الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معالي زايد.. وجدت حظها بالفن واختارت العزلة حتى الرحيل

  • مشاركة :
post-title
الفنانة المصرية معالي زايد

القاهرة الإخبارية - محمد عبدالمنعم

ملامح مصرية أصيلة، روح خفيفة، تتمتع بقدرات فنية رائعة إلى جانب الوفاء والإخلاص لأصدقائها، ديمقراطية وتحب أن تراقب الموقف من بعيد ولكن حينما يصل الأمر إلى أزمة تتوقف لتأخذ هي موقفًا، مقبلة على الحياة ولا تحب الشعور بالفشل، الفن في حياتها هو أول شيء وبعد ذلك يأتي كل شيء، تذوقت الفن منذ الصغر فوالدتها آمال زايد وخالتها جمالات زايد، لذلك تصف النجمة الراحلة معالي زايد التي ولدت في مثل هذا اليوم عام 1953 نفسها بأنها "محظوظة في مشوارها الفني". 

حياة معالي زايد مليئة بالتفاصيل ولصراحتها الكبيرة كشفت عن أغلب كواليسها من خلال مجموعة من اللقاءات التليفزيونية بداية من مشوارها الفني، مرورًا بأصعب المواقف عليها، لذلك نذهب معها في رحلة للاطلاع على تفاصيلها من منظور قريب صورته هي بنفسها.

منافسة

بدأت رحلة الفتاة -التي تخرجت من كلية التربية الفنية والمعهد العالي للسينما- مبكرًا، من خلال مسلسل "الليلة الموعودة" الذي أخرجه الراحل نور الدمرداش، ولمعت معالي وسط أسماء كبيرة في الوسط الفني، وهو ما سبب لها مشاكل، حيث تقول في أحد لقاءاتها التليفزيونية: "ظهوري لم يكن مناسبًا مع كثير من النجوم الموجودين على الساحة، وشعروا بمنافستي لهم.. لذلك حاربوني".

 لم تهتم معالي زايد بكل تلك التفاصيل وانطلقت في مشوارها الفني، لتقدم مجموعة من الأعمال القوية، ففي السينما تجدها في"البيضة والحجر، الطعنة، الزوجة تعرف أكثر، الزمن الصعب، أسوار الحب، جحيم 2، امرأة متمردة"، وعلى مستوى المسلسلات قدمت "دموع في عيون وقحة، الرجل الذي هوى، حلم الليل والنهار، الثلاثية لنجيب محفوظ".

صعوبات المهنة

أغلب النجوم المنتمين لعائلات فنية رفض أهلهم وجودهم في هذا المجال نظرًا لصعوبته، ولكن هذا لم يحدث مع معالي زايد، ولم يعترض أحد على أحلامها، بل كان لديها إحساس بالمسؤولية وتعرف جيدًا صعوبات المهنة التي قررت أن تدخل إليها، تقول: "مهنتنا صعبة وليس لها مواعيد، ودائمًا متوترين وقلقين، بالإضافة إلى الدخول والخروج من الشخصيات التي نلعبها ليس أمرا سهلا".

المسرح

رغم إنتاج معالي زايد التليفزيوني والسينمائي الكبير، إلا أنها لم تعط للمسرح حقه، وكانت أعمالها محدودة جدًا، وحينما وُجِه لها سؤالاً في أحد البرامج عن السبب وراء قلة ظهورها على خشبة المسرح قالت: "أحبه كثيرًا وتجاربي فيه جيدة، لكنني انشغلت بالعمل في التليفزيون، وأنا أحب أن أقدم مسرحًا، ولكن الأعمال التي عرضت عليّ لم أحبها، وليس لها معنى، وأنا أحب أن أشارك في عمل يحمل كلمة، ولا أقبل بالصعود على المسرح لخدش حياء جمهوري بأعمال هابطة".

الزواج

"أكبر مقلب شربته".. هكذا تحدث معالي زايد عن خذلان الرجال لها، إذ أنها تزوجت مرتين، ولكنهما لم يثمرا عن النجاح المطلوب رغم أنها أعطت لزواجها كل الحقوق المطلوبة حسبما قالت، فقد قررت في زيجتها الأولى أن تتوقف عن التمثيل وتركز في الزواج، تؤكد: "كان زوجي يُحضّر للدكتوراه ويحتاجني معه فوقفت إلى جانبه، ولكن بعد فترة وصلنا إلى نقطة انتهى عندها كل شيء وانفصلنا بعد عامين".

خرجت الصحف وقتها وأعلنت أن معالي زايد انفصلت بسبب الفن، ولكنها قالت: "هذا ليس حقيقيًا، ولم أُدْخِل الفن في حياتي الشخصية.. فهو جزء مني ولا أستطيع أن أعيش بدون أن أمثل.. فشخصيتي تتوازن حينما أقف أمام كاميرا، والرجل الذي يحبني يقول لي "روحي مثلي"، وبعد انتهاء تلك الفترة في حياتها قررت ألا تدخل الرجال في حياتها مرة أخرى، وتظل مع معشوقها الأول فقط وهو الفن.

مواقف صعبة

كشفت معالي زايد عن أصعب المواقف التي مرت بها في حياتها وتقول: "لا أنكر أن لحظة انفصالي كانت صعبة وقاسية، ولكنني عبرت منها سريعًا، أما الموقف الأصعب بالنسبة لي هو فقدان والدتي وشقيقتي ووالدي في عام واحد".

عزلة

قررت معالي زايد أن تتصالح مع العالم الذي أخذ من طاقتها كثيرًا، فبنت لنفسها مزرعة بعيدة، جلبت بها حيوانات، وقررت أن تذهب وتعيش فيها بعيدًا عن الصخب، وتقول: "لم أجد من يحتوي ضعفي وقوتي، فعشت في مزرعة لكى أصبح أهدى وأطيب، ولم يعد صوتي عاليًا واستأنست الحيوانات".

وتابعت: "أشعر دائمًا بالندم وألوم نفسي كل يوم وأحاسبها، وليس لدى مانع في الاعتذار لأى شخص حدث بيني وبينه مشكلة".

الوفاة

في عام 2014 توقفت موهبة معالي زايد عن الاستمرار، وأغلقت الأنوار على لوحاتها، فقد كانت تعشق الرسم، واستعمر السرطان جسدها ليسلب منها الحياة سريعًا، ويُنهي رحلة عملاقة لفنانة بسيطة "حلمت فقط أن تجد من يحتويها".