يبحث المؤلف المصري أيمن سلامة دائمًا، عن تقديم القضايا الاجتماعية، خصوصًا التي تهتم بالمرأة، ومعظم أعماله الفنية يكون أبطالها من النساء، ويعرض له في المنافسة الدرامية الرمضانية الحالية مسلسل "جميلة"، بطولة الفنانة المصرية ريهام حجاج، التي يتعاون معها للعام الثاني على التوالي بعد نجاحهما في رمضان الماضي بمسلسل "يو تيرن"، وللمرة الثالثة بشكل عام إذ تعاونا من قبل في مسلسل "لما كنا صغيرين" عام 2020، لكن هذه المرة في شكل درامي ومحتوى مختلف.
كواليس الكتابة
وأكد "سلامة" في تصريحاته لموقع "القاهرة الإخبارية" أن فكرة مسلسل "جميلة"، جاءت بعد تحضير وبحث طويل، قائلًا: "بعد النجاح الكبير الذي حققته مع ريهام حجاج والمخرج سامح عبد العزيز من خلال مسلسل "يوتيرن"؛ قررت إعادة التجربة بعمل جديد معهما، فعرضت عليهم فكرة المسلسل، بعد بحث شديد في تفاصيل دقيقة منها طبيعة وظيفة البطلة، فهي وكيل نيابة إدارية، واستعنت بأشخاص من هذه المهنة لكي أعرف أدق التفاصيل عنها، والحقيقة وجدت تعاونًا كبيرًا لمساعدتي في فهم بعض الأمور، إضافة إلى استعانتي بأطباء لأن هناك جزء علمي في نهاية المسلسل سيكون مفاجأة للجمهور".
تكرار التعاون
وعن سبب تكرار التعاون مع ريهام حجاج، أرجع "سلامة" ذلك إلى ما وصفه بأنه "كيمياء" قوية بينهما، مضيفًا: "هي فنانة متواضعة وملتزمة في عملها، وحريصة على مواعيدها، وكواليس العمل كانت ممتعة وهادئة".
تابع: "سبق أن حققت مع ريهام حجاج نجاحًا كبيرًا من قبل، والآن نتلقى ردود فعلٍ إيجابية من الجمهور بعد الأسبوع الأول من عرض حلقات المسلسل، سواءً على مواقع التواصل الاجتماعي أو من نبض الشارع المصري، فالردود قوية وأنا سعيد جدًا بها".
الصعوبات
لم تكن شخصية ريهام حجاج وطبيعة عملها الصعوبة الوحيدة التي واجهت "سلامة"، إذ إن دور سوسن بدر، التي تجسد دور والدتها "شهيرة" في العمل احتاج إلى رسمه بتفاصيل دقيقة، قائلًا: "شخصية شريرة وثرية جدًا بالدراما، واحتاجت إلى مجهود كبير ومن رد فعل الجمهور أشعر بأنني وُفقت في صياغتها".
الرسالة
يناقش مسلسل "جميلة"، عدة رسائل مختلفة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، منها تمكين المرأة من خلال توليها المناصب الكبيرة في الدولة، كما إنه يغوص داخل الأسرة الواحدة، ويناقش القضايا الاجتماعية"، حسبما أكد مؤلف العمل.
وأضاف: "أهم رسالة أقدمها عبر المسلسل، هي ضرورة أن يأخذ الآباء حذرهم في تصرفاتهم، لأنها تؤثر على أولادهم فيما بعد، كما أن هناك قضية مهمة تتعلق بالمرأة سيراها الجمهور في الحلقات الأخيرة".
الكتابة للمرأة
وعن سبب حرصه على الكتابة للمرأة وقضاياها، قال "سلامة": "أنا مؤمن جدًا بقضية المرأة، وأنها لم تأخذ حقها ووضعها الطبيعي في المجتمع، وما زال المجتمع حتى الآن ذكوريًا، رغم ما حصلت عليه المرأة من حقوقها وتوليها مناصب وظيفية مختلفة، ولكن لا زالت نظرة المجتمع لها مخيبة للآمال".
وعن سبب اتجاه المؤلفين للكتابة للمرأة كبطولة مطلقة في عمل تليفزيوني أكثر من السينما، يرى "سلامة" أن الدراما التليفزيونية موجهة للجمهور في المنزل، وبالتالي تخاطب معظم السيدات بعكس المنصات ودور السينما فهي للشباب، لذلك يكون أبطالها شبابًا وموضوعات السينما خاصة بالرجال أكثر.