مع بزوغ شمس يوم غد السبت، ستتجه الأنظار إلى مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث المقرر انطلاقها من كنيسة "وستمنستر آبي"، فيما يأمل العديد تجنب الحوادث التي تزامنت مع مراسم تتويج العديد من أسلافه.
وسيصبح تشارلز الملك الأربعين للمملكة المتحدة، فيما سيكون أول تتويج لملك وملكة في بريطانيا منذ 86 عامًا.
على الرغم من أنه من المتوقع أن تتوافق خدمة الصلاة مع البرنامج الذي وضعه الملوك الأنجلوساكسونيون الراحلون، إلا إنه سيتم تغيير بعض تفاصيل حفل تتويج تشارلز، ليعكس بريطانيا الحديثة والكومنولث.
في حين تم إجراء عدد من التدريبات، لتأمين مغادرة جواهر التاج حصنها في برج لندن، والتي تعد واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي تم نشرها على الإطلاق، إذ تم إعداد الأجواء لنموذج أخير من الأبهة البريطانية، لكن هناك دائمًا متسعًا لما هو غير متوقع.
وسلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية نظرة على بعض كوارث يوم التتويج الملكي في بريطانيا، التي حلّت بأسلاف تشارلز.
جورج الرابع.. وغياب الملكة
في عام 1821، حضر الملك جورج الرابع تتويجه الفخم، في وجود أفراد الأسرة المالكة وكبار الدولة، وغياب زوجته.
بعد أن حكم الأمير ريجنت بديلًا لوالده المريض عقليًا منذ عام 1811، كان تتويج جورج بمثابة إجراء يؤكد من جديد أنه أصبح ملكًا في حد ذاته.
كان من المقرر أن يقام الحفل في عام 1820، ومع ذلك، بسبب معركة قانونية مع زوجته المنفصلة، كارولين من برونزويك، تم التخلي عنها.
عندما اعتلى زوجها العرش، أصبحت كارولين قانونيًا زوجة ملكة، على الرغم من انفصال الزوجين وحملهما كرهًا شديدًا لبعضهما، إلا إنه لم يتم إرسال دعوة لها لحضور التتويج.
وعندما ظهرت في وستمنستر، مُنعت بشكل غير رسمي من الدخول على الرغم من محاولاتها على أبواب مختلفة.
هدد المشهد المحرج بإلقاء ظلال على الحدث واستسلمت الملكة في النهاية وعادت إلى منزلها، وماتت بعد أسبوعين.
الملكة فيكتوريا.. حلقة مشاكل
تم تتويج الملكة فيكتوريا في 28 يونيو 1838 عندما كانت تبلغ من العمر 19 عامًا فقط، واستمر الحفل خمس ساعات وتم إجراؤه دون تدريبات مكثفة، مما أدى إلى عدد من القضايا التي ظهرت على مدار اليوم، إذ حدثت مشكلة أساسية عندما وضع رئيس أساقفة كانتربري خاتم التتويج في إصبع الملكة.
وكتبت بعد ذلك في مذكراتها: "كان رئيس الأساقفة، بشكل محرج للغاية، قد وضع الخاتم على الإصبع الخطأ، وكانت النتيجة أنني واجهت صعوبة كبيرة في خلعه مرة أخرى، وهو ما فعلته أخيرًا بألم شديد".
بالإضافة إلى أزمة الخاتم، سقط عضو مسن في البلاط على الدرج أثناء التقدم لتقبيل يد الملكة.
وكتبت: "اللورد العجوز المسكين رول الذي يبلغ من العمر 82 عامًا، والذي كان يعاني من عجز رهيب، سقط وانحرف إلى أسفل في محاولته صعود الدرج، ولكن لم يكن هذا أقل ما يؤلمني، فعندما حاول أن يصعد مرة أخرى، قمت وتقدمت إلى نهاية الدرجات من أجل منع سقوطه مرة أخرى".
على الرغم من قائمة الأخطاء، وصفت الملكة اليوم بأنه "الأكثر فخرًا" في حياتها والذي "ستتذكره على الإطلاق".
تأجيل طبي
عندما توفيت الملكة فيكتوريا بعد حكمها لما يقرب من 64 عامًا، تولى ابنها الأكبر، ألبرت إدوارد، العرش تحت الاسم الملكي للملك إدوارد السابع.
كان من المقرر أن يتم تتويج إدوارد وزوجته الملكة ألكسندرا في 26 يونيو 1902، لكن قبل ثلاثة أيام من التتويج، أصيب الملك بمرض حاد بسبب التهاب الزائدة الدودية الذي تطلب عملية طارئة خطيرة.
على الرغم من إحجامه عن القيام بذلك، أُجبر الملك على تأجيل التتويج إلى وقت لاحق من الصيف، مما يعني أن جميع الضيوف الذين سافروا إلى بريطانيا من أجل حضور الحدث، توجب عليهم العودة إلى ديارهم مرة أخرى.
وتوج إدوارد وألكسندرا في نهاية المطاف في 9 أغسطس 1902.
سرقة أوراق المراحيض
كان تتويج الملكة إليزابيث الثانية -والدة الملك تشارلز- أكثر سلاسة ممن سبقوها على عرش المملكة المتحدة، بفضل التدريبات المكثفة والاستعدادات التي استمرت لأكثر من عام، على الرغم من ذلك، كان لا يزال هناك بعض السقطات في اليوم الكبير.
وفقًا لوثائق الأرشيف الوطني في بريطانيا، كانت هناك كارثة محرجة استدعت تدوينها لضمان عدم حدوثها مرة أخرى، إذ يذكر الحساب الرسمي للجوانب الإجرائية لليوم، في صحيفة "الديلي تليجراف": "تم العثور، في وقت مبكر من يوم التتويج، على أن الكثير من ورق المرحاض قد أزيلت من وستمنستر آبي.. سيكون ضروريًا في المستقبل اتخاذ خطوات خاصة لمنع حدوث ذلك من جديد".
ولحسن الحظ تم حل المشكلة بسرعة، فيما وفر سجل الحدث تحذيرًا أرشيفيًا مفيدًا للمنظمين على أمل الترحيب بـ2000 ضيف مدعو لحضور تتويج تشارلز.