو تبادلتا الاتهامات بشأن هجمات بالقرب من الموقع، ما هدد بحدوث كارثة في المنطقة حيث تم استهداف المحطة النووية بشكل متكرر وقطعت عن شبكة الكهرباء سبع مرات منذ سيطرة الجيش الروسي عليها في 4 مارس 2022.

وزار فريق من الخبراء وكالة الطاقة الذرية للمحطة للتأكيد على تأمينها من أي تسرب إشعاعي، ومع تكرار عمليات مهاجمة المحطة جاء تحذيرات الوكالة الذرية من إمكانية وقوع "خطر حقيقي لوقوع حادث نووي".

وتم التخلي عن فكرة طرحت في البداية وتمثلت في إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول الموقع لتسهيل اتخاذ تدابير واقعية مقبولة في آن اوحد من كييف وموسكو، إلا أن الأمر لم يتم تنفيذه مع احتدام الصراع بين الجانبين.

وخلال جلسة مجلس الأمن، تبادل السفيران الروسي والأوكراني الاتهامات بشأن الوضع في زابوريجيا، من دون أن يرفض أي منهما المبادئ التي طرحها جروسي.

وعلق السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا "تتماشى مقترحات جروسي مع الإجراءات التي اتخذناها منذ فترة طويلة"، معتبرًا أن كييف وحلفاءها الغربيين مسؤولون عن "التهديدات" التي تطال سلامة المحطة.

بالمقابل، قال السفير الأوكراني سيرجي كيسليتسيا "لقد أخذنا في الاعتبار مبادئ المدير العام لضمان سلامة محطة زابوريجيا وأمنها"، مشيرًا إلى أن هذه المبادئ يمكن أن تنطبق على جميع محطات توليد الطاقة في العالم.

واعتبر جروسي أن هناك بالتأكيد "مقاربات مختلفة"، ولكن "المهم هو الحد الأدنى المشترك، فهذه المبادئ الأساسية الخمسة حظيت بتأييد واسع النطاق. ولم يعارضها أيّ صوت"، على حد قوله.

محاولات أممية

وتضغط الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة، من أجل تأمين محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا.

وفي تقرير سابق لصحيفة "واشنطن بوست" مطلع الشهر الجاري، أوضح أن رئيس الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة رافاييل جروسي يدفع باقتراحاته لتقليل احتمالية وقوع "كارثة نووية" هناك، بعد قرابة تسعة أشهر من إخفاق الجهود للتوصل إلى اتفاق بين أوكرانيا وروسيا، لإنشاء منطقة حماية حول محطة الطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا منذ بداية غزوها لأوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين قولهم، إن جروسي يعتزم تقديم قائمة من 5 مبادئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، للمصادقة عليها في أقرب وقت.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن التوصل إلى إجماع بين الأعضاء الدائمين في المجلس يظل أمرًا صعبًا، بالنظر للعلاقات المتوترة بين موسكو وواشنطن، إلى جانب إحجام كييف عن السماح للقوى العالمية بالوساطة في أي اتفاق بخلاف انسحاب روسيا الكامل من مدينة إنيرهودار، التي تقع فيها محطة الطاقة، وتسليم المنشأة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول دبلوماسي روسي مطلع على الخطة، أوضح أنه من المرجح أن يكون التوصل إلى اتفاق في الأمم المتحدة "صعبًا"، ولكن "جروسي حصل بالفعل على دعم موسكو".

وأضاف الدبلوماسي الروسي: "ليس لدينا اعتراض على الخطة، وموسكو على اتصال مع جروسي منذ سبتمبر الماضي"، مضيفًا: "نأمل أن يؤدي تطبيق هذه المبادئ إلى منع أي هجوم ضد زابوريجيا في المستقبل".

وسوم :