الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.. توتر متزايد ومواجهة محتملة مع روسيا

  • مشاركة :
post-title
إحدى قاذفات الصواريخ الروسية

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

تُظهِر التطورات الأخيرة في الأزمة الروسية-الأوكرانية، أنَّ أوروبا تنتظر مواجهة مرتقبة، خصوصًا بعد أن دفعت الأزمة إلى تغير الموقف بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعدما بقيت الثانية محايدة خلال الحرب الباردة، وإصرارهما على ضرورة الانضمام للتحالف خوفًا من الطموحات الروسية في المستقبل، وأملًا في الاستفادة من قوة الردع التي يتميز بها الحلف، وهو الأمر الذي عزز مخاوف موسكو من الناتو بعد ارتفاع فرص انضمام البلدين.

وحول رؤية المشهد، تواصلت "القاهرة الإخبارية" مع عدد من الخبراء الذين أكدوا أنَّ انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو يعزز من قدراته العسكرية، إذ إنهما تمتلكان الكثير من القدرات الهائلة في معارك الشتاء، محذرين من أن القارة العجوز على وشك دخول عهد جديد من الصدام المسلح، سيسفر عن انقسامها إلى معسكرين: الأول روسي (روسيا بيلاروسيا)، والثاني غربي يقف إلى جانب أوكرانيا.

تعزيز قدرات حلف الناتو

من جهته، قال نيكولاس ويليامز، المسؤول السابق في (الناتو)، إنَّ الصدام لن يكون وشيكًا لأن موسكو تتعامل مع الأمور بشكل متزن، لكنها ترفض تمدد الحلف وزيادة أعضائه، فيما تلقى باللوم على الغرب لتبرير موقفها من الحرب، لافتًا إلى أن هناك شكوكًا بشأن التحاق أوكرانيا بـالحلف، الذي قد يقبلها كأحد إجراءات السلامة والأمانة لدوله.

أكد "ويليامز"، في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ دول البلطيق (إستونيا، لاتفيا، وليتوانيا) تتعرض للتهديد من قبل روسيا، وانضمام فنلندا والسويد للحلف سيعزز من قدراته وتحقيق خطة الدفاع الإيجابي لمواجهة موسكو، تصبح فنلندا أكثر سلامًا وأمنًا فضلًا عن استفادتها مع السويد من مميزات قوات الردع.

وتوقع المسؤول السابق في حلف الناتو، بدء عهد جديد من الصدام المسلح في أوروبا، وأنه سيكون هناك معسكران أولهما المعسكر الروسي مع بيلاروسيا والآخر الغرب مع أوكرانيا، وأن القارة ستتعرض لمخاطر جسيمة فضلًا عن الأزمات الاقتصادية التي ستعانيها كل من فنلندا والسويد الفترة المقبلة.

وذكر أنَّ الدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لعب دورًا كبيرًا في إسراع انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، مؤكدًا أن حماية الحلف تكمن في القوى العسكرية التي تقدمها أمريكا.

حلف الناتو
مواجهة مجهولة وخطيرة

من جهته، قال عمرو بيطار، الصحفى المتخصص بالشأن السويدي، إنَّ فنلندا والسويد تقدمتا بطلب الانضمام إلى حلف الناتو في مايو الماضي، لكن السويد لديها بعض الإشكاليات الآن مع تركيا والمجر، اللتين طلبتا منها تحقيق بعض الشروط، بيد أن (ستوكهولم) لم تستجب لها.

وكان وزير الخارجية السويدي اقتناعه بأن بلاده ستنضم إلى "الناتو" في الصيف المقبل، فيما يرى "بيطار" أن الرد الروسي مجهول ولا يمكن توقعه حتى الآن، خصوصًا بعد استدعاء السويد للسفير الروسي بعد تصريحاته بأن تصبح السويد هدفًا مشروعًا لروسيا كإجراء انتقامي.

ولا يتوقع "بيطار" أن يكون هناك رد فعل روسي كبير رغم وقوع فنلندا على الحدود الروسية مباشرةً، مشيرًا إلى أن السويد قبل الحرب الروسية الأوكرانية لم يكن لديها رغبة الانضمام إلى الناتو، وبعض الأحزاب بها كانت ترفض ذلك، إلَّا أنَّ الطموحات الروسية دفعتها إلى طلب الانضمام إلى الحلف.

تسليح كبير وقدرات هائلة

وفي السياق ذاته، يرى ماركو بوكيزي، أستاذ العلاقات الدولية، أنَّ فنلندا والسويد ستستفيدان كثيرًا من انضمامها للحلف، وتتطلعان إلى الحصول على قوات الردع، وخلال أيام سوف يتم حمايتهما.

وأوضح، في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ الدولتين لديهما تسليح كبير وقدرات هائلة في معارك الشتاء والظروف القاسية وستستفيدان أكثر مما ستعطيان للحلف.

وأشار إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السابقة بشأن انضمام البلدين للناتو، بأنه "لن يغير من موازين القوي والعضوية لن يكون لها دور في تصعيد الصراع".