قال شادي محسن، الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنَّ مصر كان لها دور عظيم ومقومات للحضور في وضع حلول لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وأضاف "محسن"، في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أنَّ أحد تكتيكات الوساطة المصرية كان عبارة عن تثبيت مصالح مع الطرفين، حيث إن مصر نجحت في إدارة ملفات حيوية مع إسرائيل على رأسها ملف الطاقة التى ترى إسرائيل أنها غير قادرة على أنَّ تجد بديلًا آخر عن مصر فيه، وهو الملف الذي يمثل قوةً وثقلًا أمام الطرف الإسرائيلى، أما على الجانب الفلسطيني، فنجحت مصر في تشبيك مصالح استراتيجية مع الفصائل بقطاع غزة.
وأوضح، أنًّ بداية الوساطة سيطرت عليها حالة "أزمة ثقة" لدى الطرفين خصوصًا الجانب الإسرائيلي نتيجة عوامل سياسية داخل حكومته التي خلقت تعسفًا مع تحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية، على الجانب الآخر نجد الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي تريد توجيه رد فعل انتقامي نتيجة اغتيال 6 قيادات مهمة لدى سرايا القدس، الأمر الذي دفع مصر بالتحرك الفوري والتهديد بدخول بعض الفصائل المعادلة إن لم تلتزم تل أبيب بوقف إطلاق النار، خصوصًا أن إسرائيل من مصلحتها عدم استمرار الحرب وأن تكون متعددة الجبهات.
أحد أسباب دخول إسرائيل للعملية العسكرية، هو القضاء على المخزون الصاروخي الخاص بالجهاد الإسلامي والفصائل، ويرى الباحث السياسي أن إسرائيل لديها معلومات غير مكتملة بأن الفصائل في غزة أصبحت تمتلك قدرات صاروخية متنوعة.
وكانت إسرائيل بدأت عدوانًا على قطاع غزة فجر الثلاثاء الماضي، وأسفرت غاراتها عن استشهاد 33 فلسطينيًا وإصابة عدد كبير من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى قصف العديد من المباني السكنية في القطاع، وردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على المدن في وسط وجنوب إسرائيل وفي مستوطنات الغلاف القريبة من قطاع غزة.