الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب قانون "نتنياهو" الشائك.. توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

منذ اندلاع التظاهرات الإسرائيلية قبل أكثر من 12 أسبوعًا، بسبب مشروع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخاص بالتعديلات القضائية، دأبت واشنطن أن تعلن عن قلقها إزاء هذا القانون، وتعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي مع هذه التظاهرات، خاصة بعد دخول الاعتراضات الشعبية مرحلة حرجة بعد محاولة اقتحام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل إعلان الأخير عن نيته بالتراجع "مؤقتًا" عن هذا القانون وفتح باب للحوار مع قوى الشعب.

وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في "رسالة خاصة قوية" على "وقف الإصلاح القضائي" الذي تنتهجه حكومته، قبيل ساعات من ظهور نتنياهو على التلفزيون وإعلانه تعليق خطته المثيرة للجدل، وفقًا لما نقله موقع "أكسيوس" عن مصدرين أمريكيين مطلعين.

وكان البيت الأبيض دعا نتنياهو، منذ شهور، إلى التحقق من وجود "إجماع موسع" حول هذه الخطة، ولكن الرسالة الخاصة التي بعث بها بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي عكست حدة التوترات بين الحليفين، ومدى قلق بايدن وعمق انخراطه في محاولة إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بوقف هذا التشريع.

ووفق ما نقله موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادره، أكد أن قرار نتنياهو الأخير بإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، أثار قلق البيت الأبيض، ما دفعه لإطلاق سلسلة من المشاورات بشأن ردود الأفعال الأمريكية المحتملة على الخطوة.

كما أكد "أكسيوس"، نقلًا عن مصدر آخر، أن البيت الأبيض بالفعل عمل على اتخاذ خطوات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي تعكس توتر العلاقات بين الحليفين، ومنه إلغاء الدعوة الموجهة إلى نتنياهو للمشاركة في "قمة الديمقراطية" الافتراضية، التي افتتحها بايدن الأربعاء الماضي، في حال لم يتراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن المضي قدمًا في تمرير هذا القانون.

أقوى الرسائل

وقالت المصادر الأمريكية إن البيت الأبيض قرر إصدار بيان علني لمجلس الأمن القومي يعرب فيه عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في إسرائيل، وإيصال رسالة خاصة مباشرة إلى نتنياهو من بايدن تؤكد أن الرئيس الأمريكي يريد وقف هذا التشريع.

ووصفت المصادر، وفق "أكسيوس"، خطوة بايدن ورسالته الخاصة بأنها كانت "أقوى من الرسالة العامة التي بعثت بها إدارة البيت الأبيض، مضيفة أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، توم نيديس، قام بتسليمها إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل يوم من إعلانه عن "تجميد" مشروعه بصورة مؤقتة.

وصرح مسؤول إسرائيلي لـ "أكسيوس" بأنه "قبيل ساعات من إعلان نتنياهو، الاثنين، أخطر مكتب رئيس الوزراء نيديس بأنه سيتم وقف التشريع".

توتر الفضاء العام

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض في مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون إن الرسالة التي بعث بها الرئيس "هي نفس الرسالة التي كنتم تسمعونها منا طوال الوقت، إذ كنا نحث القادة الإسرائيليين على التوصل لحل وسط في أسرع وقت ممكن".

وأشار "أكسيوس" إلى أن حالة التوتر المتفاقمة بين الحليفين "امتدت إلى الفضاء العام"، الثلاثاء، عندما بدا أن بايدن يؤكد رسالته الخاصة، قائلاً للصحفيين إن الحكومة الإسرائيلية "لا يمكنها الاستمرار في هذا الطريق".

وقال الرئيس الأمريكي: "لقد أوضحت ذلك نوعًا ما، لم أتحدث مباشرة مع نتنياهو، وإنما أوصلت الرسالة عبر سفيرنا لدى إسرائيل".

وأثارت تصريحات بايدن العلنية، عمق الأزمة بين الحليفين، والتي تعتبر بمثابة صدمة سياسية في الداخل الإسرائيلي تحديدًا، حيث عمد العديد من قادة المعارضة إلى مهاجمة نتنياهو لتعريضه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية للخطر.

وجاء رد نتنياهو عبر بيان غير عادي، في حوالي الواحدة صباحًا بالتوقيت المحلي، قال فيه إن إسرائيل "دولة مستقلة تأخذ قراراتها استنادًا إلى إرادة شعبها وليس بناءً على ضغوط خارجية، بما في ذلك من أقرب أصدقائنا"!! ويكون بذلك هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل موقفًا معاديًا للحليفة واشنطن بهذه الطريقة في العلن.

وصباح الأربعاء، عمد العديد من نواب ووزراء حزب نتنياهو، اليميني إلى "تويتر"، وإلى الإذاعة الإسرائيلية، حيث قاموا بمهاجمة الرئيس الأمريكي. ومضى أحدهم إلى حد القول بأن "أمن إسرائيل ليس بحاجة إلى الولايات المتحدة"!

وبعد توتر الوضع أو خروجه عن السيطرة بهذه الصورة، حاول نتنياهو تهدئة التوترات من خلال إصدار تعليمات إلى الوزراء الحكوميين ونواب الليكود بتجنب الإدلاء بأية تصريحات علنية بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة بخلاف استخدام البيان الصادر عن رئيس الوزراء.

وقال اثنان من كبار مساعدي نتنياهو لـ "أكسيوس" إن رئيس الوزراء "لا يريد خلق أزمة مع إدارة بايدن".

وقال أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو يريد التوصل إلى "إجماع" بشأن عملية الإصلاح القضائي، ما سيجعل الأمر يتجاوز رئاسة الوزراء.

وقال المساعد الثاني إن نتنياهو أراد "تهدئة الأوضاع واستقرارها لأنه يدرك الواقع ويعي حقيقة التهديدات الأمنية التي تواجهها إسرائيل".

خطاب "التهدئة"

وواصل نتنياهو عملية "التهدئة" خلال خطابه في "قمة الديمقراطية"، الأربعاء، إذ قال: "هناك خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة من حين لآخر، ولكنني أريد أن أؤكد لكم أن التحالف بين أعظم ديمقراطية في العالم والديمقراطية القوية في قلب منطقة الشرق الأوسط، إسرائيل، لا يتزعزع، ولا شيء يمكن أن يغيره".

ولفت نتنياهو إلى أنه أعلن "تعليق" تشريع الإصلاح القضائي لمنح فرصة للتوصل إلى إجماع موسع، مشيرًا إلى "أننا بحاجة إلى الانتقال من الاحتجاج إلى الاتفاق".

وقال دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، والزميل الحالي في مجلس الأطلسي، لـ"أكسيوس" إن "بايدن صديق قديم لنتنياهو وحليف شديد الالتزام تجاه إسرائيل"، ولكنه "لم يترك أي شك بشأن ما يمكن أن يضعه الإصلاح القضائي على المحك"، والذي يتمثل في "أمن واقتصاد وسمعة إسرائيل كدولة ديمقراطية تتمسك بضوابط وتوازنات القضاء المستقل".

ورجح شابيرو، أن الرسالة الأمريكية ساعدت في إقناع نتنياهو بتعليق قانون الإصلاح القضائي، ولكن "يبقى هناك احتمال فشل مفاوضات التوصل إلى إجماع وإمكانية تمرير الإصلاح الذي يقوض المحكمة العليا في أي وقت".

وفي ظل هذه الظروف، "يصبح من الصعوبة عقد اجتماع بين نتنياهو وبايدن الذي يمثل الدفاع عن الديمقراطية جوهر رئاسته"، وفقًا لشابيرو.