الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السفيرة الأمريكية لدى موسكو: روسيا أخطأت في حساباتها بشأن أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
لين تريسي المبعوثة الأمريكي الجديدة إلى روسيا

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

حذرت لين تريسي، المبعوثة الأمريكي الجديدة إلى روسيا، من أن موسكو ستدفع "ثمنًا طويل الأمد" لعمليتها العسكرية في أوكرانيا، مضيفة أن العلاقات الثنائية هي "واحدة من أدنى النقاط" في الذاكرة.

تسلمت "تريسي" منصبها في يناير 2023، منهية بذلك فترة ثلاث سنوات تقريبًا لم يكن فيها للولايات المتحدة سفير دائم في موسكو، إذ شهدت تلك السنوات فتورًا ثنائيًا، لا سيما بسبب الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.

في مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت" الروسية، قالت "تريسي" إن قرار الرئيس فلاديمير بوتين بتوسيع حرب موسكو على أوكرانيا، منذ ضم شبه جزيرة القرم وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية في عام 2014، أدى إلى تفاقم التوقعات الأمنية لروسيا.

روسيا أخطأت في حساباتها

وترى المبعوثة الأمريكية أن روسيا "أخطأت في الحسابات"، بالحكم على الطريقة التي قررت بها دخول أوكرانيا، وتوقعت أن الأوكرانيين سيستقبلون القوات التي دخلت، بينما لم يحدث ذلك، مضيفة: "الأوكرانيون ردوا بالمقاومة، نحن نرى ذلك، إنها ليست نتاج دعاية، نرى أن الأوكرانيين يظهرون الإرادة للقتال والدفاع عن بلادهم".

وقالت "تريسي" إن الحرب الشاملة، التي دخلت الآن عامها الثاني بدون أي إشارة إلى اتفاق سلام أو حتى وقف لإطلاق النار، أضعفت موسكو وأجبرت الروس على دفع ثمن سيزداد بمرور الوقت، لافتة إلى أن العقوبات وضوابط التصدير تسببت في أضرار بمليارات الدولارات للقطاع المالي الروسي، وأبطأت التقدم التكنولوجي للبلاد بشدة.

وأوضحت المبعوثة الأمريكية أن "هذه تكاليف فورية، ولكن هناك أيضًا تكاليف طويلة الأجل ناتجة عن الفرص الضائعة للاستثمار في مستقبل روسيا، وعادة ما يكون من الصعب استرجاع الفرص الضائعة، قائلة إنها "شبه مستحيلة".

وتساءلت تريسي: كيف سيساعد كل هذا مستقبل روسيا؟ تطورها؟ مستقبل شبابها وجيلها القادم؟

يبدو أن الأمل ضئيل بحدوث انفراج مفاجئ بين موسكو وخصومها الغربيين، إذ يضاعف الجانب الروسي وحلفاؤه الكبار من مناوراتهم بأوكرانيا، ويأملون في الصمود أكثر من الدعم الغربي لكييف والاحتفاظ بنسبة 20% أو نحو ذلك من أوكرانيا، بحسب المبعوثة الأمريكية.

وأشارت تريسي إلى أن هجوم بوتين على أوكرانيا أدى إلى تفاقم مخاوف موسكو القديمة بشأن زحف الناتو والعزلة الاستراتيجية.

وقالت: "الأوكرانيون الآن مصممون أكثر على الانضمام إلى الناتو، وليس الأوكرانيون فقط، بل فنلندا والسويد، وهما دولتان محايدتان لفترة طويلة، انضمت فنلندا لتوها إلى الناتو ونتوقع أن تكون السويد التالية".

الروس ليسوا أعداءنا

أخبرت تريسي صحيفة كوميرسانت أن الولايات المتحدة "لا تعتبر الروس أعداء"،

لكنها أضافت: "علاقتنا في واحدة من أدنى النقاط التي يمكن تذكرها لفترة طويلة جدًا، من المحزن أن نرى الاتجاه الذي تتحرك فيه روسيا.. يبدو أنها تتحرك إلى الماضي في زمن القمع".

وأضافت المبعوثة الأمريكية أن "روسيا لها الحق في إعطاء الأولوية لسياستها الخارجية بالشكل الذي تراه مناسبًا، الآن هناك الكثير من الحديث عن رهاب روسيا، وإلغاء روسيا، وإلغاء مستقبل روسيا، هذا ليس هدف الولايات المتحدة، ونحن بالتأكيد لا نريد إلغاء شعب روسيا بأي شكل من الأشكال".

وقالت تريسي: "خلافاتنا مع حكومة روسيا ولكن ليس مع شعبها".

رفض روسي

ومن جهتها، رفضت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، تصريحات تريسي، وكتبت عبر قناتها على تليجرام: "يُقتل شعب روسيا بناءً على معلومات من الولايات المتحدة، بأموال الولايات المتحدة، بأسلحة من الولايات المتحدة، على يد نظام تم جلبه إلى السلطة من قبل الولايات المتحدة نتيجة الانقلاب الذي قادته الولايات المتحدة ".

كانت زاخاروفا تشير إلى احتجاجات ثورة 2014، التي أطاحت بالرئيس الأوكراني الموالي للكرملين فيكتور يانوكوفيتش، التي اندلعت على إثر تخليه فجأة عن اتفاق تعاون متفق عليه مع الاتحاد الأوروبي لصالح توثيق العلاقات مع موسكو.