يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، عدوانه على قطاع غزة المُحاصر، تاركًا خلفه ملامح واسعة من الدمار والخسائر المادية والبشرية على حد سواء، في انتهاك صارخ للقيم الإنسانية والقوانين الدولية، وإصرار عارم على إحراج تل أبيب أمام المجتمع الدولي.
حصيلة الشهداء الفلسطينيين
منذ بداية العام الجاري، استشهد 151مواطنًا في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة المحاصر، من بينهم 33 شهيدًا في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ فجر الثلاثاء الماضي، إلى جانب إصابة 147 مواطنًا بجروح بالغة، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأفادت وكالات الأنباء الفلسطينية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف خلال فجر وصباح اليوم السبت، 3 منازل تابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" في محافظتي غزة والشمال، منذ الإعلان عن فشل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الليلة الماضية، وتعليق إسرائيل محادثات التهدئة مع القطاع.
صواريخ فلسطينية في قلب تل أبيب
وفي المقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية، فجر اليوم السبت، دفعة صواريخ جديدة من قطاع غزة تجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، ردًا على القصف المتواصل لقطاع غزة، تزامنًا مع اعتداءات قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وأسفرت عن استشهاد وإصابة مدنيين.
وفي إحصائية مُحدثة للخسائر الناجمة عن القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، قال سلامة معروف، مسؤول الإعلام الحكومي في القطاع، خلال مؤتمر صحفي: "دمر القصف الإسرائيلي 15 منزلاً، و15 وحدة سكنية، كما تضررت 940 وحدة سكنية، منها 49 وحدة، أصبحت غير صالحة للسكن"، مؤكدًا أن التقديرات "الأولية" تتعدى قرابة 5 ملايين دولار.
خسائر القطاع الزراعي
وبحسب وكالة "وفا" الإخبارية، تعرض القطاع الزراعي لخسائر وأضرار مباشرة تجاوزت قيمتها 3 ملايين دولار، جراء منع تصدير أكثر من 1000 طن من المنتجات الزراعية، لافتة إلى جرائم القوات الإسرائيلية والمستوطنين بحق المزارعين خلال الأسابيع الأخيرة.
وامتدادًا لوحشية الاحتلال، استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة، "مقابر" في بيت لاهيا في محافظة الشمال، ما أدى إلى تدمير أجزاء منها، وهو ما استنكرته وزارة الأوقاف الفلسطينية مشيرةً إلى أن استهداف المقابر يُعد مؤشرًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا لحرمة الأموات.
انقطاع الكهرباء في قطاع غزة
وأضافت الوزارة في تصريح لوكالة "معا" الفلسطينية: "ليس بغريب على الاحتلال الذي يرتكب جرائم حرب يومية بحق الشعب الفلسطيني ويستهدف بطائراته وأسلحته الثقيلة الأطفال والنساء والشيوخ والمنازل الآمنة أن يرتكب جريمة أخرى بحق الأموات في قبورهم".
وتكبد قطاع غزة خسائر بالغة في جميع القطاعات جراء توقف محطة التوليد الوحيدة في القطاع عن العمل بسبب نقص الوقود اللازم للتشغيل في ظل إيقاف المعابر الحدودية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحذّر محمد ثابت، المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة، اليوم السبت، من انقطاع الكهرباء قائلًا: "هناك مخاوف من أن المحطة قد تصل لتوقف كامل خلال ساعات أو أيام قليلة".