أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حوارًا صحفيًا مع رئيس التحرير الدولي لصحيفة "أساهي شيمبون"، إحدى أكبر الصحف اليابانية، وذلك أثناء زيارة، فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، لمصر خلال الفترة من 29 أبريل إلى الأول من مايو الجاري.
تناول الحوار الصحفي عددًا من الموضوعات المهمة، منها العلاقات المصرية اليابانية الوثيقة، والتعاون بين البلدين في تسوية القضايا والأزمات الدولية، سواء الأزمة الروسية الأوكرانية أو الأزمات الإقليمية الراهنة، حسب بيان للمستشار أحمد فهمي، المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.
وشدد الرئيس المصري على موقف بلاده من الأزمات القائمة بالمنطقة، مُشيرًا إلى أن السياسة الخارجية المصرية، تقوم على رفض التدخل في شؤون الدول واحترام مبدأ السيادة وتسوية النزاعات بالطرق السلمية.
واستعرض "السيسي" موقف مصر من التطورات في السودان، مُوضحًا الجهود التي تبذلها مصر لوقف وتثبيت إطلاق النار وتهيئة المناخ للحوار السلمي واستكمال المرحلة الانتقالية؛ لتجنيب الشعب السوداني الشقيق المخاطر الإنسانية المتفاقمة للنزاع.
وقال السيسي: "سنقدم الدعم للحوار بين السودانيين؛ من أجل إنهاء القتال وتشكيل حكومة مدنية مؤقتة وإجراء انتخابات"، مضيفًا: "بما أن اليابان عضو في مجموعة السبع، يجب أن تكون جهودنا نحو تلك الأهداف".
وجدد الرئيس المصري موقف بلاده بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، قائلًا: "لن نتدخل في السياسة الداخلية للدول الأخرى؛ لأننا لا نريد زيادة تعقيد الوضع".
وأشار إلى أن مصر ستستمر في اتخاذ موقف مُحايد، فيما يتعلق بالأزمة بين روسيا وأوكرانيا، مُضيفًا أنه سيكون من المُهم السعي لحل سلمي هناك.
وفيما يلي مقتطفات من نص الحوار :
* ما هي الآثار المُترتبة على المنطقة بسبب الاشتباكات في السودان بين الجيش وميليشيات الدعم السريع؟
المنطقة كلها يمكن أن تتأثر، ونحن نبذل قصارى جهدنا لإجراء مناقشات بين الجيش وميليشيات الدعم السريع، ولا يمكننا أن نجعل الأمر أكثر تعقيدًا، لذلك نحن حريصون على عدم التدخل في شؤونهم الداخلية، وجهودنا موجهة من أجل تشكيل حكومة انتقالية، حتى يمكن إجراء الانتخابات وتنصيب حكومة مدنية.
* ما هي مخاوفك بشأن المزيد من اللاجئين من السودان؟
يوجد بالفعل ملايين السودانيين في مصر، لكننا لا نشير إليهم كلاجئين بل ضيوف، وهناك ما بين 8 و9 ملايين ضيف من ليبيا وسوريا واليمن ودول إفريقية أخرى، ووسط الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية، فر العديد من السودانيين، لذا تواجه مصر أيضًا مشكلات، ونحن نشهد بالفعل تضخمًا مُرتفعًا وارتفاعًا في أسعار السلع الضرورية اليومية.
* ما هو شكل الدعم الذي تبحث عنه من المجتمع الدولي؟
نأمل في دعم يرسخ الاستقرار في سوريا واليمن وليبيا والسودان، وبمجرد استقرار الوضع، سيعود أولئك الذين فروا من بلدانهم (إلى ديارهم). وأريد إجراء تبادل صريح لوجهات النظر مع رئيس الوزراء الياباني "كيشيدا" لتأكيد ما يمكننا القيام به.
* ما هي آراؤك حول التغيرات الدراماتيكية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مثل تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران؟
هناك أكثر من 10 سنوات من عدم الاستقرار في هذه المنطقة ونتيجة لذلك، عانى الكثير من الناس، لقد توصلنا إلى الاعتقاد بأن الخيار الوحيد المناسب لسياستنا الخارجية هو تخفيف التوتر والمصالحة، فالدبلوماسية المصرية لا تتدخل في السياسات الداخلية للدول الأخرى، لكنها كانت دائمًا تتمتع بالصبر الاستراتيجي لانتظار تحسن الوضع.
* كيف تنظرون إلى جهود الصين للتوسط في تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران؟
أعتقد أن أي نية حسنة لإيجاد حل لقضايا العالم المختلفة أمر جيد، ونحن نرحب بهذه المساهمات من الصين واليابان والولايات المتحدة، كما نأمل في التوصل إلى حل مُبكر للأزمة بين روسيا وأوكرانيا حتى يعود السلام، وسندعم أي دولة يمكنها المساهمة في ذلك القرار.
* لماذا تتخذ العديد من الدول فيما يسمى بالجنوب العالمي، بما في ذلك مصر، موقفًا محايدًا تجاه أزمة أوكرانيا؟
هناك حاجة إلى السعي لحل سلمي للقضية بين روسيا وأوكرانيا، وقد دعوت المجتمع الدولي إلى إيجاد حل سياسي ودبلوماسي لإنهاء القتال، وسأبلغ رئيس الوزراء "كيشيدا" بنيتنا.
* ما هي توقعاتك لليابان؟
لقد بذلت جهدًا مستمرًا لتقديم نظام التعليم الياباني إلى مصر، وحتى الآن تم تطبيقه في نحو 50 مدرسة، ونحن نخطط لزيادة هذه التدابير، وأريد أن تشارك العديد من الشركات اليابانية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهي مركز رئيسي للتجارة الدولية.