منذ انتهاء الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التركية التي أُجريت في 14 مايو الجاري، يعمل كلا المنافسيّن كمال كليجدار أوغلو مرشح المعارضة والرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، على استقطاب المزيد من الداعمين، لحسم الجولة الثانية من الانتخابات، التي انطلقت اليوم الأحد لاختيار الرئيس الـ13 لتركيا.
ومن المقرر أن تستمر عملية التصويت حتى الساعة الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلي، بحسب الهيئة العليا للانتخابات التركية، على أن تبدأ بعد ذلك عملية فرز الأصوات، والإعلان التدريجي عن النتائج.
وتُعوّل أحزاب المعارضة ومرشحها الرئاسي، كليجدار أوغلو، على إنهاء حكم أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية"، المستمر منذ 21 عامًا، وبالتالي بدء "عهد جديد" في البلاد، إذ دائمًا ما يصف المرشح الرئاسي العملية الانتخابية بـ"الاستفتاء" الشعبي.
وفي المقابل، يسعى الحزب الحاكم ورئيسه أردوغان إلى البقاء في الحكم والحفاظ على المكتسبات، وتتويج مسيرة 21 عامًا، والانتقال بها إلى القرن الثاني لتأسيس الجمهورية.
وقبل بدء الصمت الانتخابي، أمس السبت، حثّ كلٌ من الرئيس التركي ومنافسه كليجدار أوغلو، الناخبون الأتراك على المشاركة بأعداد كبيرة في التصويت، والإقبال على الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية.
ميزان الـ8 ملايين
وفقًا لبيانات اللجنة العليا للانتخابات، تجاوزت نسبة المشاركة في الجولة الأولى 87% متضمنة أصوات المغتربين.
ويُعوّل الطرفان على اجتذاب أصوات 8 ملايين من الناخبين، لم يدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى، إذ إن الهيئة العليا للانتخابات أعلنت أن من يحق لهم التصويت اليوم في جولة الإعادة يبلغ عددهم 60 مليون مواطن.
وكان أردوغان حصل على 49.5% من الأصوات، وهي تقل قليلًا عن الأغلبية اللازمة لتجنب جولة إعادة لانتخابات يُنظر لها باعتبارها استفتاءً على حكمه، بينما حصل أوغلو على 44.9% فقط، وتعتبر المعارضة الانتخابات البرلمانية والرئاسية أفضل فرصة لها حتى الآن لإزاحة أردوغان من الحكم.
حسم الإعادة
قبل ساعات قليلة من بدء عملية فرز الأصوات من قِبل "الهيئة العليا للانتخابات"، التي تبدأ في الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي، يتوافد الناخبون بصورة كبيرة على صناديق الاقتراع لحسم الجولة التاريخية.
وقال أحمد ينر، رئيس الهيئة، للصحفيين، صباح الأحد: "نفكر في رفع الحظر عن نشر النتائج في ساعة مبكرة عقب إغلاق الصناديق".
وأضاف: "نتائج الانتخابات الرئاسية لن تتأخر في الظهور لأن مرشحين اثنين يتنافسان فيها فقط"، مشيرًا إلى "إقبال كبير على جولة الإعادة"، وأن "العملية الانتخابية تسير بيُسر ومن دون مشكلات".
ومن غير الواضح كيف ستكون حظوظ كلا المتنافسيّن، في وقت يرجح مراقبون أن يحظى أردوغان بنسب تصويت أكبر، كونه حصل على الأغلبية البرلمانية في سباق يوم الـ14 من الشهر الجاري، وكسب مؤخرًا دعم منافسه السابق، مرشح "تحالف الأجداد"، سنان أوغان.
ومع ذلك يعتبر كليجدار أوغلو مرشحًا لتحالف يضم ستة أحزاب، وإلى جانب ذلك يحظى بدعم كبرى الأحزاب الكردية في البلاد، والدعم الذي أعلن عنه مؤخرًا زعيم "حزب النصر" القومي، أوميت أوزداج.